العبادي يحتاج الى شجاعة في جر المالكي الى القضاء العراقي

لاشك هناك محاولات وضغوط , تجري في الخفاء والعلن , في سبيل افشال حكومة العبادي بشخص رئيس وزرائها , وايصالها الى الطريق المسدود , وما التهديد المالكي الذي اطلقه وتصريحات الحاشية المحيطة به , بعدم التطرق لامن بعيد ولامن قريب , بسوء لفترة حكم المالكي , وعدم الاشارة بالسلب , الى فشل الحكومة السابقة في تحمل مسؤوليتها , اوعدم الحديث عن السلبيات والاخطاء الفادحة , التي ارتكبتها فترة السابقة , وخلفت ارث وتركة ثقيلة ومرهقة , من المشاكل والازمات , وان اكثر من ثلث البلاد سقط في ايدي عصابات داعش , وجملة من المجازر البشعة والرهيبة , بحق الاف الجنود الابرياء , اضافة الى الانهيار الامني والعسكري والسياسي , ونهب خزينة الدولة , دون وجع ضمير . كأن العراق في فترة حكم المالكي , شهد الاستقرار السياسي والامني , وقدمت فيه الخدمات العامة على احسن وجه , وحافظ على مصالح العراق من الاطماع الاقليمية والدولية , وسعى الى رفاه الشعب بالحياة الكريمة , من خلال حل المشاكل والازمات التي تعاني منها البلاد , وحارب الفساد المالي والاداري , وطبق القانون والقضاء على المخالفين والفاسدين , وكان القضاء في زمن المالكي غير مسيس , وانما يتمتع باستقلالية تامة . وان كل المشكل والازمات الخطيرة , تفجرت الآن , انها وليدة اليوم وليس الامس , مع انبثاق حكومة حيدر العبادي , لانه غير مؤهل لقيادة العراق الى بر الامان . ولانه لايمتلك الخبرة والحنكة والقيادة مثل ( مختار العصر ) الذي ادى المسؤولية على احسن ما يرام , وكانت فترة حكم المالكي عنوانها , الاستقرار والامن والامان , بل كانت ربيع مزدهر دائم , بالعطاءات والانجازات والمكاسب التي خدمت الشعب . من الاكتفاء الذاتي للتيار الكهربائي مع فائض الانتاج من الطاقة الكهربائية , كما وعد , الى زيادة مفردات الحصة التموينية كماً ونوعاً , الى القضاء على طاعون الفقر والعوز , الى الاطفال الذين تركوا حاويات الازبال والنفايات , واتجهوا صوب المدارس والعلم بحلتهم الجديدة الزاهية , الى تطوير حالة المستشفيات وصارت تشهد تطور نوعي كبير , في الخدمة الطبية الانسانية , الخالية من الغش والخداع والرشوة والاطماع الانانية الضيقة , اضافة الى الاجهزة الطبية المتطورة بالتقنية الحديثة . هكذا كان العراق في زمن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية , فلا ارهاب دموي ولامفخفخات وتفجيرات يومية , ولاقتل يومي ولا مذابح هنا وهناك , ولامليشيات طائفية مسلحة , ولا العراق مقطع الى اوصال طائفية , فكان العراقي يشعر بوطنيته العراقية , وليس في انتماءه الطائفي , فكان العراق شوكة حارقة في عيون الاعداء . لكن الامور انقلبت الى اسوأ درك قاع الحضيض , في عهد حكومة العبادي , بهذه الجمالية المشرقة للعراق يطلب المالكي ويضغط على العبادي ان يقر ويعترف بها , لكن الواقع المرير الذي اصاب العراق , بالخراب والدمار الحرث والنسل , يتطلب محاسبة المالكي في فشله في تأدية المسؤولية وحنث اليمين والقسم الدستوري , ويتطلب تقديمه الى القضاء العراقي , لكثرة الخروقات والتجاوزات على القانون والدستور , والاخطاء الفادحة والقاتلة التي قادت العراق الى طريق مسدود وخطير , لايمكن ان تمر وتهمل بدون مسائلة واستجواب في البرلمان العراقي , يجب ان يمتلك السيد حيدر العبادي , الشجاعة والجرأة , بدفع المالكي وحاشيته وبطانته الى القضاء العراقي , لكي يطوي العراق صفحات مظلمة وبغيضة من تاريخه السياسي.