تهانينا لجامعة بغداد لتبؤها مركز متصدر في تصنيف كيو اس (QS) الدولي للجامعات لعام 2014، حيث حصلت على مرتبة ما بين 701 الى 850 ، وفي نفس المجموعة التي تضمنت جامعات عالمية مثل انقرة، وكفنتري، وشرق الصين، وولاية جورجيا، والملك فيصل، واوهايو، ومدينة مانجستر، وولاية اكلوهوما، وشرق لندن، وحيفا ، وكراجي، وسالفورد، وسان فرانسسكو وعدد من الجامعات الاسبانية والفرنسية، فيما فشل عدد كبير من الجامعات العالمية والتي يدرس فيها طلبتنا المبتعثين من الحصول على اي مرتبة ضمن ما يقارب من 900 جامعة دخلت التصنيف. انجاز كبير حققته جامعة بغداد لانها استطاعت من ابقاء موقعها ضمن التصنيف لاربعة سنوات متوالية. وقد يعيب البعض على الجامعة عدم تقدمها في التصنيف الا انه في ظل المنافسة العالمية الشديدة لعشرات الالوف من الجامعات للدخول ضمن التصنيف ومن خلال الاموال الهائلة التي تستثمرها هذه الجامعات لتحسين التدريس والبحث العلمي والبنية التحتية والمرافق تصبح مسالة الحفاظ على وجود الجامعة ضمن التصنيف انجاز يستحق التقدير والثناء. يعتبر هذا التصنيف من اهم تصنيفات الجامعات في العالم واكثره تعبيراً عن المستوى الحقيقي للجامعات، وهو يقيِّم اداء اكثر من 3000 جامعة يتم اختيارها استنادا على ستة معايير بعدها يختار منها 850 جامعة فقط. يمنح التصنيف الجامعات الاربعمائة الاولى ترتيبا فرديا ويضع التي تليها في مجاميع تبدا من 400-410 وتنتهي بما فوق 700. ومعايير التصنيف هي: 40% للسمعة الاكاديمية 10% لسمعة ارباب العمل (المشغلين للخريجين) 20% لعدد الاشارات للبحوث حسب توصيف مؤسسة سكوبس Scopus)) 20% لنسبة الاساتذة الى عدد الطلبة 5% عدد الطلبة الاجانب 5% عدد الاساتذة الاجانب ويتميز تصنيف كيو اس باعتماده على معايير تعتمد بالاساس على رأي عشرات الالوف من الاكاديميين حول العالم، والسمعة هنا مثلها مثل سمعة سيارة المرسيدس، فهذه السمعة لا تأتي نتيجة الاعلان والدعاية فقط، بل لان الشركة تصنع سيارة ممتازة. اما لماذا يعتمد التصنيف على السمعة وليس على معايير مثل عدد الحاصلين على جوائز نوبل كما هو عليه في تصنيف شنغهاي جايو تونغ، فان ذلك يعود الى اعتقاد المؤسسة ان هذا المعيار لايمثل التطور الحاصل في الجامعات لان عدد الحاصلين على جائزة نوبل محدود فهو لا يتعدى 816 في فترة 110 سنوات ويتركزون في عدد محدود من الجامعات، لذلك لا يعتبرونه معيار واقعي. ويبدو ان جامعة بغداد قد حصلت على هذا المركز بسبب تفوقها في نسبة الاساتذة الى عدد الطلبة ولدرجة ما الى السمعة الاكاديمية وسعة الجامعة. ولذلك يتبين ان على الجامعة لكي تحافظ على او تطور مركزها، الاهتمام بالمعايير الاخرى كعدد ونوعية البحوث المنشورة في مجلات متميزة وتحسين سمعة الخريجين عند ارباب العمل، والذي لن يتم الا بتحسين العملية التعليمية ومخرجات التعلم والاعتماد على ارائهم في اعداد المناهج والبرامج الاكاديمية، وكذلك بتقليص الدراسات المسائية او انهائها كليا، وبالتأكيد على شرط النشر في مجلات متميزة لها معامل تأثير للحصول على شهادة الماجستير او الدكتوراه. كما ان على الجامعة ان تسعى وبكل الوسائل المتوفرة بتقليص نسبة التدريسيين من حملة الماجستير والتي تبدو عالية جدا حيث تصل الى 70% من نسبة التدريسيين الكلية. ويمكن للجامعة الاستفادة من خبرة كثير من الاساتذة العراقيين في الجامعات الغربية حيث يتم تعينهم كاساتذة بوقت جزئي بحيث تظهر اسمائهم في سجلات الجامعة كاساتذة اجانب، وهم بذلك سيقومون بعمل حقيقي وليس شكلي كما هو الحال في الجامعات السعودية التي تضم هيئاتها التدريسية عدد كبير من الاساتذة المتميزين في العالم بعد دفع رواتب عالية لهم. يتصدر التصنيف وللسنة الثالثة، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بينما احتفظ معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (CALTECH) باعلى نسبة من الاستشهادات البحثية والتي رفعت ترتيب المعهد الى المرتبة العاشرة، في حين حققت امبريال كوليدج زيادة بنسبة 14% مما ساعدها ان تتبوأ المرتبة الثانية مع جامعة كمبردج. اما هارفارد فتبوأت المرتبة الرابعة تليها اوكسفورد وكلية لندن الجامعة (UCL). وتمثل في الترتيب العلوي لاحسن 200 جامعة 31 بلدا، احرزت الولايات المتحدة الصدارة بوجود 51 جامعة، تليها المملكة المتحدة 29 جامعة، والمانيا 13 جامعة، وهولندة 11 جامعة، وكندا واليابان 10 جامعات لكل منهما، واستراليا 8 جامعات، وايرلندا بجامعتين. نأمل لجامعة بغداد ان يرتفع ترتيبها، ونرجو للجامعات العراقية الاخرى حظا اوفر في السنوات القادمة في ظل القيادة الجديدة للتعليم العالي والتي نأمل ان تهتم بالجودة والنوعية وبمستويات التعليم والتعلم. ا.د. محمد الربيعي جامعة دبلن
|