مجزرة الصقلاوية، بوقعها الأليم المريع على ذوي الضحايا أولاً، ثم على الشعب العراقي ثانياً...(ليس كل الشعب العراقي)، فالحقيقة أن جزء كبير وطوائف وأقوام تسعد وتحتفل بهذه المجازر المروعة وتعدها نصراً عظيماً مبيناً، وبعض آخر يكتفي بقولة (يستاهلون) ...موسووا بينه هيج وهيج؟... مع أننا لم نسوي بهم هيج وهيج...
وهكذا اصبحت هذه المذابح المريعة تختلف كماً ونوعا كل يوم أو يومين أو أسبوع أو أسبوعين، طبيعتها ، أماكنهاـ منفذيها، من آواهم، من تآمر؟ تختلف قصة عن أخرى...
مجزرة الصقلاية، بالأضافة لأثارتها للغيض العظيم...فأنها تثير أيضاً... الدهشة العظيمة، التي لانملك ألاً أن نتجه بها الى القائد العام للقوات المسلححة، ونسأله عن الصقلاوية بالذات، كيف حدثت؟ كيف سمحت لها أن تحدث؟. بالنسبة للمالكي فأنه يمكن أن يكون في أحسن حالاً في أيجاد الأعذار لنفسه في دفاعه عن مسؤوليته عن مذبحة سبايكر!... قضيتة قابلة للنقاش، فهو كما يدعي أخذ على حين غرة، ولم يتوقع داعش يأخذون الموصل وتكريت بيوم وليلة، وأنه كان مشغولا في تجميع قواه وأمكانياته التي كانت هائلة ذلك الوقت للحصول على الولاية الثالثة، تلك العملية المقيتة والتي ذهب في حقبتها العراق الى غير رجعة...
عودة لذي بدء نقول أن المالكي قد أخذ على حين غرة وأن جنوده تركوا مواقعهم وهو لايعلم- شكرا له أولاً وشكراً لضباطه المترهلين ذوي الكروش العظيمة -وتسرب الجنود وحدثت مجزرة سبايكر....لنقبل مؤقتاً بهذه الأعذار ونركن الأمر جانبا لحين توصل اللجان العديدة جدا الى نتائج حقيقية، على أمل أن لاتطمطم هذه اللجان بمرور الوقت، وتقشمر الدولة اهالي الضحايا بعشرة ملايين وقطعة أرض بالجول...واخوك الله يرحمه
لكن مجزرة الصقلاوية تختلف عن سبايكر...
فالصقلاوية لم تأخذ على حين غرة، بل كل الشعب العراقي يعلم ، وكل الناس بدءً من ذوي الضحايا... وصولاً الى أعداء الضحايا من الطائفة الأخرى التي تحتضن وتطعم وتدلل الداعشيون، هؤلاء يعلمون...وآخرين لمايلحقوا بهم، لاتعلموهم الله يعلمهم ، هؤلاء يعلمون كذلك، وكل القنوات الفضائية وشبكات التواصل الأجتماعي يعلمون بالحصار الذي فرضه الداعشيون على أبناء قواتنا المسلحة في الصقلاوية! والمكاريد يخاطبون أهليهم بالتلفونات...انقذونا...أخبروا الحكومة أن يرموا علينا من الجو عتاداً وغذءاً وسنفك الحصار عن أنفسنا...وهبت أهالي الضحايا والغيورين
الى جميع الجهات يطلبون الأستغاثة....المدهش جداً في هذا الأمر أنه.....لا مجيب...
القائد العام للقوات المسلحة...أنت وينك؟ أنت المسؤول الأول والمعني الأول بهؤلاء؟ أول مهامك وأهمها وأكثرها أولوية هو حماية جندك والدفاع المستميت عنهم وبشتى الوسائل (وأنت لديك شتى الوسائل)، ماذا فعلت؟
ألم تكن تدري بمايحدث؟ ألم تكن تدري أن لديك 400 عسكري محاصر في منطقة هي الأقرب الى بغداد؟ اذا كنت لاتدري فتلك مصيبةُ ، وأنت كنت تدري فالمصيبة أعظمُ. رئيس العدو الأسرائيلي عندما يقتل جنديين من جنوده على يد الفلسطينيين، يترك الأجتماعات والمؤتمرات أي كانت في العالم ويعود حثيثا الى أسرائيل ليقتص من الجناة...ونحن رئيسنا لديه 400 جندي محاصرون على وشك الذبح بالسكاكين، لايصرح ، ولايبدو مهتماً أو منفعلاً، بل ولايتناولهم في تعليق أو خبر والدنيا والأعلام كلها حوله وبين يديه وتحت قدميه...هذا أمراً يبعش على دهشة داعشه؟؟؟
لماذا لم يخرج من العبادي أي ردة فعل تجاه جنوده الذين حوصروا ثم قتلوا؟ هل كان مشغولاً جداً باتصالات أوباما وكاميرون وهولاند ، وكل رؤساء الدول ورئيساتها وسكرتاريهم، وغيرها من تفاصيل الحكومة الجديدة والتأييد الدولي الغير مسبوق والغير معقول الذي فتح عليه فجأة وبدون تخطيط أو سابق أنذار...فظل الرجل مذهولاً أوراقه مبعثرة وهو لايعرف كيف يتمكن من التنسيق والتحدث مع هذا الكم الهائل من الهيئات الرئاسية الدولية والهيئات الدبلوماسية وممثلي المنظمات الأستخبارية الهائلة والهيئات الدولية بمختلف التمسميات واللجان الفرعية المنبقة عن لجان اكبر منها، وشخصيات معروفة كثيرة لابد من مجاملتها والجلوس معها...ووووو...
ربما وسط كل هذا الخضم الهائل من اللقاءات والأتصالات والمسؤوليات التي لم يكن الرجل متهيئ لها، كل ها شغله عن جنوده المحاصرين الذين قتلوا، كما قتل أخوانهم من قبل. بدم أخبث من يمشي على أرض. هل علينا أن نتفهم عذر العبادي لحجم المسؤولية التي وصفناها أعلاه...أم نسأله الأسئلة المباشرة التالية:
ألم تكن تعلم أن جندك محاصرين قبل أنت تذهب الى نيويورك؟
لماذا أوقفت الطيران على المدن وأنت تعلم أنهم محاصرون؟
لماذا لم ترسل قوات تفك الحصار عنهم؟ ليس لديك طيارات؟ دبابات؟ قوات حشد شعبي؟
الم تكن تنسق مع الطيرات الأمريكي لتوجيه ضربات مركزة على داعش، الم يمكن أن تسأل مساعدتهم في أنقاذ جنود الصقلاوية؟
ربما لم تكن على علم بحصارهم؟! الكل علم بهم، كل الفضائيات ، والناس، والعدو والصديق؟
كنت تعلم تماما بوضعهم...السؤال باختصار: لماذا لم تفعل شيئاً لأنقاذهم؟
هل دماء العراقيين صارت ابلاش، مالهه قيمة؟ 80 أو مئة قتيل في اليوم، اصبح أمرا مألوفاً وغير مهم؟...
نريد أجابة صريحة واضحة مقنعة جدا، الأجابات الدبلوماسية لم تعد تقشمرنا
أذا لم تكن لديك أجابة على اسئلتنا هذه، فأنت في ورطة كبيرة...