شيعةُ العراق.. ضحّية المتشيّع الفاسد والطائفيّ الحاقد

ما أيسر إستهدافهم ؟ وماأسهل إستغلالهم ؟ فهم بضاعة المتاجرين بإسم المذهب والدين ..ووقودٌ لخلافات السياسيين..موضع إستهداف الإرهابيين ..ضحايا دول الجوار الطامعين ...ليس لهم ناصرٌ خارج الحدود .. ولاناصح أو مدافعٍ عنهم يذود ..مزقتهم  شعارات الحزبيين .. وتاجر بأصواتهم المنافقون..ولكم أن تعددوا ماشأتم من مأسي ومعاناة ...نعم هم شيعة العراق ..المتهم البريء الذي يقبع خلف قضبان التأريخ الديني الفاسد المشوّه ! عشرات السنين يرزخون تحت طائلة الإتهامات الباطلة ..ويدفعون ثمن أي تغيير سياسي أو حراك شعبي فيه لمسة فكر شيعي .. سواء كان هذا الحراك في جنوب لبنان أو في البحرين أو على جبال صعدة اليمنية ...أو في شرق السعودية ...وحتى وعد بلفور الذي  أقر إقامة وطن لليهود على أرض فلسطين يدفع ثمنه شيعة العراق !!!  لأنه كلما تضرب إسرائيل غزّة يتدافع الإنتحاريون الفلسطينيون ويتسابقون على تفجير أنفسهم لقتل أطفال ونساء شيعة العراق! ففي جميع هذه الحالات المتناقضة والبعيدة عن العراق وغيرها الكثير.. يكون نصيب شيعة العراق منها كمٌ هائل من المفخخات العربية والأحزمة الشيشانية الناسفة والخنازيرالأفغانية الملغومة ! ولقد بدأ إستهداف شيعة العراق يتصاعد بعدما إنتصرت ثورة إيران الإسلامية عام 1979 عندها وقع الإختيار عليهم لدفع فاتورة ذلك الإنتصار..فأُعدت لهم التهم التي توصلهم الى المشانق والسجون المؤبدة! وهي تهم لاتتعدى الإستماع الى الآذان بصوت جواد ذبيحي.. أو الإستماع الى تعليق أبو كاظم من القسم العربي لإذاعة طهران اللي هجمت بيوت الشيعة . ...ثم توّجت بحرب الثمان سنوات التي صار وقودها شيعة العراق بإمتياز..ولا أتطرّق لخسائرها فهي معلومة للجميع...ثم  تلاها سقوط الكويت وإحتلالها من قبل صدام التكريتي أيضا دفع ضريبة هذا السقوط  شيعة العراق.. فتركت آثارها عليهم  بطريقةٍ لاتُنسى أبدا حيث المقابر الجماعية التي ملئت مدنهم...ثم إستمرّ القتل والتهجير والتهميش والإقصاء من الحياة الدنيا فضلا عن الحياة السياسية ...حتى سقوط النظام الصدامي عام 2003 بضربات أمريكية وقوى أجنبية أخرى ..وأيضا  كان دافع الثمن لهذا التغييرشيعة العراق ..ولعلّه أقسى ثمنٍ دفعوه.. ولازالوا يسددون فواتيره بشكل لم يعهد له التاريخ الإنساني مثيلا من قبل ... ولكن هذه المرّة تشارك الجميع في مأساة الشيعة بما فيهم الشيعة أنفسهم ....بدءا من إختيارهم السيء لمن يمثلهم وتسليمهم لمن لايستحق قيادتهم وإدارة أمورهم فكان الفساد وسوء الإدارة وضياع البلاد وإغراقهم بالدماء قدرا مقدورا...وثانيا تحالف القوى الخارجية والداخلية على إقصاءهم من الحياة السياسية مرّة أخرى وبطرق دموية بشعة ومحاولة إعادتهم الى الجلوس خلف القضبان الحديدية ..ثالثا موقف الدولة التي دفع ثمن ثورتها شيعة العراق وتعاطفوا معها حد التبعية البغيضة ..أيضا لها مضّارها المباشرة وغير المباشرة على الشيعة في العراق ...من خلال التدخل الواضح في شأنهم والضغط الكبير الذي تمارسه على السياسيين الشيعة في الحكم وزجهم في ما لايعنيهم ..كدعم النظام السوري الذي كان يدرّب الإرهابيين ويرسلهم الى العراق بعنوان مقاتلة الأمريكيين .وكان هدفهم معروفا هو قتل الشيعة الرافضة ... حتى سالت أودية من الدماء الشيعية على أيديهم.! ولازالت هذه الدولة الشيعية تمارس ضغطها الكبير على القرار السياسي الحكومي العراقي بإسم المذهب والدفاع عن المقدسات ! وايضا نصيب الشيعة العراقيين من هذا الضغط مالايسرّ البعيد والقريب... وماخفي أعظم .. وسيبقى الشيعة يدفعون الثمن غاليا مالم يتدارك قادتهم الموقف ويحرروا قرارهم السياسي من قبضة دول الجوار ويتصرّفوا بحكمة العراقي المستقل ...أكتفي بهذا القدر من الإشارات البسيطة ولا اود الدخول في التفاصيل أكثر..لاخوفا ولاوجلا ولكني اترك  المجال للبعض أن يفكر بمواقف المتشيعين ودعاة الدفاع عن المذهب على حساب دماء شيعة العراق..وشيعة العراق فقط..