الحديث في هذا الموضوع مؤلم جدا , لا يتعلق الالم باعداد الضحايا من قتلى وجرحى , القتيل نترحم عليه والجريح يتماثل للشفاء حتى وان تحول جرحهه الى عاهه , حتى وان تم تدمير البنى التحتيه نستطيع اعادة بنائها , لكن مفاهيم المجتمع وعلاقة الناس ببعضهم قد اصيبت بمقتل او على اقل تقدير قد اصيبت بعاهه مستديم
في لقاء عائلي كبير بمناسبة عيد الاضحى , طرح موضوع في غاية الاهمية , عنوان الموضوع , هو اختيار دار للسكن , هل يمكن ان تشتري بيت او تؤجر بيت فيه غالبية لطائفة غير طائفتك , الجواب كان لا, وعليك ان تختار منطقة فيها غالبية لطائفتك , لااحد يغامر ويسكن في بيئة معاديه له حتى وان كانت هذه المنطقة غير ساخنة فما ادراك ما يحدث في المستقبل !!!!
غالبية الحاضرون علمانيون ولكنهم محكومين بواقع مرير , لايحملون ضغينة للطائفة الاخرى ولكنهم حريصون على حماية عوائلهم من تقلبات الوضع الامني وازدياد الكراهية , مع العلم نحن عائلة متصاهرة مع الطائفة الاخرى , بناتنا متزوجات من ابناء الطائفة الاخرى ولكن ازواجهن يعيشون في مناطقنا وهم ازواج جيدون وحريصون على عوائلهم , وكذلك ابنائنا متزوجون من بنات الطائفة الاخرى , ولنا علاقات ممتازة مع عوائل من الطائفة الاخرى ولكنهم مثلنا يخشون السكن في منطقة غالبيتها من الطائفة الاخرى
مع الاسف هكذا اصبح المجتمع العراقي , تداعشت العوائل بشكل لاارادي هذا الشرخ لم يبدأ من القاعدة بل فرض على المجتمع اذ بدأ من القمة ثم استمر يسير نحو القاعدة , نعم هذا الفايروس جاء من السياسة التي انتهجتها احزاب الاسلام السياسي ظناً منها انه افضل وسيلة لتحقيق مصالحها الخاصة ولكنها تعاني اليوم من عدم السيطرة على المجتمع بسبب تفاقم الصراع المسلح لكل طائفة واصبحت البندقية هي المرجعية العليا , نعم لقد فقدت السيطرة تماما لم ينفعها جيش ولا ميليشيات , وهي اليوم تطلب النجدة من الامم المتحدة , لقد تداعش المجتمع مرغماً لحماية نفسه ولكنه لايحمل الضغينة , الذين يحملون الضغينة هم المليشيات من كلا الطرفين .
|