ان موقع العراق الاستتراتيجي في منطقة التقاء القارات جعله منطقة صراعات وممر للغزاة الباحثين عن السيطرة على العالم فكان العراق يسمى في علم الجغرافيا بلد الجهات الاربعة وهو ما يدلل عن موقعه الجغرافي المهم وكثافته السكانية وخص ارضه ووفرة مياهه وخيراته عبر التاريخ جعله منصهر للحضارات الغازية وقد مر العراقيين بالحرب بالنيابة في فترات زمنية متعددة عن اجندات خارجية لدول مجاورة نتيجة غياب القائد العراقي المخلص الذي يستطيع ان يحمي العراق ويبني حضارة ورغم ذلك نشأت دويلات عراقية في ظل قادة عظام مثل حمورابي ونبوخذنصر البابليين وسرجون الاكدي وسنطروق وهكذا قاتل العراقين مرة الفرس ومرة الروم بالنيابة عن هذه الامبراطورتين وقتها فكانت الحرب بين ابناء العمومة من الغساسنة نيابة عن الروم واهل الحيرة نيابة عن الفرس وكسرى وهكذا في الزمن العثماني شهد ارض العراق حرب بالنيابة عن طريق عصيان القبائل وشهد العراق وبغداد موجات من الغزو العثماني الصفوي على فترات متعددة شهدت الكثير من المأسي والدمار ولازالت اثارها باقية لحد الان وهكذا خاض العراق حربا بالنيابة عن دول الخليج النائمة المتلذذة بويلات العراقيين واحزانهم ضد ايران حرب ضروس ثماني سنوات لم يحصل العراقيين غير الحزن وكثرة الايتام وتعطيل المسيرة التنموية وعداء مستعر في نفوس ابناء البلدين الجاريين وبعد الحرب تطاول العرب الجربان بالفاتورة المالية المكلفة للحرب وافلاس خزينة العراق وتعطيل مسيرته التنموية وتعجيزه اقتصاديا وتنمويا وهم يطالبون بديونهم نتيجة مايسمى في تطبيلهم الاعلامي بالدفاع عن حراسة البوابة الشرقية وهكذا شن العرب ومعهم 55 دولة حرب ضروس على النطاق العسكري والاقتصادي والاعلامي والفكري في تدمير هذا الشعب بما يسمى الحصار الاقتصادي ذاق خلالها العراقيين الكثير من الويلات وتم تحطيم ارادتهم ووطنيتهم واعتزازهم ببلدهم وتسقيط ضمائرهم., نعم تم تحطيم الانسان العراقي عبر حروب عسكرية وفكرية لياتي الاحتلال الامريكي ليزيد الطين بلة بسياسيين مزدوجي الجنسية والاهواء نسوا عراقيتهم ووطنيتهم وجعلوا الساحة العراقية حرب بالنيابة تمثل لاجندات اقلمية ودولية لها امتدادتها وتاثيرها على العراق مع تغييب الوعي الديمقراطي تحت غيمة الخوف من المجهول المصبوغ بالطائفية والجهل السياسي وفي ظل غياب العدالة الاجتماعية المرجوة. لتخلط الاوراق من جديد وتبدا حرب بالنيابة بين الخير والشر حرب عنوانها استمرارية العراق الموحد دفع الاخرين نتيجة سياسة الاقصاء والتعامل الخاطى مع مكونات الشعب المختلفة في تعميق فجوة الوحدة الوطنية والاحتراب الداخلي مما جعل المشروع الداعشي يتمد في بيئة خصبة في ظل وجود دعم اقليمي وتغطية اعلامية محرضة على العنف واستمر هذا المشروع ليتقاطع مع المشروع الامريكيكما تقاطع صدام وشاه ايران والسادات وحسني مبارك وصالح وبن علي من قبل ليكون ضحية الحرب بحجة الخطر الداخي من حرب داعش. ان غياب الوعي السياسي السني نتيجة فقدان القائد العراقي العارف بمستقبل ومأل الموقف واستقرائه وسيرهم خلف المشروع الخليجي التركي كانهم عميان خوفا من البعبع الايراني جعل من ارضهم ومكان تواجدهم ارض محترقة وارض معركة مستقبلية ساهم في تهجير العوائل واستباحة كرامتهم وتدمير البنى التحتية لهذه المحافظات مما جعل اخضاعهم لدولة الخلافة المزعومة سهلا نتيجة