لقد كتب الكثيرون عن سبايكر مقالات وبوستات في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاليكترونية والصحف الورقية واصبح الناجون من الجريمة النكراء شهود على ماحدث من مجزرة انسانية اعادة للذاكرة قصة المقابر الجماعية في تسعينات القرن الماضي بعد حرب الخليج الثانية وبايدي نفس الجلادين وكان الحال ينادي امريكا يا بو زيد كانك ماغزيت وصوت الناس المفجوعة بابناها واولادها ينادي السياسين الشيعة الذين تصدوا للحكم انكم غير قادرين على حمايتنا من المقابر الجماعية والمجازر اليومية. تحولت قاعدة سبايكر الجوية الأكبر والأشهر في العراق، إلى كابوس لآلاف العوائل العراقية وأصبح مصدر حزن لهم، بعد المجزرة التي أودت بحياة مئات الجنود في ظروف يكتنفها الكثير من الغموض الذي وعدت الحكومة بكشف ملابسات ما حصل والتي سيحاول الكثير طمس هذه الحقائق او يلحقوها بمجازر جديدة ليكون المكتوب على العراقيين الموت المجاني بلا ثمن ولا محاسبة للجلاد والمهمل المكفل بحمايتهم. ان سبايكر جريمة مزدوجة فيها الجلاد وفيها المستهتر بدماء الناس من القادة الفاشلين الذين تكتموا عليها لولا صيحات الناس وهو يبحثون عن ابنائهم المغيبين والذين تواصلوا معهم للحظة ازير الرصاص الذي قضى عليهم عبر الموبايل ياله من تنكلوجيا صنعت لرفاهية الناس حولتها داعش وسيلة رعب لعوائل الضحايا وهي تنقل استغاثتهم من الموت الاسود الداهم لهم. وكني ساتناول مجزرة سبايكر كجريمة موثقة من الشهود العيان ومن التحليل لما كتب لبيانات الدواعش الفرحين بمجزرة الدم وما كتب عنها من محللين وكتاب متعددين لهم روؤيا واضحة للصورة لتكتمل التفاصيل وتكون امام المتلقي حقيقة معتمدة. ان قاعدة سبايكر, هي احدى القواعد التي أسمتها القوات الامريكية تخليدا لاسم الطيار الامريكي الذي قتل في العراق ابان ما يسمى عاصفة الصحراء في العام 1991 والذي اسقطت طائرته غرب الانبار وظلت جثته مفقودة حوالي اربع سنوات بعد ان عثر على اجزاء من عظامه وارسلت الى امريكا, واصبحت هذه القاعدة مقرا لكلية القوة الجوية العراقية كما كانت سابقا قبل الاحتلال حيث خرجت الكثير من الطيارين العراقيين والعرب والطواقم الجوية وهكذا عادت لتكون كلية القوة الجوية العراقية وقاعدة ساندة لعمليات محافظة صلاح الدين بعد خروج القوات المحتلة من العراق .وقد سميت بعدها قاعدة الشهيد اللواء الطيار ماجد التميمي الذي استشهد وهو يحاول اجلاء الاطفال النازحين من تلعفر وقد سميت اخير قاعدة تكريت الجوية وهي تبعد 12 كيلوا متر عن تكريت وتقع على اطراف الصحراء واطراف هضبة حمرين وهذا موقعها الاستترايجي المتوسط في العراق يعطيها اهمية عسكرية ولوجستية مهمةلقربها من مصفى بيجي والطريق البري الرابط بين تكريت والموصل وتحيط بها قرى فلاحية من عشائر متعددة. هذه القاعدة عمرها عشرات السنين كانت تتبع للقوات الجوية العراقية قبل الاحتلال الأميركيّ، وبعد الاحتلال حدّثت هذه القاعدة بالتنسيق مع الحكومة العراقية وجهّزت لاستقبال الطائرات الحديثة. هي تضمّ آلاف الجنود الذين يخضعون بكل فئاتهم لدورات تدريبية فيها. "سبايكر" هي قاعدة عملاقة ومحصّنة بقوة وبؤرة لانطلاق الصواريخ والطائرات، لذا يحاول تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام البعيد عنها بضعة كيلومترات الدخول اليها ويلقى صدًا قويا ًمن القوات العراقية. هي ذات أهمية استراتيجة كبيرة من يسيطر عليها يحكم