مجازر تتكرر وحكومة تتبختر

أقرت وزارة الدفاع العراقية بفقدان الاتصال ببعض الجنود في قاطع عمليات الصقلاوية والسجر شمالي مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار، مصحوبا بتحذير شديد اللهجة بعدم المساس بحياة الجنود، لأنها سوف تفعل بهم المفاعيل كما فعلت بمرتكبي مجزرة سبا يكر سابقا!!!، بينما كشف شهود عيان للصحافة العالمية من داخل الفلوجه إن مسلحي التنظيم استعرضوا أول من امس بنحو 50 جنديا، يبدو إنهم وقعوا أسرى بايدي مقاتلي (داعش)، وهذا يؤكد ما قاله قائد عمليات الانبار اللواء رشيد فليح، حيث ذكر بان هناك عدد من الجنود التجئوا إلى منطقة قريبة من المعركة فتم تسليمهم من قبل الأهالي الى (داعش).
من الجدير بالذكر قد تظاهر أهالي الجنود المحاصرين قبل اسبوع في محافظات الديوانية والناصرية، وغالبا ما يكون الضحايا من المحافظات الجنوبية!، لانعلم هل سبب اندفاعهم وتطوعهم الجهل أم الفقر أو الاثنين معا، مطالبين بإنقاذ أبنائهم من المجزرة القادمة، ولا احد سمعهم ، فالحكومة مشغولة بالمناصب وكيفية توزيعها ، وكسب رضا الدول الإقليمية والدول العظمى حيث إنها حضيت بقبول دولي، وانها مع الأسف تعيش بزهو المناصب والتأييد الدولي، ونست أبناء شعبها، فهي لم تتحرك إلا بعد وقوع الكارثة، فاليوم صرح نواب محافظة الديوانية في البرلمان بان هناك مجزرة جديدة حصلت وان (300) جندي قد قتل خلالها وان غالبيتهم من محافظة الديوانية، وإنهم يدعون للتحقيق في الموضوع ، ليلحق اللجان التي شكلت بشان مجزرة سبايكر!!.
يتساءل المراقب وأبناء الجيش والمحافظات الجنوبية، لماذا تتكرر المجازر ولا تتحرك الحكومة وقوتها العسكرية وطيرانها الجوي الذي منعته من قصف المدن التي يسكنها الدواعش وأنصارهم، وهل أن دماء الجنود ومشاعر أهاليهم ونسائهم التي ترملت وأطفالهم التي يتمت رخيصة إلى هذا الحد؟، بينما يتم الاهتمام بحواضن الإرهاب الذين يعرف الجميع ماذا يريدون من الشعب العراقي، فأما أن يحكموه أو يفجروا أجسام أبنائه، وقد أثبتت التجارب بما لايدع مجالا للشك إن هؤلاء المدنين الذي يحتضنون مقاتلي داعش أما منتمين للتنظيم او متعاطفين معهم ، فهناك مناطق ومدن رفضتهم فلم يستطيعوا دخولها، ولماذا يسرقون المعدات والآليات العسكرية ، ويسلمون الجنود إلى داعش؟!، وبالرغم من ان ضحايا داعش بشكل اساسي هم من اهالي تلك المناطق لأنهم مكان الصراع ومنطقة الحروب، لان عقيدة داعش إقامة الشريعة الإسلامية في المناطق السنية هي أولوية قبل التوجه لمحاربة الشيعة وهو قائم اليوم في العراق وسوريا، فلماذ يستعينون بالنار من الرمضاء، لان الفكر الإرهابي منزوع المروءة والإنسانية ولايمكن الركون إليه وإنهم (يضيعون المشيتين) لا مع أبناء وطنهم ولا مع محافظاتهم وعشائرهم، فينبغي لهم التخلي عنه قبل فوات الأوان.
على الحكومة الجديدة التي تشعر بالزهو والتبختر، وهي تصرح بأنها لاتحتاج للتدخل البري من قوى التحالف ضد داعش، وان لديها الكثير من الجنود المضحين بأنفسهم من اجل الوطن وسلامة المواطن، أن تحترم أرواح الناس وعقولهم، وان لاتسمح بتكرار المجازر، ويجب أن تتذكر إن رضا الآخرين ليس أهم وأفضل من رضا المواطنين وإنها بدونهم لاتساوي شيئا.