الاسستتراتيجية المطلوبة للقضاء على داعش (من وجهة نظر طبيب) |
ان الكثير من الاكاديميين والاعلاميين ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي متفاجؤن بقوة داعش وعدم امكانية التحالف الغربي بالقضاء عليهم في اسرع وقت مثلما فعلت في افغانستان والعراق واوكرانيا..... ايها الاخوة داعش ليس حكومة او دولة وانما هو طفيلي يعتاش ويتقوى من البئية الخصبة للتجنيد ولذلك يتمدد يمينا وشمالا ويناور ويحقق انتصار هنا وانسحابا وخسارة هناك داعش غير متمثلة بشخصية خليفتهم ابو بكر او شاكر وهيب او محمد برجس او غيرهم الذي اعلن ناطق قواتنا اللاهبة موته عدة مرات مع كل انكسارة للجيش في الرمادي مما سبب احباطا وفقدان المصداقية بخطابتهم المضخمة لقتلى داعش في البيانات العاجلة . ان داعش طفيلي وهذا الطفيلي يحتاج الى حواضن لديمومته وتمدده حاله حال البهارزيا والملاريا فالاستتراتيجية الحقيقية في مكافحته تماثل الطرق الطبية.مثل التشخيص الدقيقي للحالة ومألها واعطاء العلاج الناجع القليل المضاعفات وايجاد اللقاح اللزام الواقي والتحصين الحقيقي لمنع انتشار المرض وسبل الوقاية من عودة المرض هذه الفلسفة هي المطلوبة حاليا في كيفية التفكير في القضاء على الدواعش. لو اردنا تمثيل داعش بمرض وبائي فلا نستطيع وصفه الا مثلما نصف الجذام ذلك المرض المصاحب له تشويه الوجه والجسد عبر احداث الاعاقات بطريقة التهاب الاعصاب المجيطية الحسية مما يعرض الجسد الى بتر الاطراف تدريجيا. وتشويه الوجه مما يجعل المريض منبوذا على شكله الجمالي وهكذا اقرت الامم المتحدة متمثلة في منظمة الصحة العالمية وضع في خططها للالفية الثالثة القضاء على هذا المرض في عام 2030 من خلال التشجيع على ايجاد لقاح ناجع والمعاملة العلاجية للمصابين عبر اجراء العمليات التجملية وتعويض الاطراف واكتشاف ادوية فعالة. وهكذا نهض المجتمع الدولي متمثلا بالثلاثي الامريكي البريطاني الفرنسي متعهدا بالقضاء على داعش وفق خطة امدها سنة الى ثلاث سنوات وهي تحتلج الى استتراتيجية مشابه لفلسفتنا العلاجية وتشمل: 1- تنظيف الحواضن والقضاء عليها قضاء مبرما عبر القصف الجوي والصاروخي. 2-سحب البساط من سبب التمدد الطفيلي الداعش بمناجزة على الاحتراب الطائفي القومي العرقي وذلك من خلال السماح لقوات دولية تحت مظلة الامم المتحدة في تطويقه والانتشار في اماكن التماس الطائفية والعرقية و البدء في بناء قوات محلية ناضجة قادرة على انجاز مهماتها و القضاء هذا الطفيلي. 3- توحيد الخطاب الاعلامي وتعرية الجرائم الداعشية باستهزاء مثل الحملة الامريكيية الاعلامية ضد النازية ابان الحرب العالمية الثانية وزرع الخوف في نفوسهم من خلال الضربات الجوية الموفقة والمحسوبة استخباريا واقتصاديا. 4_ تجفيف المنابع الاقتصادية لداعش وخصوصا التعامل النفطي التركي الاردني الاسرائيلي الداعشي من خلال وضع رقابة دولية صارمة. 5- منع مافيات تهريب السلاح التركية الاردنية القطرية من تزويد داعش بالاسلحة وذلك من خلال وضع رقابة بحرية في البحر الابيض المتوسط ونقاط الكمركية التركية بوضع مراقبين دوليين. 5-دعوة الدول العربية والاجنبية لاصدار عفو عن مواطنيهم الملتحقين بداعش وذلك لتقليل التجنيد واعلان توبتهم وادخالهم في موسسات اصلاحية والاطلاع على اساليب التجنيد لان الكثير منهم انطلى عليه الفكر الجهادي الداعشي واصطدم بالواقع المزري لفكرهم الضحل وحالهم. 6- وضع رقابة على وسائل الاعلام والاتصالات صارمة في محاربة بث دعوى الجهاد والتلميع للفكر الداعشي ومعاقبتهم ضمن القوانين الدولية. 7- انشاء محكمة دولية مرتبطة بمحكمة لاهاي لمحاكمة الدواعش والقضاء على افكارهم واساليبهم. 8- اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية وتنموية حقيقية على ارض الواقع في العراق وسوريا خصوصا والمنطقة العربية عموما من اجل تحييد قوى كثيرة من الاستفادة من الفوضى الداعشية لتمرير اجنداتهم وفضحهم في حالة الاستمرار ومحاكمتهم حالهم حال الدواعش. 9- ان القضاء على الافعى ليس باطلاق النار وانما سحق راس الافعى وهذا يحتاج الى استتراتيجية امنية دولية الى مراجعة القوى الحقيقية المساندة والمحركة للدواعش والقضاء عليهم وفق المحاكمات الدولية. 10-ان التمدد الداعشي دولي عبر موسسات مالية واعلامية مرتبطة بالمافيا العالمية عبر تجارة المخدرات وتهريب السلاح وتبيض الاموال تديره موسسات تجارية وقانونية عنكبوتية مستفيدة من قوانين الحماية المصرفية لبعض الدول ومخطط له من قبل موسسات ماسونية تراقب رد الفعل الغربي ضد الاجرام الداعشي هذا الاختلاط في الاوراق ضيع الخيط والعصفور في القضاء النهائي على القاعدة من قبل والدواعش الان. 11- لكل عملية لها ثمن واهداف يجب على الحكومة السورية والعراقية التعامل بمرونة وقرارات واضحة في ادارة الازمة ومنح المغريات اللازمة للقوى المتصارعة من اجل تحقيق النتائج الافضل والقضاء على العدو الواضح للجميع وهو داعش. 12- يجب على المفكرين والمصلحين الاسلاميين الان مراجعة النصوص بعقلية الحداثة المتوفرة حاليا وفق المعطيات العلمية من اجل تغيير المناهج الدراسية والفكرية لمنع نشؤ طفيلي اخر في ظل بيئة مجهولة المعالم والوضوح في التعامل مع التطور الحداثوي للحياة من خلال بث روح حب الحياة وبناء الانسان. ان المعركة ضد داعش ليس معركة سلاح فقط وانما هي معركة عسكرية ترافقها اصلاح فكري واقتصادي وسياسي ونهوض على مستوى تفكير الامة الاسلامية اذا تريد لنفسها البقاء ومجارة باقي الامم والشعوب الفايخة المرتاحة التي تنعم بالتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية الشاملة. |