عن الجزء المُعطِّل ومظاهرات ٣٠ أيلول |
سمعنا بالجزء المُعطِّل أنه يرتبط بالمعارضة البرلمانية، لكن أن تمارسه الكتلة التي رشّحت رئيسَ وزراءٍ منها، فهذه مفارقة مضحكة فعلاً. يواجه رئيس الوزراء حيدر العبادي ضغطاً مهولاً هذه الايام بسبب الإصلاحات الجيدة التي قام بها مؤخراً، وهذا أمر طبيعي يتعرّض له أصحاب المواقف الكبرى دائماً. لكن المضحك في الامر أن يعارضه جزء مهم من كتلته السياسية. جزء قاد عملية الفشل لثماني سنوات دون اعتذار أو حتى مراجعة سريعة لسياساته وقراراته. يوم أمس قال الناطق باسم كتلة المواطن بليغ مثقال أبو كلل كلاماً خطراً للغاية حين أجاب عن سؤال قناة الشرقية في حصادها الاخباري حول صدى اصلاحات العبادي داخل كتلة التحالف الوطني. قال نحن في المواطن ومعنا التيار الصدري وجزء كبير من دولة القانون مع هذه الاصلاحات، لكن شريحة مهمة في ائتلاف القانون تقف حجر عثرة في طريق نجاح العبادي وحكومته. قال هو شخص واحد فقط ومعه نفر محدّد يضغطون بشدّة لإفشال هذه الحكومة. هؤلاء (والكلام مازال له) تورّطوا في ملفات فساد وطائفية وسيقفون بوجه كل عمليات الاصلاح التي تريدها كتلة التحالف الوطني ورئيس الحكومة العبادي. ربما ليس غريباً أن يفكّر المالكي ورهطه بهذه الطريقة، فحتى نحن عرفنا أنه لن يسكت عن "مؤامرة" إخراجه من السلطة وهو الذي لا يزال يعيش صداها النفسي متربّصاً بالجالسين الجدد على عرش الوزارة، لكن أهمية هكذا تصريح وخطورته هي لأنها جاءت من رجل داخل مؤسسة العبادي والمالكي نفسها. لقد نفى المالكي تحشيده للناس في تظاهراتهم هذه الايام، لكن ليس من الصعب معرفة مدى ارتياحه النفسي لها وهو القائل في بيانه الاخير مخاطباً المتظاهرين "أطلب منكم إعطاء فرصة للحكومة". تعلّمنا قراءة ما تخفيه اللغة، وفي كلام المالكي هذا موافقة "نفسية" على فشل حكومة الشهر الواحد وتأييد "مُبطّن" للناس من خلال "الفرصة" التي يطلب منهم إعطاءها لها. أيّ فرصة هذه التي تطلبها سيدي المالكي؟
|