سيطرته على معظم مناطق العراق الشمالية، وذلك بسبب موقعها الذي يسمح للطيران بتغطية هذه المناطق. بالنسبة للجيش العراقيّ هي حيوية للغاية لاستعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها داعش في تكريت إذ تقدّم دعماً وإسناداً للقطاعات البرية وتسمح بضرب الأهداف المتنقلة وقطع طرق الإمداد أمام المسلّحين من أسلحة ومؤن كما تتمّ فيها عملية الرصد ومنع تسلل داعش أو تقدّمه. ولذلك اصبحت القاعدة مقرا لتجمع القوات العسكرية المنسحبة من الموصل وخصوصا قوات مكافحة الارهاب البطلة التي انسحبت تكتيكيا من الموصل واستقرت بالقاعدة وهي محافظة على اسلحتها وعجلاتها وترافق دخولها للقاعدة مع انسحاب الجنود الفارين او المنسحبين من القطعات المختلفة من عمليات صلاح الدين ومن قوات حماية الانابيب النفطية المشكلة حديثا والغير مدربة تدريبا جيدا والغير مجهزة تجهيزا عسكرياحيث اغلب منتسبيها انهم لم يكتمل دوامهم الشهر او الشهرين في الجيش العراقي واغلبهم تطوع او قبل تطوعه مقابل الحصول على اصوات انتخابية لبعض اعضاء مجلس النواب الجديد وهكذا كان الثمن الصوت مغمس بدماء الضحايا ولذلك نرى اغلب الضحايا هم محافظات القادسية والنجف وبابل والديوانية. وكذلك عمليت صلاح الدين والفرقة الرابعة المنسحبة من تكريت باتجاه قاعدة سابيكر لسيطرة الدواعش على الطريق الرابط بين تكريت وسامراء وهو طريق غير امن. لقد ساهم الانسحاب او الهزيمة المخزية للجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية من الموصل في 10 حزيران ساهم مساهمة مباشرة في نهوض الخلايا النائمة الداعشية في محافظة صلاح الدين والذين كانوا منظمين تحت قوات الامن العراقية وتم من خلالها السيطرة على سجن مكافحة الارهاب في تكريت وخروج السجناء الخطرين. لقد سبق الجريمة النكراء في سبايكر جرائم كثيرة نتيجة اهمال القادة العسكريين في اتخاذ زمام المبادرة ومن خلال وضع سيطرات على الطريق البري الرابط بين تكريت والموصل من قبل الدواعش حيث اعدم وقتل العشرات من الجنود العراقيين خلال اجازتهم او التحاقهم من دون اتخاذ اجراءات احترازية حيث قبل عشرون يوما من الجريمة النكراء قتل خمسة وعشرين جندي في الشرقاط تم ذبحهم وقتلهم من خلال السيطرة على موخرة رتل عسكري دون علم قائد الرتل ومرت هذه القضية دون عقوبة وغيرها من القضايا المماثلة مما جعل القادة الاستهزاء بدماء الجنود. لقد تجمع في قاعدة سبايكر خمسة الاف جندي منسحب بدون قيادة وبدون اتخاذ زمام المبادرة من القادة الموجودين في السيطرة على هذه القوات واتخاذ القرار الجريء باعادة ترتيبهم ووضع خطة محكمة للسيطرة على المعسكر تحت شعار عراقي مزمن (اني شعليه هاي القوات غير تابعة لي )هذا كلف الكثير من الدماء واشاع الخوف في الجنود المتصلين باهلهم في كل لحظة وهم يحاولون الهرب عوائلهم بعد سماعهم هرب قادتهم الى كردستان في وسائل الاعلام انها بداية الهزيمة وبداية الجريمة. لقد اتخذ هولاء الجنود في عجلات مهئية من قبل القاعدة والدواعش لاسرهم لغرض مساومة الحكومة العراقية في اطلاق سراح المعتقلين لديها ولكن الامور جرت عبر سيناريوا اخر بعد تجمعهم في حقول الدواجن الرئاسية والقصور الرئاسئية التي كانت بالاصل مقر عمليات صلاح الدين والفرقة الرابعة وقد تسلحت الخلايا النائمة بالاسلحة المتروكة من قبل الجيش العراقي حيث خلال يوم واحد حصلت داعش على اثنا عشر مليون قطعة سلاح وعجلة ودبابة بعد الانسحاب المخزي والغير منظم.