تنحي يارجولة، احكمي يا انوثة

لولا مغناطيسية الطبيعة وتأثير الهورمون لما انجذبت نحو امرأة بارادتي قط , لا انوي الاساءة الى هذا الكائن البشري الجميل فهو الام والاخت والزوجة والحبيبة , لكن اسجل الكثير من اعتراضي على تصرفاتهن وافعالهن وسلوكياتهن ومحدودية بصيرتهن في التعامل مع مفردات الحياة الاجتماعية , اضافة الى عقليتهن المتواضعة تجاه القضايا العظيمة من منطق و مبادئ وافكار , النسوة لايفقهن جيدا في العموميات ولايدركن الحيثيات , ذوات مدى استيعابي ضئيل في التشخيص , متسرعات في اصدار الاحكام , متقلبات المزاج , ضعيفات كالاغصان الغضة , يطالبن الرجال بالعدالة والمساواة , ويدعون المجتمع الى انصافهن , يا للسذاجة , الم يسمعن ان الحقوق ليست هبة تمنح ونما تنتزع من قبضة الرجال ومن فاه المجتمع , النساء لا لوم عليهن فالطبيعة تمنح الاشياء مقابل اثمان وليس بالمجان , فقد زرعت في قلوبهن حرارة العاطفة وبذور الحنان والرقة والسلام , هنَ ملهمات بحق , فالدنيا دونهن ماسخة بلا طعم او نكهة او لون .
قد تبدو السطور الاولى انتقادية/هجومية وعلى النقيض من العنوان لكن السطور القادمة ستعبر عن اسباب ذلك .
ان مرارة الحياة تحتاج الى التحلية وليس الى القوة , فقوة الرجال المزعومة - وعلى مر التاريخ - لم تنجب سوى الخراب والدمار الى البشرية , بصراحة ما قدمته عقول الرجال العلمية والمعرفية والفلسفية من انجازات خففت من وطأة الصراع بين الانسان والطبيعة وخفضت مناسيب الصعاب , لكن في الوقت ذاته هذا الانجاز لايقارن مع ما خلفه الرجال من ملوك واباطرة وقادة عسكريين , فهؤلاء كانوا كالطاعون على اثرهم تأكلت القيم الانسانية وسالت الدماء وتحطمت منجزات العلوم وابيدت على ايديهم اجيال واجيال , كل ذلك في سبيل اشباع نزوات شخصية منحرفة وتحقيق احلام فاسدة , العجاب نلاحظ اليوم كتب التاريخ تمجدهم بدلا ان تلعنهم .
ما اريد قوله الرجال عامة افسدوا في الارض اكثر مما عمروا , فصراع اليوم لايختلف كثيرا عن صراع الامس , لكن بطرق ومبررات احتيالية اكثر تطورا من ذي قبل . 
وبما انه لايمكن ان نطالب اليوم بان تحكمنا الحميرعلى الرغم من كياستها وطول بالها وذلك نظرا الى عدة عوامل خلقية وعقلية ولغوية , فان الاوان ان نعترف نحن الرجال بعدم صلاحنا في الحكم والادارة وخدمة الناس ونصرح بقدراتنا اللامحدودة في التدمير , وبعد الاعتراف والتصريح ينبغي علينا ان ننسحب من ساحة السياسة والحكم ونحن منخفضوا الرؤوس ثم نقدم المرأة التي لطالما ازدريناها واتهمناها بالضعف والهوان .
نعم فلنجرب حكم النسوة الضعيف فاعتقد انه لن يكون اسوء من مخلفات حكم الرجولة , فقوة الرجال ودرايتهم رمت الانسانية ولازالت ترميها في اوحال العذاب , فلتعتلي الانوثة سدة الحكم وادارة شؤون الحياة , فااصلاح امور البشر بات بالايادي الناعمة والقلوب الرقيقة والعواطف الملتهبة , اتخيل ان رسالة الحياة الى البشر تقول : الرجال في الحكم تعاسة , النساء في السياسة سعادة .. ولكل رئيسة عشرة مستشارين رجال لايحق لهم اعتلاء عرش الرياسة ابدا .