مبرمج يعترف بتزويره حاسبات الإنتخابات الأمريكية |
لطالما تساءلت كيف يمكن لأي إعلام أن يغش شعباً يمتلك أمثال نعوم جومسكي، ليجعله ينتخب أمثال جورج بوش، الذي أعلن الكثير من الأمريكان حتى خجلهم منه أمام العالم (دون أن يمنع ذلك بعض المتملقين العراقيين دون غيرهم في العالم، من تدبيج مقالات خاصة في مديحه!). لكن الأمر لم يكن مؤامرة إعلامية فقط.... الأمر لم يكن بهذه البساطة!
في عام 2000، كانت هناك دلائل على أن ألغور كان يتقدم بوش بـ 500 الف صوت، وحكمت محكمة فلوريدا العليا بإعادة عد الأصوات في فلوريدا المختلف عليها، إلا أن المحكمة العليا الأمريكية الغت قرار محكمة فلوريدا في قرار سياسي بحت، فصوتت بخمسة أصوات مقابل اربعة لصالح الغاء قرار إعادة العد! وحينها HYPERLINK "http://www.alternet.org/story/144529"قال القاضي جون بول ستيفنس: "بالرغم من اننا قد لا نعرف بشكل مؤكد من هو الفائز في الإنتخابات الرئاسية لهذا العام، لكن هوية الخاسر واضحة بشكل كبير" أي الشعب الأمريكي.(1) وبالفعل فكلتا عمليتي الإنتخاب التين فاز بوش بهما، ليستا فقط مشبوهتان، بل ثبت أنهما مؤكدتي التزوير، وهاهو اليوم يكشف عن أدلة جديدة موثقة بالإعترافات أمام أكبر الجهات القضائية في أميركا!(2)
يقوم برنامج الحاسبة الذي كتبه ثم كشفه كلنت كيرتس بقلب نتيجة التصويت، عند الضغط على زر مخفي في شاشة حاسبة التصويت التي تعمل باللمس. ويقوم بالعمل عندما يأتي احد "المصوتين" قرب نهاية عملية التصويت فيضغط الشاشة في المكان الذي يعلم أن الزر المخفي موجود فيه، فيغير النتيجة وبنسبة محسوبة لكي لا تثير الشبهات هي 49% - 51% . وقد استعمل ذلك البرنامج لتغيير النتيجة لصالح فوز بوش على وزير الخارجية الحالي والمرشح السابق لرئاسة الولايات المتحدة، جون كيري في انتخابات 2004 في الولايات الحرجة التي يمكن ان تصدق فيها تلك النسبة وتكون مؤثرة في قلب ميزان الإنتخابات في نفس الوقت.
ومن الملفت للنظر أن جون كيري انسحب من السعي لإعادة حساب الأصوات رغم أنه كان يملك أدلة قوية جداً على التزوير، وهو ما يشكك بأنه قد تعرض لضغوط محددة، خاصة وأن الأيام والأحداث الأخيرة في سوريا والعراق، اثبتت أنه ليس سوى أحد رجال العصابة السياسية الكبرى في أميركا، والتي فضلت عليه كما يبدو بوش الأبله لتنفيذ أجندتها الصعبة وخططها لـ 11 سبتمبر واحتلال الدول السبعة المستهدفة خلال خمسة سنوات كما كان مؤملاً HYPERLINK "https://www.youtube.com/watch?v=9RC1Mepk_Sw" حسب تصريح، وسلي كلارك، أحد كبار القادة العسكريين الأمريكان، وهو التصريح الذي يفترض بكل عربي، بل وبكل إنسان يريد حقاً أن يفهم ما يجري في العالم، لا أن يشاهده فقط، بل أن يحفظه عن ظهر قلب. (3)
في الفلم الوثائقي عن التزوير، يؤكد المبرمج كلينت كرتس بوضوح أمام دار القضاء الأمريكي وجود برامج لتزوير الإنتخابات في الحاسبات وأنه قد قام بنفسه بكتابة أحدها بعد أن طلب البرنامج رئيس جماعة الضغط (اللوبي) الجمهوري توم فيني، عام 2000 من الشركة التي يعمل فيها المبرمج في فلوريدا (Yang Enterprises Inc).
