4 ارهاب البطاط

ظهر أمين عام حزب الله العراقي المدعو واثق البطاط، أول مرة، عبر شاشات التلفاز، متوعداً القوات الأمنية بردة فعل عنيفة ، اذا لم تطلق سراح اخيه الذي اعتقلته في محافظة ميسان، وأعطى مهلة لا تتجاوز الـ24 ساعة، وقد استجابت لتهديداته واطلقت سراح أخيه قبل انتهاء المهلة.

ثم ظهر مرة أخرى وهو يعلن تشكيل ميليشيات جيش المختار للقتل والتصفيات، مدعياً ان تعداد هذا الجيش بلغ المليون، وتحدى الحكومة من ان تصل اليه أو تلقي القبض عليه لما يمتلكه من قوة ردع كافية للتصدي لأمر القاء القبض ومنفذيه.

ولم يتردد البطاط من التلويح بالتهديد، مرة ضد المتظاهرين، ومرة أخرى ضد أعداء مفترضين، مخولاً نفسه الدفاع عن الحكومة، ضد اعدائها، وهذا الدفاع ليس سلمياً كما يبدو، وانما دفاع مسلح وبالرصاص الحي.

ورافق هذا الظهور، حملة اغتيالات، وحملات تهجير مختومة بختم جيش المختار، وان نفاها، لكن القرائن تحتاج الى دليل يثبت هذا النفي.

وسبق للبطاط ان تبنى قصف ميناء مبارك الكويتي، كما تبنى قصف معسكر ليبرتي للاجئين الايرانيين من منظمة مجاهدي خلق، اضافة الى توعده دولاً شقيقة بحروب انتقامية.

واستطاع البطاط بحسه الأمني الذي يفوق قدرة أي جهاز استخباري او حاسة شم لا تخطيء، من اكتشاف مخطط تفجير الأحد الدامي بالزمان والمكان، قبل أربعة ايام من موعده، مدعياً انه يمتلك اقوى جهاز للاستخبارات.

وهذا الادعاء ليس كافياً لنفي التهمة عنه، خصوصاً انه يحاول ان يؤجج صراعاً طائفياً في البلاد، أو حرباً اهلية يشعل اوارها جيشه المختار.

ولم يخف البطاط علاقته بدولة اقليمية، بل ويفصح عن ارتباطه بأعلى قيادة فيها، والرجوع اليها بالأمور السياسية والعسكرية.

وبعد هذا كله، لم نسمع من الحكومة سوى أمر خجول لالقاء القبض عليه، ومطالبة المواطنين بمساعدة أجهزة الامن على اعتقاله، من دون ان يجري توصيف للتهم التي ينبغي ان توجه اليه.

واذا كان الإعتراف هو سيد الادلة لدى القضاء، من دون ان يلتفت الى الطريقة التي أخذ بها الاعتراف، فإن البطاط قدم ادلة ادانته من دون اكراه او تعذيب، وكما يبدو ايضاً هو في كامل قواه العقلية، وليس مخبولاً كما ادعى بعضهم، وبالتالي اعترف امام العالمين انه يمتلك قوة مسلحة، وجهاز استخبارات خاص، واجندة للقتل والترويع، وسعي محموم لتوريط البلاد في صراعات خارجية، وارتباطات بدولة اجنبية، الى جانب وجود وثائق تهديد ووعيد للأمنين ، طائفياً، تحمل اسم جيشه.

وبالإجمال ، فإنه بموجب هذه المؤشرات يُعد ارهابياً ويتحرك بأجندات خارجية، ويستحق لذلك الملاحقة على وفق المادة 4 ارهاب.

وحبذا ان يظهر عبر شاشة القناة الرسمية وهو يدلي باعترافاته في برنامج "الارهاب في قبضة العدالة".

لكن ما نخشاه ان يمتلك البطاط حصانة من القانون، وغير مشمول بمواد الارهاب، والعمالة لدولة اجنبية على اساس ان ما يقوله ويفعله يدخل في ردود الافعال المباحة.