قل رعبا ولا تقل عربا!!

 

 

بإسم الدين تم قلب كلمة (عرب) إلى (رعب) , بمتوالية إقرانية ذات طاقات إنفعالية عالية جدا , فصار العرب يمثلون الرعب في وعي الدنيا , ومفاهيمها ومداركها المفخخة بالأفكار الماحقة لهم.

 

العرب الذين حوّلهم الدين إلى أنوار حضارية , أصبح مُسخرا لتحويلهم إلى حنافيش ضد الحياة المعاصرة , بالأفعال والأعمال الأثيمة المنسوبة إليهم والمقرونة بدينهم.

 

فالعربي في الدنيا تحول إلى وجود مرعب , يستدعي الشك والحيطة والحذر منه , حتى وكأن أرض الله الواسعة أخذت تضيق بوجهه , ولربما مستقبلا لن يجد مكانا يأويه في هذه الدنيا , التي أخذت تتوجس منه وتحملق بوجهه بريبة , وعليه أن يثبت براءته لأنه تحت مطرقة الإدانة!!

 

ترى لماذا إنقلبت أو ستُقلب كلمة عرب إلى رعب؟!

 

يمكن حصر جوهر الأسباب في المُدعين بالدين , والفشل السياسي والإستئثار بالثروات , وإهمال حقوق الإنسان وكرامته ورهنه بالحاجات , والإمعان بالأمية القرآنية واللغوية والحضارية , وغياب الدساتير والقوانين الوطنية المعاصرة , وسيادة الكرسي المؤدلج والمُشخصن , ومنها تتفرع العديد من الأسباب الأخرى , حتى لأصبحنا متطرفين في كل شيئ ومندحرين في كهوف الغابرات.

 

فالعرب لم يمتلكوا رؤية حضارية جامعة على مدى القرن العشرين , ولا يزالون يتحركون بعشوائية , وسياساتهم ما هي إلا ردود أفعال , ومع ذلك يسمونها سياسة , ويتوهمون بأنهم ساسة وقادة وما قدموا ما يؤكد ذلك , فالحكم في عُرف معظمهم هو الجلوس على الكرسي والتصرف الحر بعائدات النفط , وشراء السلاح العتيق للحفاظ على بقائهم مدة أطول وأطول , للإستحواذ على أقصى ما يمكنهم من ثروات البلاد.

 

وبتراكم تفاعلات ردود الأفعال وما أنجبته من صيرورات سيئة , تحولوا إلى حالة متدحرجة وراء عصرها وبعيدة تماما عن مكانها , وساهمت في بناء واقع منفجر محتشد بالأفكار البالية الخاوية , مما تشظى المجتمع وتخندق وتحول إلى كينونات متناحرة , ومُخترَقة من قبل الآخرين الطامعين في الدمار العربي.

 

وفي هذه الظروف يبدو العرب وكأنهم دخلوا منتجعات الأموات الذين يعيشون مراحلهم المرضية الأخيرة , فيتم إعدادهم لحتفهم.

 

ولا يمكن الخروج من هذا المأزق الذي إختاره العرب , إلا بسيادة القانون الوطني العادل الصارم والدستور الصالح القويم , وبإعلاء المبادئ الوطنية وكرامة الإنسان وحقوقه , التي تؤكد قيمته ومعاني وجوده المُصان بالمحبة والألفة والأمن والسلام.

 

فهل سنبقى عربا أمْ سنكون رعبا؟!!