اما المقابر .. فهي عموما تعاني اهمالا كبيرا على جميع المستويات في وطننا .. حيث اضحت مترعا للمتسكعين والمتسولين ومجالا لرمي القمامة التي يشارك فيها جميع الزوار،الذين يعدون بالالاف، ولا يكلفون انفسهم جمعها ورميها في الاماكن المخصصة
لها، ما يتيح للروائح الكريهة والتي تزكم الانوف , بالانتشار حيث يصل مداها . وقد اصبحت قبورنا للاسف , ملاذا
للكلاب السائبة، التي تجد بمخلفات الزوار ، ما يؤمن لها العيش الرغيد والسكن الملائم . ولا شك ان الحالة المزرية للمقابر في بلادنا، لا تسمح لها باداء ادوارها الوظيفية، وهي تعاني من الاهمال، وعدم الاهتمام الذي يضاف الى ضعف ادائها . ان حالة المقابر يمكن اتخاذها مؤشرا على مدى تحضر الشعوب وتجذر القيم الانسانية في نظرتها للحياة والانسان . والمقابر لها اهمية انسانية وحضارية كبرى باعتبارها مجالات ينبغي ان تتبواء مكانة مركزية تحترم كرامة الانسان الحي الذي يعتبر المقابر جزءا لا يتجزا من المشهد العام الذي ينتظم فيه اجتماعه البشري .وان نظافة تلك المقابر هي مسؤولية الدولة التي عليها ان تقوم بواجبها اتجاه مواطنيها الاحياء والاموات . وان تراعى شعبها كما تفعل الدول التي نسميها [كافرة] والتي تخصص ارضا خضراء تحاط باسوار تحميها من دخول الحيوانات وتحرص على زرعها والاعتناء بها ونظافتها كل يوم، ولا
تسمح بالاكل والشرب داخلها، [وماكو اجدورة مليانه كبة، ودولمة وشيخ محشي مع اهل المتوفي] ولا يوجد اثر للكلاب والجرذان ، وهناك اماكن خاصة لرمي النفايات، وتشتم الروائح الزكية التي تنبعث من الزهور التي تحيط بها، قبل دخولك المقبرة .. فتشعر بالراحة النفسية وتتذكر وطنك الغالي [العراق] وتتمنى ان يشعر اصحاب القرار بامواتهم .. كي تترحم عليهم عباد الله،! ويثمنون موقفهم .. من اجل من فارق الحياة.. وذهب الى ربه! فلا يعقل ان لا يرتاح البشر في وطننا حتى في قبورهم .. حيث تشاركهم .......