لهذا السبب أطلقت داعش سراح الدبلوماسيين الاتراك

لمدة شهرين والبعثة الدبلوماسية التركية محجوزة لدى تنظيم داعش الارهابي وقد كانت الضبابية تحوم حول موقفهم واماكن تواجدهم وهل هم احياء ام اموات كل تلك كانت في دائرة التخمينات والتحليلات السياسية ولكن لم نكن نعلم او حتى الجهات السياسية الدولية تعلم ولا حتى المعارضة التركية تعلم ما هو الذي دار بين حكومة حزب الاخوان المسلمين بقيادة اردوكان على رأس الدولة التركية وداود اوغلو رئيس الوزراء التركي حيث احيطت في كواليسها بالسرية الكاملة وابتعدت عن اضواء الاعلام والتصريحات ولعل كل ذلك من اجل ان لا يعرف احد ماهية هذا الاتفاق بين اردوكان وداعش ، وكل الذي قاله اردوكان لا يهم كيف تمت الصفقة مع داعش المهم ان ابنائنا عادوا الى الوطن وما خفي على الاخرين لا يعنيهم شيئا منه ولذلك كأن لسان حال اردوكان يقول عليكم ان تسكتوا ولا تبحثوا ما خلف الاتفاق المهم انقذنا ارواح مواطنين اتراك.

ولكن ياسيد اردوكان انت تقول صحيح بأنكم انقذتم ارواح هؤلاء الناس فهم بشر مثلهم مثل غيرهم وحياتهم غالية وعزيزة عندهم وعند اهليهم ولكن ما يترتب خلف تلك الاتفاقات هو الامر الذي سيؤول بواقع المنطقة الى فوضى عارمة فيما لو تبين ان السبب وراء تلك الصفقة هو اعترافكم بهذا التنظيم الارهابي القاتل الذي استباح دماء المسلمين وجميع الاديان الاخرى كما استباح التاريخ والحضارة وكل القيم الانسانية .

لقد اعلن الناطق باسم التنظيم الاجرامي بأنه توصل مع الاتراك الى فتح مكتب يمثلهم او قنصلية لتمشية امورهم أي ما يعني عملية استقطاب الارهابيين من خلال هذه القنصلية وجمعهم من كل دول العالم لزجهم في العراق وسوريا من اجل زيادة القتل والدمار اكثر فأكثر وهذا ما يتطلب من المجتمع الدولي ان يلجم الدولة التركية وحزب الاخون الذي لا يقل اجراما عن داعش فهم في ذات المركب ونفس العقلية والمنهج التكفيري وهنا على المؤسسة العسكرية التركية التي تعتقد بعقيدة اتاتورك ان تقف موقفها وتلطم حزب اردوكان على وجهه وتشل حركته السياسية او وضعه تحت الاقامة الجبرية كما فعلت مصر من قبلهم وبنفس المشهد الدراماتيكي الذي ضرب الاخوان المسلمين ضربة موجعة على رؤوسهم وقص اجنحتهم حيث تشير احدى الصحف التركية الى ذلك وقد تأكدت بنفسي من تلك الصحيفة وما نشرته ((ونشر موقع صحيفة (آيدنلك ديلي) التركية، خبرا أطلعت عليه "أوان"، إن "مسؤول تنظيم داعش للعلاقات الخارجية أبو عمر التونسي، كشف حلال تصريحات صحافية أن التنظيم عازم على فتح أول بعثة دبلوماسية في دولة صديقة ومسلمة تركيا، من اجل توفير الخدمات القنصلية لجميع الراغبين بالانضمام للدولة الإسلامية بالعراق".
وأضافت الصحيفة أن "القنصلية التي سيكون مقرها في مدينة اسطنبول، ستتحمل نفقات وفواتير المستشفيات التي تعالج الجرحى من أعضاء التنظيم في تركيا"، لافتا إلى أن "التونسي أعرب عن أمله بان تشهد العلاقات الثنائية مع أنقرة مزيدا من التطور تحت رعاية الرئيس الجديد للجمهورية التركية رجب طيب أردوغان".)) ومن هنا نعرف السبب الخفي وراء صفقة اطلاق سراح البعثة الدبلوماسية التركية وما سيقدمه اردوكان لداعش من فسح المجال القانوني لهم دوليا وهو ما دفعه الى عدم الاشتراك بالحلف الدولي ضد هذا التنظيم .