العراق في الحمام الامريكي

نشجع الحشد الدولي للقضاء على داعش ، بل نتمنى ان يتوسع وتوضع له ضوابط ويراعي سيادة العراق ويتحرك على ضوء الاحتياجات العراقية . لكن معطيات الميدان تجعل حكايتنا مع الحشد الدولي مثل حكاية ذلك الشرطي الذي اعتاد ان يغتسل في حمام السوق لكنه كلما انتهى من الحمام وجاء لارتداء ملابسه وجد ان قطعة منها قد اختفت فمرة تختفي البيرية ومرة يختفي النطاق ومرة تختفي القمصلة وكلما سأل صاحب الحمام عن القطعة المفقودة قال له : انت متوهم انت اتيت هكذا ، فيصدقه ويكذب نفسه لانه يثق به ، فيخرج متألما على ايقاع : (انت اتيت هكذا) وذات يوم خرج الشرطي من الحمام فوجد ان ملابسه اختفت كلها ولم يبق منها سوى البيرية والحذاء فلبس البيرية والحذاء ووقف عاريا امام صاحب الحمام وسأله : حجي بربك هل اتيتك هكذا ؟... نحن كلما احسنا الظن بالحشد الدولي سمعنا منهم تصريحات لا تترك مجالا لحسن الظن ، الرئيس الامريكي اوباما يقول : نحتاج 3 سنوات لانهاء داعش في العراق ، وهو يعرف ان اميركا اسقطت نظام صدام في 17 يوما ، فايهما اقوى نظام صدام ام عصابة داعش ؟ طائرات التحالف تقصف مواقع قرب كردستان والحدود مع سوريا وسد الموصل وغرب الانبار مع ان المعارك مع داعش تجري في ديالى وتكريت والضلوعية والكرمة وجرف الصخر ! ومنذ بدأت طائرات التحالف قصفها لم تتأثر داعش ومازالوا يقاتلون كرا وفرا ويتمددون في اغلب القواطع . سرب طائرات امريكية تهجم وتزمجر وتقصف وتقلب الدنيا وعندما تنجلي الغبرة نكتشف ان هذا الاسطول احرق سيارة تحمل رشاشة ! ان 3 سنوات تكفي لتطبيع وجود داعش على الارض العراقية ، والتعامل معها كأمر واقع ، لماذا لا تشكو اميركا ولا بريطانيا ولاغيرهما من تكاليف هذه الحرب؟ لأن الدول العربية النفطية تدفعها عدا ونقدا وبالدولار كما تدفع لداعش (تمويل الطرفين ؟!) اميركا تقنع دولا صغيرة تقع في الوجه الثاني من الكرة الارضية للاشتراك في التحالف وهي لم تسمع باسم العراق وتستبعد ايران وهي جارة وتسقط على ارضها شضايا المعركة ! هذه التصرفات وغيرها تشجع العراق على التشكيك بموقف اميركا وتحالفها ، لتصبح الثقة بهم كثقة الشرطي بصاحب الحمام ، نخشى ذلك اليوم الذي نقف فيه امام الصديق الموثوق اوباما ونحن عراة لنسأله : بربك هل اتيناك هكذا ؟