هل سيحفظ اوباما ماء وجهه ؟ |
لم يكن خفيا على العالم بأسره الجرائم التي ارتكبتها داعش على مدى اعوام في سوريا و ما احدثه هذا التنظيم من تغييرات جغرافية بعد خروج العديد من المناطق عن سيطرة النظام السوري و الجيش السوري الحر على حداً سواء ليصبح ركنا ثالثا من اركان الازمة التي لم تتضح معالم نهايتها بعد و كذلك الانهيار المفاجئ لقوات الجيش العراقي و انسحابه المفاجئ الذي كلف العراق مساحات شاسعة من اراضيه و الاف القتلى من المدنيين و افراد القوات المسلحة اضف الى ذلك احتجاز و نحر عدد من الامرييكيين المتواجدين هناك الامر الذي ادى الى صدمة دولية و تحديداً الدول التي لها مصالح كبرى في المنطقة الى درجة اعلان حالة الانذار القصوى الامر الذي جعل داعش الهدف الذي يسعى وراءه الجميع اما لابعاد الانظار و تحسين صورته (النظام السوري) او لاحراز نصراً متاخراً (الولايات المتحدة الامريكية).
و لو افترضنا ان داعش ليست على علاقة مع النظام السوري لكن في الوقت نفسه لا احد يستطيع ان ينكر المكاسب التي حصل عليها نظام الاسد مما قامت به داعش خصوصا بعد تحول المعارك تدريجيا من النظام السوري و الثوار الى الثوار و داعش لتعطي مجالا للنظام السوري لاعادة ترتيب اوراقه و نشر قواته و استيراد السلاح و ايضا محاولة تحسين صورته امام الرأي العام و قد بدى ذلك واضحا في تصريحات سابقة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم و الذي اعلن فيه ان النظام السوري صار ضحية للارهاب و مستعد للتعاون مع الدول الكبرى لمحاربة الارهاب و الذي يمثله الثوار و داعش (حسب وجهة نظر النظام السوري) و هو ما جعل النظام السوري في حالة من السخرية فهو في الامس اتهم دول العالم بتدبير مؤامرة لتدمير سوريا و اليوم يطلب التعاون معها لمحاربة الارهاب و في النهاية رفض الطلب مع اعلان النظام السوري حليفا لداعش و في الوقت نفسه تم الاعلان عن التحالف الدولي لمحاربة داعش الذي يضم الدول الكبرى الى جانب الحضور الرمزي للدول العربية الذي سيعطي الشرعية لهذا التحرك العسكري و على الرغم من ان الهدف الاساسي لهذا التحرك الدولي هو القضاء على مسلحي داعش المتواجدين في العراق و لكن في الوقت نفسه يشمل سوريا لانها المنطقة التي تكون فيه التنظيم و هو امراً اكده الرئيس الفرنسي في العديد من المناسبات. ان الولايات المتحدة الاميريكية و تحت ادارة اوباما الفاشلة (حسب رأي كيسينجر) خسرت الكثير و على الصعيدين السياسي و العسكري فعلى المستوى السياسي فشلت في انهاء النفوذ السياسي و الدبلوماسي لروسيا التي استطاعت و بكل سهولة تعطيل قرارات مجلس الامن التي حاولت من خلالها القوى الكبرى انهاء وجود نظام الاسد اما على المستوى العسكري فقد اعلن اوباما مراراً ان لا استراتيجية معينة تملكها ادارته لمواجهة داعش و لكنه (اوباما) في الوقت نفسه يحاول من خلال التحالف الدولي الذي يضم الدول التي ايدته في الماضي لتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري في خطوة يمكن وصفها بالبطيئة و الضعيفة لكنها ربما ستحفظ ماء الوجه لادارة اوباما خصوصا بعدما تعرضت ادارته الى النقد و الهجوم من قبل سياسيين بارزين في الولايات المتحدة الامريكية نفسها فأذا ما فشل هذا التحالف في وضع استراتيجية و خطة عمل حقيقية لانهاء وجود الجماعات المسلحة و ابرزها داعش فلن تكون الولايات المتحدة الامريكية هي المسؤولة عن هذا الفشل و على الرغم من ذلك نجد ان هذا التحالف ربما يكون فخاً لاسقاط من يدافع عن داعش و نظام الاسد بأعتبارهما وجهان لعملة واحدة هي الارهاب و بالتالي فأن الدول التي ستقف بوجه هذا التحالف ستكون في موقف داعم للارهاب في المنطقة و العكس صحيح كل ذلك ما لم يكن هذا التحالف حقيقياً و له اهدافاً استراتيجية يسعى الى تحقيقها تمهيداً لاعادة الاستقرار للمنطقة اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار التواجد اللافت للقوات الامريكيه في العراق و تدخل الادارة الامريكية المباشر في التغيير السياسي الذي حدث في العراق. |