خلف سواتر ترابية, في الخطوط الأمامية, حيث الخطر المحدق, والجوع والتعب, والعطش والإشتياق للأهل والأحبة, يقف أحفاد الكرار, تلك الوجوه السمراء التي غيرتها الشموس, والقلوب التي تنبض, عشقاً للعراق وأهله ولتاريخه الذي أسسه أجدادهم, نعم فهؤلاء هم, أبناء المملكة السومرية, والأكدية والأشورية, وكل التاريخ الذي من دون أفعالهم, وأفعال أجدادهم, لن يكون له وجود, لأنهم بأختصار التاريخ كله. تختلف الرفقة على السواتر, فتصبح البندقية خير رفيق, ويصبح الصيد كلابٌ قادمة من مجاهل الصحراء, يرومون صناعة أمجاد زائفة, على دماء الأبرياء, وأعراض المسلمين, يسوسهم المستعمر, وكل من وجد ,في رؤوسهم العفنة, طريقاً لينفذ مخططاته, على أرض الرافدين, فأصبحوا كبهائم, تساق إلى المقصلة, فبإنتظارهم نفوس تهفو إلى الجنة, وقلوب تنتظر, على أحر من الجمر, أن تثأر لواقعة الطف, من ورثة يزيد وإبن زياد, الذين تحركهم أحقادهم, والدماء القذرة التي تجري في عروقهم. نعم أنها طف أخرى, بسيناريوهاتٍ مختلفة, يصنع فيها عشاق, سيد شباب أهل الجنة (عليه السلام) تاريخ آخر, ويصححون مجريات الأمور, التي جعلت من يزيد الخمار خليفة, ومن أبن بنت خاتم الرسل ,(عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام ) خارجي , تلك الصورة المقلوبة, المشوهة والمعوجة, يعمل أبناء الرافدين, على رسمها بالدم من جديد, لكي تكون الأمور في نصابها الحقيقي. أنهم يقفون هناك, في مواجهة الموت, ويصبغون أيام الدواعش, ولحاهم العفنة بالدم, ويحيلون نهارهم إلى ليل حالك, فيذيقوهم الموت الزؤام في كل لحظة, ويبذلون المهج في سبيل أعلاء كلمة الحق, والدفاع عن أبناء العراق, بمختلف طوائفهم وأنتماءاتهم. سلاماً على من ,يفترشون الأرض, ويلتحفون السماء, ويقضون أعيادهم على السواتر, بعيداً عن الأهل والأحبة, فيختارون النصر عيداً, والسلاح رفيقاً, والبارود عطراً لثيابهم, ليطرزوا أيامهم بالمجد, ويتركوا للأبناء والأحفاد, إرثاً يرفعون به الرؤوس, ليكملوا مسيرة, أختارها سيدنا الحسين (عليه السلام), نتيجتها إحدى الحسنيين, النصر أو الشهادة...عيدكم مبارك يا أبناء المجد, وصناع المجد, وسادة المجد.
|