يا عراقا!!.. بقلم: د. صادق السامرائي |
يا عراقا قال قلبٌ من رجاءِ عِشتَ فقرا في مَداراتِ الثراء
نفطُ أرضٍ دامَ فيها كالبلاءِ ذلك النفط عدوّ الأبرياء
فقراء ينزلقون في متاهات العسير كالعربات المحملة بالأنين فتدوسهم مواكب الخاسئين الذين يتلذذون بأوجاع الآخرينِ أولئك المتنعمين بخمر النفط والساجرين لأحلام الملايين
فقراء يتزحلقون على جمرات الوعيد يصادر حقوقهم الغرباء ويأكل عيونهم الأدعياء كأنهم أرقامٌ أو أشلاءٌ في مملكة الكراسي والدماء
فقراء يتعذبون يتحرّقون لجرعة أملٍ ورجاء والحاكم يتعبّد في محراب خيلاء والحاشية في غابات فحشٍ وهراء والناس حيارى تتوجع من طعنات عناء وتنظر بعيونٍ دامعةٍ صوب سماء
فقراء يتمرغون برمال الشقاء وأحزابٌ وفئاتٌ ورؤوس ذات ألوانٍ مثلما ترغب وتشاء تسبّح بترانيم بلاء وتتعبد في محراب عداء نهرت حاءً قتلت باءً بخِنجَرِ راء وتغنّت بألحان سؤالٍ يحدوه جفاء
فقراء والعيد سعيد في مملكةٍ خضراء طفل يبكي أمّ ثكلى تتلوى كالزهرة العطشى بالرمضاء يرمقها غاصب حقٍّ ويجلدها بأقبح ما يملك من أسماء لا يخجل من ربٍّ أو من لحيةٍ تخضبها الحناء يمضي متلذذا بالإيلام وصيدِ نساءِ لا تعنيه دمعة طفلٍ وغصة أمّ تتجرّع نيران زمانٍ لكن أمومتها تجعلها كظماء
فقراء يتعثرون بالخطايا والآثام وتسحقهم سنابك الحرمان وتحرقهم نيران شرور تنطلق من أي مكان وتحسبهم نزلاء في مملكة الأرض العمياء وترديهم قتلى وثريدَ أشلاء
والنفط وفيرٌ يحرقهم في تنور ثراء
فقراء فقراء لهجت روحي بلسان الفقراء الوحش يتربصهم والفجر عناء ونفس السوء تقلبهم فوق أجيج النار الحمراء تبت يدا النفط وأنياب ذئاب الآبار السوداء!!
د-صادق السامرائي 4\10\2013
|