منذ أن بدأت وزارة المستعمرات البريطانية في بداية القرن الثامن عشر، تبحث عن أساليب وطرق استعمارية جديدة، والبلدان الإسلامية والعربية منها بالذات تتشظى، والنتيجة إعادة وتحويل وابتكار فكر تكفيري جديدة، من مذاهب معتقة أثبتت عداوتها للإسلام والمسلمين على مر التاريخ، وبدأت بالدعوة بصياغتها من جديد بمساندة خارجية، وفعلا حصل ذلك من خلال وصول محمد عبد الوهاب إلى السلطة الدينية في الجزيرة العربية بجانب آل سعود الذين استحوذوا على السلطة السياسية.
بدأها الشيخ عبد العزيز ال سعود باقتحام الكعبة المشرفة، وبعد تحطيم القبور المجاورة وقبور المدينة المنورة، وكل ماله صلة بغير مذهبهم الجديد (الوهابية)، ثم ابتدأها بخطبته الشهيرة، التي ذم فيها الأصنام ومن يعبدها، وكأن الإسلام بدأ من جديد والرسول محمد(ص)، لم يولد بعد ولم يبلغ رسالته، ويحبط به مجموعة من الوهابية أو ما يسمون آنذاك (بالإخوان)، وعند تهديم قبور أئمة البقيع في منتصف عشرينات القرن الماضي، أكملت حلقات سلسة الفكر الجديد أو المذهب الجديد.
بدأ الإخوان يصولون ويجولون تحت أمرة الشيخ عبد العزيز، متبنين أفكار عبد الوهاب المتطرفة حد الجنون، حتى بدءوا ينتقدون الحكم الملكي، وعندها تم التخلص منهم، والقضاء عليهم نهائيا، لكن الحركة الأساسية المتطرفة لم تنتهي، وبقيت متمسكة بالسلطة الدينية وبجانب سلطة آل سعود، ولا يستغرب المواطن العربي، عندما لا يرى صدى لهذه الحركة الدينية، عند إحتلال فلسطين عام 1947، او حتى في قضايا التحرر العربي، والسبب لأنها كانت موجهة فنيا ومسيطر على كل حركاتها، من قبل أولاد العم سام.
لا نرى العجب عندما نرى المجاهدين العرب الملتحفين بلحاف الوهابية، يتركون فلسطين المغتصبة ويدافعون عن أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتي، ومع الولايات المتحدة الأمريكية، وبدعم من البنتاكون وبصورة ظاهرة للعيان، وكانت الحرب الباردة في أوجها آنذاك، عند ذاك ظهر الوليد الخفي، الذي يحارب بالنيابة عمن اشرفوا على تركيب كروموسومات نطفته وراثيا، والتي وضعوها في رحم طالما تلذذ بقتل أرحامه وذبح اخوانه، وتكفيرهم، واختلاق أنواع جديدة من الفسق والفجور،وجهاد المناكحة خير مثال.
ولدت القاعدة، وفرخت طالبان أفغانستان، ثم طالبان باكستان، وتعدت المشرق لتصل إلى المغرب العربي، وتلتقي هناك لتصل أقصى أفريقيا فشرق آسيا، ثم أخيرا حطت الرحال في بيت الآباء، أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، وفي مساجد طالما أشرفت عليها مخابرات الغرب السرية، ووجهتها حيث تريد، واليوم ولدت النسخة الجديدة من أولاد الحرام، لتكون الأكثر ضررا وفتكا وذبحا بالمسلمين وبأوطانهم، ومن حوالي 80 دولة، لتشكل الوليد المسخ الجديد داعش، فهل علينا أن نسأل الأم الزانية، أم عصبة الآباء؟ من القادم بعد داعش؟.
|