فشل الدولة المركزية في تامين الحماية اللازمة للسكان. ان المصلحة الامريكية البريطانية الفرنسية المدعومة عربيا واوربيا على مضض هي اقتسام كعكعة العراق والشرق الاوسط الجديد وهذا يضع العراقيين وساستهم امام خيار صعب اما الاستمرار بالعراق الواحد او التحول الى دولة الطوائف وان تجربة جنوب السودان حاضرة امامنا بصيغتها الدموية لان لازال حتى ساسة الطائفة الواحدة لهم اجندات مختلفة مما يجعل دوامة الحرب والاقتتال المصلحي المادي قائمة داخليا مثلما حدث في كردستان العراق 1991-1995 التي توجت بمصالحة امريكية في 2002 لتقاسم المصالح بعقد زواج على اسس خطرة قابل للطلاق والقتال في اي لحظة. انا لااقول ان العراق ليس بحاجة الى تدخل اجنبي او معونة دولية للقضاء على داعش نتيجة هشاشة القوات العسكرية العراقية ولكن علينا ابتدا البدء بمشروع وطني عراقي يضع النقاط على الحروف في تقاسم السلطة واعادة التصليحات الضروريةالخلافية في الدستور العراقي المكتوب على عجالة ووضع ضمانات قانونية ودستورية لمراقبة السلطة في الفترة الانتقالية والابتعاد عن الاجندات الاجنبية ودول الجوار وتداخلتها ولعلها الحرب ما بعد الباردة التي تفكر بهاالدول الكبرى وكل منهم ينتظر نتائجها لصالحه الطرف الآخر، فهي قد تحول الأوضاع إلى خط جديد في رسم الخرائط والتسويات والتحالفات، وتبقى بجملتها حربا بالنيابة عن معسكري الشرق والغرب ولكن هذه المرة بدون ايدولوجيا وإنما بحرب الاستراتيجيات والمصالح والتعامل مع القوى الموجدة على الارض فعليا .المطلوب الان من الساسة العراقيين الاجتماع في موتمر موسع لكل القوى الممثلة وغير الممثلة في مجلس النواب في وضع استترتيجية لبقاء العراق في ظل كونفدرالية عراقية اساسها العدل والتوزيع العادل للثروات والواجبات الملقاةتحت ظل راية العراق الواحد حتى نوقف نزيف الدم العراقي ومن الممكن توفير هذه الاجواء عبر دخل قوات دولية تحت مظلة الامم المتحدة لمدة ستة اشهر تتيح المجال للمناطق المجتاحة من قبل داعش من تنظيف مناطقهم بانفسهم والقضاء على الحواضن حت نسحب حجة وجود جيش طائفي ويكون دعم الدولة واضحا لهذه الجهود وفق النتائج المتحققة وبدء حملات الاعمار واعادة ترمييم البنى التحتية لها. ان الخيار الوحيد للحل هو خيارنا الداخلي المبني على ترمييم الثقة الوطنية والاستفادة من دعم المرجعية الرشيدة للخطى بهذا المشروع . اعتقد ان ما كتبه هنا هو مساير مع تخطيط الدول الكبرى الراغبة بعراق قوي قابل للاستثمار المشترك وتبادل المصالح وهي خطوة مهمة وكما قال المثل العراقي نام مهظوم ولاتنام ندمان لان مع اسمترار تيار الدم والتوسع في المقابر لاولاد الخايبة لاينفع الدم ويبقى فقط صوت الانينن والغربان. اننا الان بحاجة الى قائد عراقي ياخذ زمام المبادرة لانقاذ العراق من مأله المرجوا والمخطط له من قبل قوى الظلام والشر قائد عراقي يجعل الشعب سندا له في اتخاذ قرارات مصيرية مهمتها بناء عراق جديد من ركام الحروب واعادة عجلة التنمية وهذا ليس حلم لان دائما يجب ان نضع في بالنا ان داعش ليس دولة ولا تمتلك الخبرة اللازمة في بناء الدولة لتقاطع افكارها مع مفاهيم الدولة الحديثة وهذا يجعل هشاشتها واضحا للعيان. السؤال المطروح بقوة الان هل سيولد هذا القائد من زمام الركام ام نبقى نحلم مع الاخرين في عجزية فكرية واضحة ننتظر المخلص المنتظر.
|