العبادي صحيح هو المسؤول، ولكن دون مزاجياتكم السياسية

منذ ان تم تكليف السيد العبادي بتشكيل الحكومة الحالية والى السنوات الاربع القادمة كان الرجل يريدها حكومة تكنوقراط بعيدة عن الصبغة السياسية وتدخل الكتل والاحزاب فيها وخارج ارادة قادة هذه الكتل ولكن الريح سارت عكس ما يريده البحارة ودخلنا في صومعة المحاصصة البغيضة التي لا يمكن ان تنتج لنا وزارة قوية يمكن الاعتماد عليها في بناء البلد بالشكل الصحيح وعاجلا ام آجلا سوف تظهر تلكؤات هؤلاء الوزراء وعندها الكل سيتملص من المسؤولية ويرمي الحجر على باب رئيس الوزراء وهي من الاساليب التي تم اعتمادها خلال السنوات الماضية وعشنا في صراعات مباشرة وجانبية ولم نصل او نرتقي الى المطلوب في خدمة الوطن والمواطن .

جميع الوزارات العلمية والخدمية تم اختيارها وفقا للمحاصصة بين اطراف العملية السياسية وكان التقسيم واضحا فيها كما اعلن بموجب النقاط ولم يترك لرئيس الوزراء حرية الاختيار بينهم بل كانت المراضاة وتبويس اللحى واضحا وهذه الوزارات لها تأثيرها في الجانب الخدمي والصناعي والعلمي وهي ربما اهون من الوزارات الامنية التي سيكون على عاتقها حفظ البلد وامانه بل لم ولن تستطيع الوزارات الاخرى بالعمل والاستمرار ما لم تكن الوزارات الامنية محكمة وقوية وذات سلطة على الارض وهذه تحتاج الى مهنية وعمق دقيق في الاختيار ولذلك هنا نقول على كل الكتل السياسية ان تكون بعيدة في ارائها عن اختيار الوزراء الامنيين وان يتركوا للسيد العبادي حرية الاختيار بينهم لأن الملف الامني سيكون هو المسؤول الاول والاخير عنه فلو حصلت كارثة امنية الكل سيتبرأ ويبرؤون حتى وزرائهم في هاتين الوزارتين فلا يجوز ان نطالب الرجل بأشياء خيالية ونحن فرضنا عليه القيود ووضعنا له الغاما متعددة في طريقه عليكم ان ترشحوا عددا من الاشخاص الذين يصلحون لقيادة تلك الوزرات وليس عليهم جنح قضائية او متهمين بالارهاب او لديهم اقارب من الارهابيين ولا حتى لديه انتماءات بعثية فلا تتلاعبوا بالالفاظ ولا تكونوا حجر عثرة في طريق الحفاظ على العراق وامنه من اجل مدارات هذه الشخصية او تلك او حتى التملق الى دولة مجاورة واغلة في التدخل في الشأن العراقي وعلى جميع الاحزاب والكتل السياسية ان تكونوا وطنيين اكثر من ان تكونوا خونة تبيعون الوطن وسيادته من اجل ارضاء زعيم هذه الدولة او تلك فالكل يريد الشر للعراق وتعاونوا مع السيد العبادي فانه كما يبدو واضحا ويقينا لديكم بأنه يريد العمل بجد من اجل العراق وحل كل المشاكل وخلصونا وخلصوا العراق من مزاجياتكم الموتورة التي تفرضوها على امة العراق لتنتفخ بها كروش وتخوي بها بطونا حرّى .