المعلومات الواردة من قضاء الدجيل شمال بغداد المدينة المعروف سابقا باسم" سميجة " تفيد بان كارثة محتملة ستحصل ، في حال تجاهل استغاثات اهلها من الهجمات المتكررة والمتواصلة لاحتلالها واستباحتها ، على غرار ما حصل في المدن الاخرى . ونشرت صحيفة محلية الاحد الماضي عن مصدر من قوات منتشرة في محافظة صلاح الدين تحذيره من اقتحام مقر لواء 17 الواقع في الدجيل خلال مدة قليلة، مؤكدا ان المجموعات الإرهابية ستدخل المقر في النهاية وستقتل جنوده، إذا لم توفر القيادات العسكرية دعما كافيا وإسنادا جويا له، لا سيما ان اللواء يفتقر لنواظير ليلية ولا يستطيع استعمال مدافع الهاون بسبب أوامر القيادة العسكرية التي تقضي بمنع استعمالها، وذكر المصدر ان مجموعات داعش تمكنت من إحداث فجوة كبيرة بالجدار الإسمنتي المحيط بمقر اللواء 17 مساء الجمعة، وان جنود الأبراج لم يعلموا بالحادث بسبب افتقارهم لمناظير ليلية ، مضيفا ان الإرهابيين اصبحوا على بعد كيلومترين عن مقر اللواء. ما جاء على لسان المصدر الامني يعد رسالة واضحة موجهة الى القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي تطالب بالتحرك السريع لتدارك الموقف ، لتفادي حصول مجزرة اخرى على غرار سبايكر والصقلاوية ، وعلى الرغم من استعداد ابناء الدجيل لحماية مدينتهم ، الا ان الجهد الشعبي وحده ليس كافيا لمواجهة الهجمات المستمرة ، اما تصريحات بعض الجهات الرافضة للاستعانة بالدور الدولي في مواجهة الجماعات الارهابية ، من دعاة النضال في الخنادق وليس في الفنادق لن ينقذ "سميجة " من كارثة محتملة . الدجيل تقع على الطريق الرابط بين العاصمة بغداد ومحافظة صلاح الدين وصلاح الدين ، تحيط بها من ثلاث جهات تقريبا مناطق تعد حاضنة للجماعات المسلحة ، وما يشهده القضاء هذه الايام يتطلب جهدا استثنائيا فوريا قبل وقوع "الفأس بالراس " وحينذاك لا ينفع الاسف والندم واحالة المقصرين الى لجان التحقيق ، وتنظيم مؤتمرات الإدانة الاستنكار والتنديد. في قرية تابعة لقضاء الدجيل يتذكر ابناؤها قصة بطلها المرحوم عبيد الجابر عرف عنه بانه يمتلك مجسات استشعار الخطر ، تضاهي معدات واجهزة الاستطلاع العسكرية المستخدمة في زمنه ، فضلا عن موهبته في قراءة الطقس ، واحتمال سقوط المطر ، وارتفاع درجات الحرارة ، لم يكن يستعين بالمسبحة من نوع 101 لإثبات توقعاته فهو حين يرى الطيور تحلق على ارتفاع واطئ يخبر أبناء القرية بان المطر قادم ، وحين يضع أذنه على الأرض، ويسمع أصوات حوافر الخيول يصدر أوامره لحمل السلاح ، والانتشار حول محيط القرية ، استعدادا لمواجهة الغزاة . اعتاد المرحوم عبيد في يوم السبت من كل اسبوع التوجه الى مدينة الكاظمية بباص الخشب لشراء احتياجات القرية من الشاي والسكر والتتن ، ثم العودة قبل مغيب الشمس الى دياره ، في لحظة الوصول اخبرته الزوجة بان منزله الطيني تعرض الى اطلاق نار ، والرصاصات مرت عبر الرازونة لتستقر في لحاف عبيد ، فاعلن الرجل حالة انذار جيم واتصل برجال "سميجة" ليستعدوا للدفاع عن مدينتهم. "لحاف عبيد" رسالة اخرى تتطلب فعلا رجال خنادق.
|