تظاهرات مدانة

تنبهت الشعوب الحية الى استخدام التظاهر السلمي كوسيلة حضارية للتعبير عن تأييدها لحادثة وطنية او اجراء حكومي صائب اوتعبيرا عن رفضها وشجبها واستنكارها لقرار جائر اورفضا لسلوكيات وحكم دكتاتور متعسف وسعيا لاسقاط نظامه او تضامنا مع شعب من الشعوب المضطهدة او المتعرضة لعدوان غاشم او لامور اخرى لاتخرج ولا تبتعد كثيرا عن هذه الموارد ، وقد سبق الشعب العراقي الشعوب العربية قاطبة ومعظم شعوب العالم الى استثمار التظاهر السلمي منذ ثلاثينات القرن الماضي متصديا لمعاهدات بورتسموث وسايكس بيكو وحلف بغداد والتي اسقطت عدة وزارات وحكومات خلال فترة الحكم الملكي التي امتدت الى سنة 1958.ثم اعقبتها تظاهرات تحولت الى انتفاضات عارمة منددة باساليب حكومة البعث القمعية كان ابرزها انتفاضة صفر والانتفاضة الشعبانية الظافرة .

كانت تظاهرات بحق ..اثمرت وانتجت واكتسبت الخلود للدرجة التي اتخذتها الشعوب العربية نموذجا وامثولة فتظاهر التونسيون واسقطوا دكتاتورية زين العابدين بن علي ،وتظاهر المصريون واسقطوا دكتاتورية حسني مبارك ،ثم عادوا للتظاهر فاسقطوا محمد مرسي ،وتظاهر الليبيون واسقطوا دكتاتورية معمر القذافي ،وتظاهر اليمانيون واسقطوا دكتاتورية علي عبد الله صالح ...وعاد العراقيون للتظاهر السلمي في عهد ديمقراطية العراق الجديد رافضين لبقاء القوات المحتلة ... لا غبار ولا شائبة على تظاهر سلمي بناء ،اما ان تستغل ظروف استثنانية من قبل بعض ( الثأريين) لتحشيد الناس البسطاء خاصة من اهالي وعشائر ضحايا الارهاب في سبايكر والصقلاوية والسجر وتحريضها على اثارة الفوضى والبلبلة سعيا لاسقاط حكومة ديمقراطية منتخبة لم يمض على تشكيلها ستة اسابيع فهذا هو التخريب المقصود بعينه وهذه هي الثأرية العدوانية بعينها!.نحن ومع احترامنا لحرية التعبير والتظاهر نؤكد ان هناك قواعد واصول واخلاقيات لممارسة هذا الحق وان الدعوة الى التظاهر – المبطن الغايات – في مثل ظروف العراق الحساسة فعل مدان ومرفوض كون التجربة الديمقراطية العراقية تتعرض لحرب متداخلة الخنادق متعددة الجبهات وان الجهات التي تحاول اشاعة الفوضى وارباك الحكومة ستتهم وتدان بالاصطفاف مع اعداء العراق في الداخل والخارج الذين يتشبثون بكل الاساليب ويستغلون كل الظروف ويرتكبون ابشع الجرائم لاسقاط التجربة الديمقراطية .