في مثل هذا اليوم وقبل ثمانية أعوام نفذ (الروافض) حكما بالإعدام بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين, أصدره قاض كردي . وهو الإعدام الذي أثار حفيظة أمة العرب من المحيط الى الخليط, وهي الأمة التي لم تثر حميتها لأعدام سبط الرسول الأكرم ولا سبي ذريته اذ لازالت تعتبر ما حصل فتنة, بل إن بعض علماء الأمة يذهب الى ان الحسين عليه السلام قتل بسيف جده, وكيف لا وهو الذي خرج على ولي أمر المسلمين الواجب الطاعة يزيد بن معاوية.
هذه الامة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها لإعدام حاكم جائر, طاغ , فاسق فاق إجرامه وانتهاكه للمقدسات كل الحدود, وهو الذي سعى لنشر الفكر الإلحادي في العراق والمنطقة , غير إن الدموع سكبت عليه بحرقة والفواتح إقيمت له في شتى أرجاء بلاد العرب , وشيوخ السوء نعوه والأسى والحزن يملأ قلوبهم. ولازالوا يتحسرون على رحيله. علما بانه وبسبب سياساته الهوجاء تسبب بتدمير العراق والكويت وادخل المنطقة في أتون النزاعات الطائفية.
فضلا عن انه أعاد العراق الى عهود القرون الوسطى ومزق الصف العربي شر ممزق, ولذا فيحار المرء في تفسير سر حبه لدى الملايين من العرب. ولكن كما يقال اذا عرف السبب بطل العجب. فالسر يكمن في ان صدام استباح دماء الروافض الشيعة وقتل علمائهم واستهدف مراقدهم المقدسة. ولذا فحاز على اعجاب وتقدير أصحاب الفكر التكفيري ممن زين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن سواء السبيل.
وبالرغم من ان صدام لم يبذر بذور الفكر الداعشي غير انه كان خير من طبق ذلك الفكر سائرا على نهج يزيد والحجاج ومن لفهم من الطغاة. فلاعجب أن تظهر اليوم هذه المجاميع الوحشية المسماة بالدواعش , فجذورهم ممتدة في اعماق التاريخ الإسلامي وفي كل عصر هناك من يجدد ذاك الفكر فمرة ابن تيمية ومرة ابن عبدالوهاب . وكذلك ففي كل عصر هناك من يطبق الفكر على الأرض ويملأها انهارا من دماء.
إنهم يتوارثون هذا الفكر والممارسات الإجرامية التي لاتعكس سوى ساديتهم وبعدهم عن الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها. ولذا فبالرغم من إعدام صدام فلازالت الممارسات الصدامية من حز للرؤوس واعدامات جماعية وانفال لازالت متواصلة ولن تتوقف طالما ظل الفكر الأموي يجد من يحتضنه ويرعاه.
|