بعد سقوط الموصل بيد التنظيم الارهابي مايسمى بـ"داعش" ووصولهم لصلاح الدين، وهنا حدثت مؤمرة لقتل الموجودين بالقاعدة نتج عنها ابشع جريمة انسانية في تاريخ العراق الحديث وهكذا كان القرار اعدامهم ودفنهم في مقابر جماعية لتوجيه رسالة ذات مضامين متعددة حيث قال احد المنفذين للاعدام عبر فديوا تم بثه على مواقع التواصل الاجتماعي قال له ( لقد كنا نعدم السجناء في سجن الرضوانية أيام صدام بالرشاشات بمعتقلي الانتفاضة 1991) وهكذا نعدمهم من جديد رغم انهم يحكموننا انها رسالة الى حكام وقادة لايستطيعون اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية شعوبهم. ان المجزرة التي كانت حدثت ظهر يوم 12 يونيو (حزيران) الماضي، والتي حاولت الحكومة العراقية المنتهية ولايتها التستر عليها لفداحتها وبحجة انهيار المعنويات ، إذ جرى إنكارها في البداية وتكذيب تفاصيلها من قبل نواب وإعلاميين وكتاب ومحللين سياسيين مقربين من الحكومة ، لكن الصور ولقطات الفيديو التي جرى تسريبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أجبرت المسؤؤل الاول أن يصرح عبر التلفزيون بأن «(داعش) قتلت 157 من طلبة القوة الجوية في قاعدة سبايكر بتكريت»، في وقت نفى فيه كبار القادة العسكريين وقاسم عطا الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة مقتل طلبة القوة الجوية، مؤكدين أن الطلبة جرى نقلهم إلى قاعدة الإمام علي طليلة بالناصرية. وهذه التصريحات اربكت الوضع العام وقد اثارت اهالي الضحايا لتصعيد احتجاجهم والذي جير من قبل جهات متعددة لتحويل القضية نحو مجلس النواب رغم علمهم ان مجلس النواب جهة تشريعية ومراقبة وان القضية بحاجة الى تحقيق قضائي عالي ومتمكن من معرفة الجناة من خلال الاستفادة من الافلام التي بثت في مواقع التواصل الاجتماعي وبالسهولة ممكن معرفة الجناة وتقديمهم للعدالة كما يمكن الحصول على عدد المفقودين والضحايا من خلال بيانات الجيش والداخليه لمنتسيبها المفقودين ووحداتهم وتقديم قادتهم وامرائهم للمحكمة للاهمال والتغابي عن اتخاذ زمام المبادرة وتفعيل دعاوي ذووي الضحايا من خلال محكمة واحدة متخصصة حيث ان القانون العراقي يقر ان لاجريمة بدون وجود جثة وهكذا فعلت خيرا وزارة حقوق الانسان وبالتعاون مع الطبابة العدلية من التعرف على الجثث من خلال مطابقة الدي ان اي التطابق الجنيني مع ذويي الضحايا لان اغلب الجثث تم حز روئسها وتقديمها هدية بمناسبة تسنم الخليفة ابو بكر البغدادي الخلافة الهالكية. ان وجود ضحايا ناجين قد وثق الجريمة من خلال افادتهم التي وثقتها شبكات الاعلام الغربي وهما واثق العتابي ومراد حيث ذكر فيشهادته الى الواشنطن بوست الصحيفة الامريكية انه تم اعدامهم على شكل وجبات كل وجبة عشرين الى خمسة وعشرين ضحية اعداما بالرصاص وهم ممددين على الارض ويتم رفعهم من الارض الى سيارات قلاب بوساطة (شفل)، وكيف تقطر الدماء بغزارة منها، مر علينا ذلك اليوم بمرارة وألم ورعب، كنا نتوقع مع كل لحظة الموت، بل صار الموت رفيقنا”. ويوضح مراد أن “عدداً من المسلحين اخبرونا بأن عفوا من الخليفة صدر الى المرتدين السنة والمغرر بهم من الشيعة، بعد أن يتم أخذ براءتهم من الجيش وبيعتهم الى الخليفة في جامع صدام، وعليكم الادلاء بالمعلومات الحقيقية عن الاسم والديانة والمذهب، لنطابقها مع قاعدة البيانات التي نملكها، لضمان عدم