العبادي محق حين رفض مشاركة العرب في حرب داعش داخل العراق

الكثير من دعاة القومية العربية والذوبان فيها يضعون ارهاصاتهم وعقدهم التي يحملوها على أي تصرف يبدر عن هذا المسؤول او ذاك فيما لو مس الكيان العربي او تجاوز عليه ليس اخلاقيا بل معنويا لأنهم يدافعون عن وهم وخيال اسمه القوة العربية وتراص وحدتها امام ما يسمونه بالزحف الخارجي وفرض الاجندات الاستعمارية والمناداة بقوة الوحدة والعربية والاشتراكية التي أتخمت بطوننا منها ومن قرفها .

وقد يجدني البعض انني اتحامل على المجموع العربي وقوة هذا بأن لا اعتبار له على الارض وللأسف هذه هي الحقيقة المرة التي لا يريد دعاة الفكر العربي والغوص باحلام الوحدة العربية ان يعترفوا بها وهم يعلمون علم اليقين ان الجمع العربي ميت تماما وجثة هامدة لا علاج لها غير ان تدفن وننهي حالة التيهان لشعوبنا العربية التي لم تأخذ من عنوان العرب " الجامعة العربية" غير الخطابات الرنانة والكذب والضحك على الذقون وادخالنا في متاهات الصراعات الداخلية لأنهم بكل بساطة البعض يحفر ويتآمر على البعض الاخر وهذا ديدن دولنا العربية منذ ان قامت جامعتها وحتى يومنا هذا.

وربما ما يسمى بالربيع العربي كان اخر مسرحيات هذه الدول بعد ان تصدرت دول مثل السعودية وقطر حالة مسك الارهاب الاعمى لتضرب به كل شعوبنا العربية المستقرة وان كانت تحت وطأة الانظمة الشمولية المتسلطة على رقاب هذه الشعوب لأن البديل كان اقذر واقسى على الناس البسطاء وما حل في العراق كان واضحا لشعبنا ان الهجمة الشرسة كان ورائها دول الغدر العربي مثل قطر والسعودية التي مولت بؤر الارهاب وقادت كل الفاشلين والمجرمين من دولهم لتسوقهم الى مناطق العراق ويعبثوا فيه كيفما شاؤوا بالقتل والتدمير وما اشارت اليه صحيفة ديلي تلغراف البريطانية عن مساهمة دولة قطر في تمويل الارهاب كان واضحا ومعلوما للجميع ان هذه الدولة الصغيرة التي تتعدى مساحتها بحجم اصغر محافظة عراقية انها تريد أن تضع رأسها برأس هذه الدولة العملاقة العراق حيث اشارت الصحيفة الى قيام مسؤول كبير في البنك المركزي القطري بتمويل التنظيمات الارهابية بأموال طائلة ولذلك فان رفض السيد العبادي مشاركة الدول العربية في الطلعات الجوية ضمن التحالف الدولي فوق العراق امر في غاية الدقة فلا يمكن ان تأمن "الواوي على دجاجة " كما يقال لأنهم يمولون الارهاب ونحن اعرف بهم ولا يمكن ان نغض الطرف عن ذلك وان كان الامريكان وغيرهم يعملون بغض الطرف عن هؤلاء فهم قتلة الشعب العراقي باموالهم قبل ان تأتي كلابهم الى ارض العراق .