يُقال , إذا اختفى العدل من الأرض لم يعد لوجود الإنسان قيمةٌ . وفي العراق أختفي العدل بسبب الفاشلين وتوابعهم , فكان للعراقي المسكين والبسيط والفقير حصةٌ من الظلم والجور والحرمان , أما الوطن فقد أصبح مرتعاً لكل من هب ودب من لصوص العراق المتسترين تحت مسميات وأحزاب سياسية , وكتل تُعلن هنا وهناك , من اجل نهب الأموال والركوب في سيارات محصنة , حالها حال جوازات السفر التي تؤمن لهم طريق الهروب بأي وقتٍ يشاءُون. كثيرةٌ هي كوارث القضاء العراقي , وميولهِ التي لا تختلف عن تلك الميول لدى ( الشواذ جنسياً), حتى أصبح للقانون حالات كثيرة تُعد خطورتها كارثة بمعنى الكلمة , بل تعدت ما حدث في مدينتي (هيروشيما وناجازاكي), عندما تم إلقاء القنابل النووية فوق سكانها . وهنا في العراق ألقى بعض رجال القضاء القنابل (المصلحية, فوق رؤوس المتهمين من أصحاب المعالي والكراسي) . وباشروا بإصدار ( الفتاوى القانونية) , حتى أنهم تفوقوا على وعاظ السلاطين بذلك . سمعنا وشاهدنا وقرأنا الكثير من الدعاوى القضائية وأوامر القبض بحق العديد من مسؤولي العراق , بتهم تصل للإرهاب . ولكن مع شديد الأسف يأتي ( فرمان) من معالي خاطفي القضاء الأعلى في العراق , بوجوب حضور هؤلاء لدقائق في المحاكم المختصة , حتى يصدر قرار براءتهم . ويعودون في أحسن حال , ووجوه باسمة , ويجلسون في مناصب كانت حلماً للكثير منهم , بل أن أمر إلغاء تلك الدعاوى لا يحتاج إلى لجلسةٍ بين السماسرة الكبار من ساسة العراق , وفي اليوم التالي قد يذهب أو لا يذهب المسؤول المتهم , ليجد كتاب تزكيتهُ وجعلهِ شريفاً عفيفاً من كل شيء . ويمنحوه فوق ذلك رداء التقوى ولاحسان , في بلادٍ دمرها ولازال بعض الغلمان . هنا نتوقف ونقول بأن من أسس أي قضية قانونية أو أجراء قضائي ضد شخصٍ ما ,وهو وجود مشتكي وشكوى وأدلةِ و براهن وقرائن , تدون لدى قاضي التحقيق , وبعدها يتم إصدار أمر القبض أو الاستدعاء . وفي حال عدم وجود ربطٍ بين الشكوى وما أثير حولها وبين المشتكى عليه , يصدر القاضي أمرهُ بإطلاق سراح البريء , وإبقاء القضية لحين الوصول للفاعل الأصلي أو المتهم الحقيقي . إلا في العراق يحدث العجب العجاب , ويسكن الفقراء والمظلومين داخل السجون , ويخرج السياسي (زي الشعرة من العجينة) , حتى نشاهد بعدها أحدهم رئيساً للبرطمان العراقي , بعد أن كان متهماً بعدة قضايا , يشيب لعناوينها وجسامة مضمونها رأس الطفل الصغير . والأخر نائباً برطمانياً , بعد أن كان يعلم الناس كيف تُصنع القنابل , ويعلن عن قدرتهِ لشراء القنابل الحرارية , ويتهم جميع الشعب بالعمالة , عندما كان جالساً في دمشق , واليوم عاد وجلس في الخضراء , بقدرة مجلس القضاء . جميل جداً أن تكون متهماً وإرهابياً وبعدها تكون سياسياً تؤتمن على بلدٍ وشعب ..!! زين حل نسولف ونكَول ..أن كانت تلك القضايا كيدية , فهذا دليل يثبت بأن القضاء (مسيس ونص) في زمن الراعي الأول لشركة حماية الفاسدين من العقاب , السيد مدحت المحمود وجماعتهِ , الذين لا نعرف عنهم شيء فأغلبهم خارج العراق حيث الماء والخضراء والوجه الحسن . وعندما يريد منهم قرار يحمد الله على وجود الحاج ( موبايل) , وعليه كل قضيةٍ مهمة بحاجة إلى ( ترميشة) فقط , وينتهي كل شيء . وان كانت تلك القضايا حقيقية , تُرى أين المتهم ؟ وأين من قام بتلك الأفعال ؟ وهل أصبح الدم العراقي بهذا الرخص يا مفتي الرئاسات الثلاث ..!! لن تقوم قائمة للقضاء فيك ياعراق , إلا بالخلاص من المحمود وكافة المسميات التي خربت كل شيء .والكارثة انه في يوم تنصيب رئيس الجمهورية , يقول المحمود ( مصادفة أن يكون هذا القسم نفسه الذي رددته عام 2003) ..!! لا يوجد أي صدفة فأنت ماكرٌ ومتلون . ولكن العيب بمن نصبك والياً على القضاء , تفتي لمن تشاء وتسجن من تشاء , وتبارك المناصب لمن تشاء ..!! من دون أن يفهم تأريخك الأسود . وحتى وأن فهموا تأريخك , فأنت مثل الآخرين لا يهمك شيء , المهم تكَعد ( وتوصوص) برأس العراق ودجلة والفرات . ختاماً .. قد لا أملك المال الكافي حتى أشتري (طلي) أنحرهُ لوجه الله تعالى في اليوم الذي أسمع فيه بخبر خروجك من حصن القضاء, ولكن سوف أعمل بكل جهدٍ على شراء دجاجة ( فروجه) صغيرونه , تشبه لحدٍ كبير بعض الدجاج الساكن في الخضراء وفي مجلس القضاء . سلامات يا وطن .. اخ منك يالساني
|