عودتكم الى جيش المالكي ثانية”. ويؤكد الجندي على أن “الحيلة انطلت على الجميع عدا أربعة عشر أسير، كنت من بينهم، فأخرجونا من تلك القاعة، وسألونا عن اسمائنا ومحافظاتنا ومذهبنا، فادعيت اسم صديق لي كنت أعرفه من احدى قرى (بهرز) في محافظة ديالى، لأني كنت قد زرت صديقي أكثر من مرة، وكنت اتحدث معهم بلهجة القروي المصحوبة بكلمات بدوية، كنت اتقنها منذ صغري بسبب اختلاطي مع اخوتنا السنّة، فشكوا بي، وطلبوا من أحد الاسرى الذي استعار لنفسه اسم عمر، ان يسألني عن المكان الذي ادعيته، كونه من أهالي ديالى”. ويتابع مراد أنني “وصفت لعمر المكان والقرية والمحال الموجودة فيها وشخصيات معروفة، فأكد لهم عمر ما ادعيته، فنقلونا ثانية الى غرفة خشبية كانت تطل على القاعة المخصصة للذبح، لنشاهد كيف يقتل البشر بلا ذنب ونسمع الصراخ، بعد أن يتم نحرهم نصف ذبح على يد احدهم وكأنهم دجاج، ليأتي آخر يتمم بسكين غليظ على الرقاب حتى تتناثر عظامها في المكان، دون ان نتمكن من فعل شيء”. ويستدرك الجندي مخنوقا بعبرته أن “رجلاً طويلاً ضخم البنية، يرتدي زياً افغانياً، بلحية طويلة، لهجته سعودية، وملابسه مغطاة بالدماء، كانوا ينادوه (الشيخ ابو نبيل)، فأخذنا الى قاعة أخرى من القصر فيها اربعة يجلسون على الكراسي، فتوسطهم وسألهم هل تأكدتم منهم، فأجابوا انهم متأكدون باننا سنّة، كنت اجلس في أول الرهط، فسألني عن اسمي ومن اين أنا فأجبته بما أخبرت به من سبقوه، فاتصل بهاتفه وزود اسمي الى المتحدث واسم القرية التي ادعيتها، وفعل ذات الشيء مع الاخرين، وبعد فترة توالت عليه الاتصالات مؤكدة صحة المعلومات”. ويتابع مراد أن “أبو نبيل سألني ان كنت أصلي فأجبته بالتأكيد، فطلب مني رفع الاذان والصلاة، ففعلت، فقاطعني وطلب مني الجلوس بمكاني، وطلب ذات الامر من الثاني ففعل، فأجلسه بقربي، فطلب من الثالث ان يرفع الاذان فذكر في الاذان اسم الامام علي (ع)، فغضب كثيرا واخذ يشتمه وطلب ان يجلس بزاوية، واستمر المشهد الى اخر الجنود الذي ذكر في آذانه (حيّ على خير العمل)، فاستشاط غضبا ثانية وأجلسه بقرب صاحبه، فأخرج مسدسه وقام بقتلهم في مكانهم، وسأل أحد قضاته كم وصل عدد الذبائح التي نحرت؟، فأجابه مع هذين أصبح عددهم (4026) نطيحة، كنت ادعوا بسريرتي حينها ان تقصفنا الطائرات لنموت ونتخلص من هذا العذاب”. ويروي الجندي أن “أبو نبيل سألنا عن ما أخذ منا لحظة القاء القبض علينا من أموال ووثائق، بعد أن أمر بإحضار المحاسب ومعه صندوقه، فطلبنا مبلغا يكفي بإيصالنا الى مدننا، فأصر على أمره، فأبلغته ان ما كان بحوزتي مئة ألف دينار فطلب من محاسبه تسليمي المبلغ كما فعل مع الاخرين”. ويشير مراد الى أن “الشيخ أمر بنقلنا في الساعة العاشرة صباحاً، الى (كراج) مرآب تكريت وسط المدينة، فاركبونا بسيارة وسط تكبيرهم حتى وصلنا المكان فأطلقوا سراحنا، وأخذنا البحث عن سيارة تخرجنا من المدينة بأي ثمن، فلحق بنا شخص كان يدعي انه من الجنود الاسرى الذين تم العفو عنهم، وانه شيعي ويقسم لنا بذلك، فأخذتني به الريبة والشك في أن يكون أحدهم جاء ليتأكد من منا شيعي ليعاد الى القصر، فشككت بما يدعيه الرجل، وأخبرت صديقي الذي استعار اسم عمر، بظني وعزلت نفسي عنهم، وركبت بأول سيارة اجرة الى مرآب القادسية”. من خلال هذه الشهادة العيانية ان القتل تم على الهوية والطائفية وهي تعتبر احدى جرائم الابادة الجماعية التي بحاجة الى تحقيق دولي