منذ تاْسيس الدوله العراقيه في عام 1921م والى يومنا هذا لم ينفك النظام التركي من التدخل في جزئيات الشاْن العراقي عموما والشاْن الكوردستاني خصوصا وذلك بعد فشله في الحصول على ولاية الموصل والتي كانت تضم حوالي نصف العراق تقريبا لان العراق ابان الحكم العثماني مكونا من 3 ولايات رئيسيه وهي (ولاية بغداد.... ولاية البصره ....ولاية الموصل) وذلك بحجج واعتبارات خاصه ومنها حماية المكون التركماني وحقوقه الا ان السبب الرئيسي في الالحاح على ضم ولاية الموصل لتركيا كان مرده الى اكتشاف النفط في المنطقه وتهافت دول الغرب ومنها بريطانيا وفرنسا على تقسيم التركه العثمانيه فيما بينهما ووفق اتفاقية سايكس بيكو السيئة الصيت والتي من خلا لها تم هضم حقوق شعب كبير في المنطقه وتجزئة اراضيه وتوزيعها ضمن جغرافيه سياسيه جديده اختروعها وفق توزيع المصالح الاستعماريه على اربع دول تابعه لسياساتهم الاو هي تركيا وايران وسوريا والعراق لتبقى قنبله موقوته يستخدمونها ويتاجرون بها متى ما شاءوا وبذلك ظهر الى الوجود المملكه العراقيه ارضاءا للعائله الحجازيه المهزومه في نجد والحجاز على ايدي اتباع التيار الوهابي والذي تبلور الى ما يسمى بالمملكه العربيه السعوديه فاعطت بريطانيا كلا من المملكه العراقيه والاردنيه للعائله الهاشميه التي جاءت من نجد والحجاز فيما اصبحت ما تبقى من بلاد الشام من حصة فرنسا اما بقايا الامبراطوريتين المتنازعتين فانحسر وجودهما في كل من ايران وتركيا .....
وبعد انتهاء الحرب العالميه الاولى بسنوات وبعدما اخلت بريطانيا بوعودها للكورد ولا سيما بعد المشاركه الفعاله للشيخ محمود الحفيد في التصدي للقوات البريطانيه الغازيه جنبا الى جنب مع الثوار الشيعه في منطقة الشعيبه لمنع التوغل العسكري البريطاني باتجاه بغداد واستبسالهم التاريخي في الكوت ووقف الزحف البريطاني لاشهر عديده قلبت الكثير من الحسابات والوعود البريطانيه السابقه مما ولدت المعادله التي اشرت اليها والمتمثله باتفاقية سايكس بيكو.
بزغت المملكه العراقيه الى الوجود وهي تحمل في احشائها الغاما كثيره وحقوقا مسلوبه وعهودا منبوذه وفق نظام برلماني دستوري ملكي يحكمه رجل رئيس الوزراء تحت مظلة الملكيه الدستوريه ... هذه الولاده الشاذه للمملكه العراقيه واعطاء السلطه بيد مكون واحد فقط وتهميش اكبر مكونين وهما الشيعه والكورد ادت الى بروز الحركه التحرريه الكورديه بقيادة الراحل مصطفى البارزاني والتي اضافت بعدا جديدا وفرضت حاله جديده على المملكه العراقيه مما حدا بالسلطات في بغداد وبدعم بريطاني الى مواجهة تلك الحركه والتي زاد من قوتها اعلان جمهورية مهاباد الكورديه تزامنا مع ثورة الدكتور مصدق مما سارعت بريطانيا وفي وقت قياسي الى تطويق الاحداث ومنع اوارها باجهاض الدوله الكورديه في مهدها خلال ال6 اشهر الاولى من عمرها وانهاء الحركه في العراق مؤقتا بلجوء قائدها الى الاتحاد السوفيتي في اواخر عام 1946م ....
