ما غاية محمد رضا السيستاني من تشرذم الصف الشيعي؟

 

 

 

العراق تايمز

قد يتساءل المرء احيانا عن سبب انشطار الصف الشيعي في العراق الى درجة انه أصبح يصعب على هذه الطائفة ان تضمن بقاءها على كرسي الحكم، في ظل الحملات والحملات المضادة التي يخوضها الشيعة فيما بينهم.

لكن المثير فعلا هو ان كل من وصل الى مقاليد الحكم يتم  الكيد له وتسقيطه من طرف اخوانه الشيعة نفسهم، ولعل ابرز دليل هي الحرب الشعواء التي تدور رحاها بين حزب الدعوة والتيار الصدري والمجلس الاعلى لأسرة ال الحكيم. والحقيقة فان الحرب هذه لا تدور بين احزاب فقط بل حرب مراجع، وان كلمة مرجعية في العراق اصبحت تشكل مرادفا للتشتت وعدم وحدة الصف، خصوصا وان بعض المراجع تم تعيينهم وفق اجندات بريطانية صرفة لا تخدم الا مصالحها وتسعى جاهدة لتدليل العقبات في وجه اعداء العراق مقابل أن تقبع في سدة الحكم.

ولان مبدأ فرق تسد اتى أكله في العراق بالنظر لتجاربه المريرة على مر التاريخ، فقد عرف محمد رضا السيستاني من أين تؤكل الكتف، ونجح استغلال هذا المبدأ من أجل ممارسة لعبته القذرة التي جعلته أن يكون على رأس كل المؤسسات الحساسة في البلاد.

لقد وضحت المرجعية الصامتة من خلال سيطرة ابنها محمد رضا على أمور كثيرة، وصلت حد الافتاء باسم والده، أنها تريد توارث حكم الشيعة على الرغم من عدم كفاءة الابناء وعدم أعلميتهم، علما ان الأعلمية هي الاخرى لم تعد شيئا صعبا في عراق اليوم، فقد اصبح التلاعب فيها مثل شرب الماء.   

لو خطا الشيعة خطوة شجاعة عبر تقديم  قائمة واحدة وتسنى لهم اكتساب نصف البرلمان لكانت كل المشاكل والتعقيدات قد وجدت طريقها للحل واستطاعوا قيادة العراق وتشريع القوانين وتوفير الخدمات التي يطمح اليها المواطنون، ولكن من الذي يمنعهم من الالتحام وتوحيد الصفوف؟

واهم من يظن ان  المرجعية الصامتة  لا تستطيع أن تشتت شمل العراقيين، ولكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه، هل هناك مصلحة لمحمد رضا السيستاني بعدم وحدة الموقف السياسي الشيعي وان اسم محمد رضا هنا  لم يرد اعتباطا لأنه هو من يتحكم بالمرجعية الدينية في النجف الاشرف وقد تواترت العديد من الادلة تثبت ذلك، ولم يعد الامر خافيا على أحد.

الجواب هو أن توحد الصف الشيعي سوف يمحي دور المرجعية ويلغيه ولن يعد من الحاجة الرجوع اليها، لذلك فانه من مصلحة محمد رضا ان تبقى الخلافات الشيعية قائمة.

واذا ما حاولنا افتراضا أن نتوهم بأن السياسيون نفسهم هم من يرفضون التوحد، فهذا يعني ان بالوحدة تنتهي مشاكل العراق، لكن وللأسف على الرغم من ترابط دور المرجعية بالسياسة في العراق،  فإنها لم تسجل أي موقف مشهود له حتى الان في العمل على بناء العراق، وحفظ لحمته، وهذه حقيقة مرة، لكن الامر منها هو احترافية الشيعة في عمليات التسقيط فيما بينهم، فلم يعد للخلاف السني الشيعي مجال في ظل الحرب الضروس التي تدور بين الشيعة أنفسهم وقد أثبت حزب الدعوة والمجلس الاعلى والتيار الصدري كفاءتهم في ابتداع مؤامرات التسقيط عن جدارة واستحقاق.