طلب فيني من كرتس كتابة برنامج يقوم بقلب ارقام الإنتخابات من خلال شاشة تعمل باللمس وأن يكون غير قابل للإكتشاف حتى إن عرف كوده الأصلي (source code) وأخبره المبرمج بأن هذا الشرط الأخير مستحيل. وهنا قاطعته رئيسة الشركة وقالت أنهم سيعملون على تحقيقه.. قال كيرتس أنه كان يتصور أن الجمهوريين كانوا يستشيرونه لأن الديمقراطيين يعدون تزويراً ضدهم، فكتب تقريراً بالأمر وكيف يمكن تجنب التزوير، فأخبرته مالكة الشركة أنه لم يفهم الموضوع، وأن المطلوب هو كتابة البرنامج! فكتب البرنامج الذي يقوم لتغيير نسبة الأصوات لتكون 51% - 49% أو بأية نسبة تحدد مسبقاً، ولأي جهة تريدها أن تكسب الإنتخابات، وبلمسة صغيرة للشاشة الحساسة للمس! بعد أن كشف المبرمج كيرتس ما حدث أمام القضاء والإعلام، تم طرده من الشركة وملاحقته وتشويه سمعته على أنه كذاب ألخ.. لكنه وافق على فحصه بجهاز كشف الكذب الذي اثبت صدقه في كل ادعاءاته، كما دحض تلك الإتهامات بإبراز رسالة وصلته من الشركة تحاول بها إقناعه بترك الموضوع والعودة إلى عمله!.... كما أنه قال أنه قد عرض عليه مليون دولار للتراجع عما قاله، فرفض.
ويتحدث الصحفي براد فريدمان عن ذكرياته في انتخابات 2004 حين كان جون كيري متقدماً وكان واضحاً أنه كان سيفوز، ولاحظ فريدمان تغير النتائج فجأة وبدون وجود أي تفسير لها! ويذكر فريدمان أن كيري كان يخسر التصويت في جميع المراكز التي تستعمل ذات النوع من الحاسبات! وفي وقت متأخر من المساء تغيرت نتائج اصوات ستة ولايات كانت الإحصاءات المباشرة (exit polls) تشير إلى أنها لصالح كيري، فإذا بها تتحول لصالح بوش! وعندها أصبحت أوهايو الولاية الحاسمة التي ستقرر النتيجة، وبقية القصة معروفة. ويلاحظ فريدمان أنه في الولايات التي كانت تستعمل حاسبات التصويت، فأن النتائج كانت تختلف تماماً عن نتائج الإستبيانات المباشرة، بينما في الولايات التي كانت تستعمل الأوراق في تسجيل الأصوات، فأن النتائج كانت متطابقة بشكل كبير.
ويبين الفلم الوثائقي حقائق دامغة على عمليات تزوير من مختلف الأنواع، منها حصول بوش على 4285 صوت من أحد مراكز الإقتراع التي لم يصوت فيها سوى 638 شخص!! وفي محاولة تزوير أخرى تم رفض ربع أصوات مدينة كليفلاند في ولاية أوهايو، وهي المدينة التي صوتت لصالح كيري بنسبة ساحقة هي 83% ! كذلك منع 7000 شخص من الإدلاء بأصواتهم في مدينة توليدو لأن الحاسبة "تعطلت"!.. وهكذا ..
ويشرح فريدمان أن الصحافة تجاهلت المؤشرات تماماً، إلى أن بدأ بنشر ملاحظاته على الإنترنت، ثم اضطر الإعلام أن يسلط بعض الضوء على ما يحدث من المخالفات التي كان قد فضحها بنفسه.. ثم نسمع تسجيلاً صوتياً للرئيس السابق للولايات المتحدة جيمي كارتر يقول "في عام 2000 فشل هذا البلد فشلاً ذريعاً، ففي رأيي أن “الغور” كان الفائز في الإنتخابات... لقد حصل على معظم الأصوات في الولايات المتحدة، وايضاً في فلوريدا!" ويؤكد نفس الكلام الكاتب المخضرم “كور فيدال” ، مؤكداً أن خسارة الغور كانت بحيل تعود للقرن الثامن عشر.
يكشف الفلم أن الشركة التي كتبت البرنامج (Yang Enterprises Inc) تحيط بها السرية وأن السيدة يانك التي تملكها تحيط عملها بالغموض، ولديها اتصالات وعلاقات بالمافيات الصينية من جهة وتوم فيني من الجهة الأخرى، وترفض الرد على الأسئلة.. وحين لاحظت إحدى المتخصصات تصرفات فيني المشبوهة، وحاولت الإتصال بلجنة التحقيق التابعة للكونغرس في فلوريدا أخبروها أن رئيس هيئة التحقيق هو توم فيني ذاته، والذي كان ايضاً موظفاً لدى ذات الشركة التي قامت بالتزوير! وحين قالت أن شكواها ضد توم فيني نفسه، اخبروها بأنه لا يوجد لديهم طريقة قانونية لتجاوز الرجل! وقالت أنه تمت محاولة إخافتها وابتزازها..
