كرم الشعب وبخل الحكومات

مفارقة وفروق عجيبة وشاسعة دائمة بين الطرفين ، طيلة تاريخ العراق المعاصر..
مفارقة وفروق في الحب والتضحيات والغيرة والعاطفة العراقية المعروفة بنقائها ..
مفارقة وفروق في الصبر والتحمل على الشدائد والنكبات والفقدان ..
مفارقة وفروق في الفقر والغنى أو التخمة .. بين الطرفين !!
مفارقة وفروق في العطاء والخدمة والوطنية والحرص على وحدة وتماسك البلد ..
هكذا هو الحال دائما بين طرفي العقد : الشعب والحكومات دائما ، وكأن القدر العراقي يعني أن يكون الشعب هو من يخدم هذه الحكومات المتعاقبة ، المسؤولة عن خدمته وأمنه ورفاهيته ..
تأتي الفرص للطرف الأول ( الشعب ) ليضيعها الطرف الثاني ( الحكومة ) وبجدارة.
وتأتي المناسبات والأعياد ليتنعم بها الطرف الثاني ويبقى الأول لابسا ثوب الحرمان والحسرة.
وحين تدعو الحكومات هذا الشعب لتنفيذ القوانين والواجبات ، فإنه يصغي ويفعل دونما كلل أو جزع ، في الوقت الذي لا تصغي هذه الحكومات لحقوقه ونداءاته ومطالبه المشروعة في الثروة والخدمات والأمان ، وتتحول إلى حكومات صماء .
كرم الشعب يقابله بخل دائم للحكومات ، وكنا نأمل أن تتغير هذه الفرضية السيئة الملازمة لنا بعد تغيير النظام السياسي في العراق ، ولكن ما الذي حصل .؟!
الذي حصل ، أن الكرم الشعبي باقٍ بينما ازداد البخل الحكومي درجات ، بازدياد الطمع والجشع السياسي والحزبي الذي يأخذ من جيب الفقراء الكرماء ليضيفه إلى بنوك السياسيين المتعاظمة يوما بعد يوم وبلا وجع قلب !
فلماذا يا حكومتنا الوطنية من حقكم التمتع بكل شيء وتحرمون الطرف الأول من كل شيء وتُخلّون في العقد بينكما؟ .. ومناسبة هذا القول أن العيد قد أتى وسيأتي غيره وأنتم في (سابع نومة ) _ كما يقول المثل الدارج _ ، عن هذا الشعب الكريم ..
أين أموال العراق
أين خير العراق
بل أين العراق وشعبه منكم ؟
أجيبونا يرحمكم الله .. قبل أن .......................................... لا سامح الله .
وكل عام والشعب بخير.