تناقلت وسائل التواصل الإجتماعي, دعوات للخروج بتظاهرات عامة, في مناطق وسط وجنوب العراق. في يوم 30/9/2014.
من حيث الظاهر, فإن العنوان العريض لهذه التظاهرة, هو الدعوة لرحيل الدكتور حيدر العبادي عن الحكم, بما أُسْمِيَ "إنتفاضة الجنوب ضد الخونة".
إنتفاضة الجنوب عنوان حالم ووردي, يستهوي كثير من أبناء الجنوب, المتذمر أساسا من الواقع الخدمي المتردي في محافظات الوسط والجنوب "الشيعية".
التظاهرات من حيث التوجه, لم يعرف لها هيئة قيادية, أو تنظيمية, ولم تُعرف من هي الجهة التي تتبنها, وطبيعة الجهات التي تقف وراءها.
عدم المعرفة هذا, يُلقي على عاتقنا مسؤولية البحث والتمحيص, في قراءة الابعاد الخفية, وراء هذه التظاهرة, وهل هي منسجمة ومعبرة عن تطلعات ابناء الجنوب "الشيعي" أم لا؟.
يعرف جميع المتابعين للشأن العراقي, إن طبيعة الحكم في العراق, بقيادة الشيعة, محاط بكثير من التحديات, خصوصا بمغايرة هذا الحكم, للطبيعة الآيدلوجية والعقائدية, لدول الجوار العراقي, ذات الطبيعة "السنية", وهذه الحكومات "دول الجوار", لها أياد خفية تعمل في العراق, الأمر المتوضح, من خلال دعم وإرسال المقاتلين الأجانب الى العراق.
كذلك التحدي الداخلي, المتمثل بوجود رعيل كبير جدا, من بقايا البعث.
البعث؛ هذا الوجود الذي يعتبر حاضنة مهيأة, لإسناد العمليات الإرهابية التخريبية, وكذلك الاٍستعداد الدائم لبث الدعايات المغرضة والتي تحرض ضد الحكم "الشيعي".
في ظل حكومة المالكي, تسلل البعثيون -وتحت مسميات عديدة, واولها المسائلة والعدالة- لتسلق السلم القيادي للدولة, -أمنيا وإداريا- فصارت قيادات الجيش, أغلبها بيد بعثيين, لا يخفى على العراقيين اسمائهم وماضييهم, ضباط أعلنوا ولائهم للقائد العام "المالكي" على حساب الوطن, فكانت نتيجتها مجازر تترا بحق "الشيعة".