وتقديمهم الى محاكم دولية لتعدد الجناة وتعدد جنسايتهم. وفي الجانب الاخر ذكر في شهادته كيف ساعده سكان تكريت الشرفاء في الاختفاء وتسهيل خروجه الى اربيل عن طريق مخمور . اما الناجي الثالث الذي نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، لقاء حصرياً، مع هذا الناجي من مذبحة قاعدة «سبايكر» العسكرية بمدينة تكريت شمالي العراق، والتي قتل وفقد فيها حوالي 1700 طالب وعنصر من القوات الحكومية، على يد تنظيم داعش قبل أكثر من شهرين. واستعرضت الصحيفة الشرائط المصورة التي انتشرت حول المذبحة، مع الجندي الناجي علي حسين كاظم، بعد أن اقتاده التنظيم مع مئات الجنود الآخرين، إلى ساحة القصر في تكريت. وروى كاظم للصحيفة «أعجوبة» نجاته، إذ كان ترتيبه الرابع في صف المحكومين بالقتل، وما إن أطلق مقاتلو «داعش» الرصاص على الجندي الأول، حتى ملأت الدماء وجه كاظم، وحين جاء دوره، مرت الرصاصة بجواره وسقط إلى الأمام في خندق حفر حديثاً، فتظاهر حينها بأنه ميت. اقتيد المجندون في موكب لملاقاة مصيرهم، وكدسوا في عشرات الشاحنات، ما أدى لمقتل البعض ممن كانوا في الأسفل. وعلّق علي: «الذين كانوا بالأسفل قتلوا.. رأيتهم، لم يتوقف الجنود عن شتم الحكومة والمالكي». وأوضحت الصحيفة أن بعض الشاحنات توجهت إلى الحقول القريبة، فيما توجه بعضها الآخر إلى النهر، وفصّل علي الأحداث شارحاً: «أمسكنا أحدنا بالآخر، وجلسنا، منتظرين الموت، لقد كنت الرابع في الصف، وحين أطلقوا النار على الجندي الأول، لم أعد أشعر بشيء، وفكرت فقط بعائلتي وابنتي الصغيرة، وماذا سيحل بهم». انتظر علي حوالي أربع ساعات، لحين حلول الظلام، وقطع مسافة مئتي متر متجهاً نحو نهر دجلة، ولما وصل النهر وجد جريحاً يدعى عباس، وهو سائق في «سبايكر»، أطلق عناصر «داعش» عليه النار، ودفعوه إلى النهر. وبقي علي كاظم مختبئاً لثلاثة أيام، اقتات خلالها على الحشرات والنباتات، ورسم مخطط هروبه، وأوضح علي بأن عباس طلب منه ألا ينساه وأن يخبر الناس بما حدث. انها الجريمة التي اراد الكثير التكتم عليها واراد الكثير الاستفادة منها في تصفية الثارات من خلال كيل الاتهامات وحاول بعضهم للاستفادة منها في تعطيل تشكيل الحكومة الخامسة وتسويف هذه القضية كغيرها من القضايا والجرائم في العراق الجريح ولكن اهاءات امهات الضحايا ودموع ابنائهم والجثث الطافية في الانهر والشهود الاحياء والتفاخر بقتل ابناء جلدتهم ومن قبل السفلة وبثها في مواقع اليو تيوب ومواقع التواصل الاجتماعي كلها وثائق دامغة مع اصوات اراوح الشهداء المعلقة بين الارض والسماء وهي تنادينا وتنادي العالم من اجل معاقبة الجناة ووصمهم بالعار والخزي في جرائم القتل الجماعي واستنهاض المحاكم العراقية النائمة المتمثلة بالادعاء العام من اجل اخذ زمام المبادرة وتشكيل لجنة تحقيقة كفؤة وعالية المستوى والاستفادة من دلائل الادانة للجناة والمهملين من القادة ومحاسبتهم حتى يصير للدم العراقي المستباح ثمن التي يقول عنها مراسل بي بي سي جيم ميور الموجود في شمالي العراق إنه لو ثبتت صحة هذه الصور، فستكون حادثة الاعدام الجماعي هذه اسوأ الفظائع التي شهدها العراق منذ الاحتلال الامريكي عام 2003. نعم انها ابشع جريمة في العراق تضاف للجناة الذين اعدموا الكثيرين وومازالوا يقتلون بنا صباح ونهار كل يوم دون رادع او خوف متى نستفيق ونضرب العتاة بيد من حديد لكي لاتعاد هذه الماسي علينا كل يوم.
|