قدمت مجموعة (Black Box Voting) المتخصصة بملاحقة الغش في الإنتخابات بواسطة الحاسبة عرضاً لطرق الغش الممكنة، وتحدثت عضو الكونغرس سينثيا ماكيني عن ذلك وكيف أنها استطاعت بثلاثة نقرات على الماوس تغيير عدد الأصوات ثم الخروج من البرنامج دون أن تترك أثراً! وتكشف عضو الكونغرس أيضاً عن العلاقة المشبوهة بين المرشحين والشركة التي تنتج مكائن وحاسبات التصويت، وكيف أن إحدى المرشحات للإنتخابات في إحدى الولايات قد سمحت لشركة حاسبات التصويت المعنية بوضع صورها على كتالوكات الدعاية الخاصة بالشركة، وقالت أن في هذا تضارب مصالح ممنوع!
خبير الحاسبات هاري هرستي من فنلندا يكشف أن حاسبات ديبولد ذات الشاشات الحساسة للّمس، مصممة بشكل يسمح باختراقها بطريقة معروفة قديمة تعود لأكثر من عشرين عاماً، وتسمى (Bootloader Hack). وقد أكدت جامعة برينستون هذا الكلام عام 2006 ونشرت فلماً على يوتيوب عن بحث قام به بروفسور في الجامعة مع اثنين من طلابه، وأكدوا أن بإمكان اختراق تلك الحاسبات خلال أقل من دقيقية، وبدون ترك أثر. علماً أن 80% من الأصوات في أميركا تحسب بواسطة حاسبات ديبولد وشركة أخرى هي (ES&S)! وفي مقاطعة ماهوني، أكدت لجنة الإنتخابات حدوث أخطاء في 20 إلى 30 من الحاسبات حيث كانت تحسب أصواتاً موجهة للديمقراطيين وتحيلها للجمهوريين.
لقد صرفت المليارات من أجل نشر هذه الحاسبات في الولايات المتحدة، كما يقول أحد الناشطين الذين كشفوا بعض الأسرار وخاطروا بأنفسهم من أجل ذلك، ويضيف: "لا أستطيع أن افهم كيف يمكن أن يقبل الناس أن يتم حساب أصواتهم بواسطة حاسبات تعمل بشكل سري ببرامج سرية.. هذا جنون". إحدى السيدات توجه سؤالاً وجيها:ً "إذا كنا بحاجة إلى إعادة عد الأصوات بواسطة اليد للتأكد من صحة عد الحاسبة، فلأجل أي شيء نحتاج الحاسبة أصلا؟" لسنا نحن الذين "نحتاج الحاسبة" بالتأكيد، بل هم مزوروا الإنتخابات، وهم ليسوا معنيين بما تحتاج شعوبهم، بل ما تحتاج مصالحهم التي تقف بالضد تماماً مع مصالح الشعوب. ويقول الناشط الصحفي براد فريدمان: "الغش لم يكن من الناس.. إنها شركات صناعة حاسبات التصويت التي تدير تلك الإنتخابات وتقرر الفائزين، وأن اعضاء الكونغرس والمسؤولين الذين سمحوا بخصخصة حساب الأصوات وتركها للشركات، هم الذين يسمحون لهم بالقيام بما يقومون به".
وهؤلاء ليسو فقط مستعدين لرشوة أعضاء الكونغرس وغيرهم من أجل مكاسبهم، بل هم مستعدين لفعل أي شيء من أجلها، إنهم مستعدين للقتل ايضاً! فقد وجد ريموند ريمي الذي كان يحقق في عمليات تزوير الإنتخابات السابقة في أميركا مقتولاً في غرفته في الفندق. وقد قتل ريمي بموس حلاقة في أحد الفنادق في تموز 2003، وسجلت الحادثة كحادثة انتحار! وأثار هذا "الإنتحار" الشكوك في نقاط عديدة ، مثل أخطاء الرسالة التي يفترض أنه قد تركها، وعدم وجود أسباب أو مقدمات للإنتحار كما أن الشرطة ادعت أن الصور التي أخذتها للحادثة قد تلفت، ثم يتبين أنها لم تتلف وأنها موجودة، وأنها تناقض تقارير الشرطة... هذا إضافة إلى خطورة العملية التي كان المغدور يقوم بها. لذلك لم يصدق أحد قصة الإنتحار، ويسود الإعتقاد بأن ريمي قد قتل بعد أن توصل إلى معلومات كانت ستعرقل خطط الذين يعملون خلف الستار لتحقيق فوز جورج بوش بأي ثمن، وإكمال مخططهم الذي يشتمل على ما حدث في 11 سبتمبر ثم الهجوم الشرس على العالم وعلى حقوق شعوب العالم المدنية، وبخاصة الشعب الأمريكي، بحجة محاربة الإرهاب. |