يا له من تضليل سياسي

عندما اُستُبعد المالكي بضغوطات و تغيير معادلات و توازنات، توسمنا خيرا، و رغم مجيء رئيس وزراء جديد من الحزب ذاته الا انه مختلف عنه من عدة جوانب يشجعنا على توقع الافضل، على الرغم من القيود التي صنعها سلفه نتيجة اخطاءه و افعاله التفردية و لازالت تسرباته جارية لحد اليوم، و يحتاج العبادي لجهد كبير لازالة اثاره، اضافة الى الصراعات الاخرى التي تواجهه مع الاطراف الاخرى، فاصبح المواجهين من بيته و من على عتبة الباب و من القريبين ومن جيرانه و من خارج الحدود ايضا، اي مهمته صعبت عليه بكثير، و اتوقع لو سار في المسار الذي بداه سليقى دعما و سينجح في مهاماه كما نراه لحد اليوم . و عندما لم يجلس المالكي ساكنا بينما استبعد عن نفسه مواجهة العدالة نتيجة اخطائه الكبرى بكسبه حصانة بفضل المساومات و اعتلاءه منصب نائب رئيس الجمهورية، فلم يهدا و لازال ينتظر اقتناص فرصة للهجوم و اعادة المكانة و الهيبة و الابهة و الجاه الذي كان و انتفخ به لحد الان، و يريد التشويش و يقطع الطريق عن خلفه بشتى السبل، و لازال مريدوه و موالوه في مناصب شتى و هو يقدر على تحريكهم اضافة الى حزبه و هو الامر الناهي فيه في كل قراراته لانه صفى من كان يحس بذرة صراع او تنافس من قبلهم .اليوم و بعد بداية ناجحة و مبشرة للجميع من قبل العبادي و اعتباره من دروس الماضي و سيره بهدوء و ما هو منكب عليه يحتاج للدعم في هذه المرحلة، الا ان المالكي يحضر لعرقلته بشتى الطرق ان احس بان سبل عودته قد اقلعت و ان العبادي سيتمكن من تثبيت اركانه و من السير بما يرضي الجميع و ربما ينتقل بالعراق الى مرحلة اهون من العقد الدامي الذي مر على العراقيين من قبله.
نسمع عن التحركات التضليلية باسماء و بعناوين و حجج حقة لنوايا و اهداف شريرة، اي الدخول من باب استغلال كلمة او عمل حق يُراد بهما الباطل، لازال الموالون له يحتضرون و بفعلون كل ما يقع ضد العبادي املين الفشل ليتشمتوا به و ياتمرون بمن يقف ضد العبادي و في مقدمهم المالكي و خططه و تحركاته، و ما شهدنا منه منذ توليه نيابة رئاسة الجمهورية من خطوة واحدة و هي خلاف لصلاحياته مما يدل على افكاره و نياته، و يحتاج لوقفه عند مكانه برد قوي و سريع ليعلم ان العراق اليوم يسير بنظام لا يمكن ان يحكمه الا الدستور و النظام و الصلاحيات، و ليس الامكانية الشخصية و نواتج افعال و تفردات قام بها طوال سنين حكمه ظانا بقاءه مدى حياته في السلطة .
اليوم، ما نحن فيه لا يرضينا كثيرا لطموحنا في احلال حياة حرة امينة ديموقراطية من اجل نسيان الماضي و مستقبل اجيالنا، فمجيء العبادي ان غيٌر نسبة ضئيلة يُعتبر بداية للاستهلال مراحل افضل متعاقبة و ان كانت الايديولوجية الضيقة عائقا، في تصوري، لو انسلخ العبادي منها وابتعد عن الصراع الحزبي الداخلي و تفرغ كليا لرئاسة الوزراء كما يفعل لحد الان او استقال من حزبه سواء اعلنه و هذا خير ليتاكد الجميع بانه بدا طريقه بصحة و تفاني، او عمليا اي الاستقالة دون الاعلان عنها، و هذا اضعف الايمان .
يريد المالكي استغلال الشارع مع تاثيرات مريديه، فاما يفتعل ما يمكن ان يفعله او يستغل ثغرة هنا و هناك، و هذا ما يظهر في الافق من نيته في تاجيج الشارع على القرارات التي اتخذها العبادي و لايزال لم تُنفٌذ و لم تظهر نتائج تطبيقها ان اصدر القرار فقط، التظاهر و استغلال الحزب ضد المنافس الفائز الذي ينتمي الى الحزب ذاته اهانة بالمبادي و الشعارات الحزبية ذاتها، و من الذي يدعي الفلسفة الدينية المذهبية التي يتشدق بها هو المالكي قبل غيره ، لذا يمكن ان نقول لمن يخضع او يوالي المالكي ان يتعض ما يوجهه في اي عمل يخرق القانون و يضر بالشعب، و على العبادي ان يحذر من الفوضى التي يريدها له سلفه . و عليه ان يحل المشاكل الكبيرة كي يبني لنفسه قاعدة و قوة مساندة شعبية و التي تجهز على اية موآمرة او عملية مضادة للمسيرة التي بدات و من يسنده الشعب و يدافع عنه لا يتمكن اية قوة من اسقاطه، فالشعب خير حاكم عادل و لا يمكن لاي كان ان يضلل الشعب باكمله مهما كانت قدرته التضليلية و وسائله و امكانياته .
الدعوة الى المظاهرات و لاسباب غير ضرورية و لا تستوجب مظاهرة مقارنة بالافعال و الحوادث التي مرت من قبل و قمعت الناس و سدت الافواه مجرد عند الدعوة للاحتجاج و التظاهر عليها،و هذا يدلنا ان من وراءها هم المتضررون من السلطة الجديدة و من الفاسدين، و ليس لخاطر او من اجل عيون الامهات الثكالى و ذوي الشهداء، وهناك من يريد ان يستغلهم تضليلا لاهداف سياسية على العكس من مصالحهم . ان الحذر واجب، و لكن فليعلم المالكي انه غير قادرعلى اعادة عقرب الساعة الى الوراء و على العودة، و ان عرقل مسيرة العبادي فيزيد الطين بلة صحيح، و لكن تكون نتائج افعاله عليه و على اعدائه القريبين منه فقط و يتحمل هو مسؤلية ما يحصل .