نشرت وكالات الانباء نقلا عن وكالة " رويترز ": ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي صرح الخميس 26 / 9 / 2014 لمجموعة صغيرة من الصحفيين الامريكيين بان : " العراق تلقى معلومات مخابراتية , ذات مصداقية , بان متشددي تنظيم داعش يخططون لتنفيذ هجمات على شبكات المترو في العاصمة الفرنسية باريس والولايات المتحدة " . وصرح مصدر امريكي كبير في الحكومة الامريكية جوابا على تصريح العبادي : " ان واشنطن ليس لديها دليل لدعم " زعم " رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي , عن وجود مؤامرة لتنظيم داعش لمهاجمة شبكات مترو في اميركا ".
طبعا نحن لا نرغب ان تحدث الانفجارات في باريس او اميركا لكي يكون تحذير رئيس وزرائنا العبادي يمتلك المصداقية, ويفند نفي الحكومة الامريكية . ونسأل الله ان يحفظ كل ابناء البشرية من شر جرائم داعش والإرهاب . ومن باب الاحتياط كان يمكن للعبادي ان يفاتح بهذه المعلومات المسؤولين الامريكان وقد قابل الكثير منهم وعلى رأسهم الرئيس الامريكي اوباما , ولا يطلق مثل هذه التصريحات لمجموعة الصحفيين . ومن جهة اخرى وكما يعرف الجميع , ان استخباراتنا العراقية التي جاءت بهذه الاخبار مخترقة ومنخورة بالفساد واللصوصية والطائفية , حالها حال جميع المؤسسات الحكومية في زمن المالكي , الذي جعل في عدم كشف ملفات هذه الآفات , الضوابط التي يستخدمها في السيطرة على ايقاع عمل المؤسسات الحكومية , مما زاد في ترسيخ فسادها . فان حدثت التفجيرات ونحن قد خبرنا المسؤولين الامريكان فقط , فان الامريكان بعدها سوف لن يغبنوا حقنا في نشاط استخباراتنا , وان لم تحدث وهذا ما نتمناه , فإننا نكون قد حفظنا ماء وجهنا في عدم التورط والانزلاق في معلومات غير مؤكدة .
اتذكر في بداية تشكيل الحكومة العراقية الاولى بعد ازاحة النظام الصدامي , استلم هوشيار زيباري وزارة الخارجية . وفي الايام الاولى استمر كادر ادارتها البعثي في تسيير العمل , وقد ظن هؤلاء البعثيين الذين تفننوا في الغدر واللعب على الحبال فيما بينهم مثلما رباهم النظام السابق , فكيف سيلعبون على من استلم المسؤولية بعد انتهاء نظامهم القذر ؟ فقدمت الى الوزير زيباري اضبارة فيها بيان سياسي ومذكرات وظيفية مليئة بالأخطاء الاملائية والنحوية لكي يوقعها , ويجعلوها مسخرة بعد نشرها . ظنا منهم ان زيباري لا يعرف العربية في الكتابة والقواعد . إلا ان زيباري اعادها اليهم ووضع الخطوط تحت اغلب الاخطاء , وألقمهم حجرا . وليس من المستبعد ان تكون في عراقنا الممزق مثل هذه النوعيات , ونحن نعرف ان مجموعة المالكي في دولة القانون لا تزال تأمل في افشال العبادي وعودة التكليف للمالكي , واغلبهم لا يزال موجودا في مكاتب الدولة العامة والخاصة , ويمكن ان تكون مثل ما عمل ابناء البعث مع زيباري في اعطاء العبادي معلومات مظللة . وعسى ان لا تكون هذه الخسة , وعسى ان لا تحدث التفجيرات .
|