وبعد حوالي عقد من الزمن تقريبا وبالتحديد في عالم 1958م انقض الزعيم عبد الكريم قاسم على النظام الملكي في بعداد منهيا الحقبه الملكيه وبداْ عهدجديد ومضئ ودعا جميع العراقيين الى العوده الى البلاد للمشاركه الفعاله في ادارة البلد وبناءه من جديد وفق اسس المواطنه العراقيه بعيدا عن التهميش والاقصاء لجميع المكونات ولم يكن التدخل التركي في الشاْن العراقي بعيدا بل كانت احداث كركوك الداميه التي استهدفت تحديدا المكون التركماني بشكل مرعب ومريع بلمسات تركيه ومن خلف الكواليس تميدا لاضفاء الشرعيه لتدخله بحجة حماية المكون التركماني ...
وازداد مسلسل التدخل التركي ويصوره ملفته للنظر في العراق في بداية ثمانينيات القرن المنصرم وتزامنا مع ظهور الحركه التحريريه الكورديه في تركيا بقيادة حزب العمال الكوردستاني والتي اعلنت برنامجا شاملا للكفاح المسلح والاستقلال بشكل نهائي من ربقة الحكم التركي ولا سيما بعدما اتخذت من الاراضي الكورديه العراقيه عمقا استراتيجيا ضمن الشريط المحاذي للحدود التركيه وبما ان حزب العمال الكوردستاني كان ذا طابع ماركسي فقد داْبت الولايات المتحده على محاربته جنبا الى جنب مع تركيا والعديد من دول المنطقه واثمر ذلك التعاون الى القاء القبض على قائد الحركه المناضل عبدالله اوجلان وتسليمه للسلطات التركيه ضمن خطه مدروسه في مطا نيروبي وتم اصدار حكم الاعدام عليه والذي خفض فيما بعد بضغط من الاتحاد الاوربي الى الحكم المؤبد في احدى الجزر التركيه .....
وبما ان قوات ال pkk كانت متواجده على الاراضي العراقيه في كوردستان العراق فقد كانت تركيا تستخدم هذا التواجد كذريعه للتدخل العسكري والسياسي في الشاْن العراقي وزادت حدة التدخل التركي في الشاْن العراقي بعد سقوط النظام البعثي في العراق في عام 2003م من قبل التحالف الدولي ضد نظام صدام حسين ....
واستغلت تركيا الخلافات الطائفيه والعرقيه في العراق بعد عام 2003 م بصوره اكثر فاعلية بعدما ضعف النظام السياسي وزادت خلافاته فيما بين مكوناته المختلفه مما جعل من تركيا مرتعا للمعارضين الجدد للنظام السياسي الجديد في العراق ودعمه بمختلف السبل الماديه والمعنويه لئلا يعم الاستقرار في ربوعه ويبقى العراق بيئه ملائمه لاجنداته المختلفه...
وبعد اكتشاف النفط في كوردستان زادت اطماع تركيا في العراق والمنطقه عموما فعمد الى احياء حلم الدوله العثمانيه من خلا ل دعم القوى السياسيه التي تتبنى فكرة الاسلام السياسي من خلال دعم مشروع الربيع العربي الممول من دول الخليج وتحديدا من قطر فنجحت مؤقتا في مصر بسيطرة الاخوان المسلمين على السلطه فيها وتوجهت صوب سوريا بدعم جبهة النصره وداعش لوجستيا وكادت ان تصل الى مشارف تحقيق حلمها باجتياح العراق عموما وكوردستان خصوصا ولكن الغرب تنبه مؤخرا الى خطورة الدور التركي وخطورة اجنداته فكانت خطة الاعلان عن قيام الحرب العالميه الثالثه على الارهاب في الساحتين العراقيه والسوريه ولا يزال التدخل التركي سافرا في الشاْن العراقي ولا سيما بعد ان وافق البرلمان التركي في مطلع تشرين الاول 2014م بالتدخل عسكريا في كل من العراق وسوريا وسيبقى التدخل التركي قائما ما لم يتبنى المجتمع الدولي قرارا امميا بمساندة الكورد في اعلان دولته الكبر ى على عموم اراضي كوردستان في الدول الاربع (تركيا وايران والعراق وسوريا) ويتهي والى الابد مسلسل التدخل التركي في المنطقه عموما......
وربما تتمخض الفتره القادمه عن ولادة تغييرات جيوسياسيه جديده في المنطقه لصالح المتصدين الحقيقين للارهاب المنظم في المنطقه سواء كان ارهابا دوليا او اقليميا او ارهاب دوله او عصابات متطرفه وان غدا لناظره قريب.........