الفقر في العراق

تقاس نسبة الفقر في أي بلد إعتمادا على، معدل مستوى دخل الفرد؛ وكذلك توفر السكن الملائم للمواطن، واليوم في العراق هناك أزمة سكن خانقة وتتفاقم سنويا، دفعت أغلب العوائل الفقيرة التي لا تمتلك سكن الى العيش في العشوائيات. وبحسب الإحصائيات الصادرة عن وزارة التخطيط، فإن نسبة السكان الذين يعيشون في المساكن العشوائية، وهو ما يؤشر زيادة نسبة الفقر في البلاد.
العراق، ثاني أكبر بلد مصدر للنفط في أوبك، يبلغ معدل تصديره اليومي 2,8مليون برميل يوميا، تجاوزت إيراداته السنوية 100 مليار دولار، ولديه من الثروات المكنونة؛ ما لن تجده في أي بلد أخر.
في العراق نهرين عظيمين، دجلة والفرات يقطعان طول البلاد، وأراض خصبة صالحة للزراعة (يبلغ مجموع الأراضي الصالحة للزراعة أكثر من 20 مليون دونم)، ولدينا الغاز الذي لا نعرف كيف نستثمره، على الأقل منذ سقوط نظام صدام، ولدينا أحسن أنواع الكبريت والفوسفات، في العراق مراقد دينية لجميع الأديان، ولجميع المذاهب، وهي منتشرة في أرجاء العراق، وفيه الآثار القديمة التي تحكي قصة أول حضارات العالم.
كل ما تقدم لو أحسن المعنيون في أمور الاقتصاد والمالية، لدر على البلد مئات المليارات من الدولارات، ولم نعد نرى في البلد فقيرا واحدا، لكن لا ندري بأي شيء مشغولين عن كل ذلك؟ أم أن ما يجري ليس من إختصاصهم؟
في أحدث إحصائية لبعثة الأمم المتحدة في العراق، حول نسبة الفقر في العراق؛ تقول فيه: أن الفقر في العراق تجاوز ستة ملايين مواطن، أي أنها تتجاوز 18% من مجموع سكان العراق، وأن 7% من العراقيين يعيشون في العشوائيات (وهي عبارة عن مناطق مبعثرة هنا وهناك، لا تتوفر فيها أبسط الظروف الصحية) يتم بناء هذه العشوائيات في أحسن الأحوال من مادة البلوك، وتسقف من الصفيح وجريد النخل)، حيث يبلغ عدد سكان هذه العشوائيات 2مليون و450 ألف نسمة.
في أغلب تقاريرها التي تصدرها، تعتمد المؤسسات العالمية الرصينة على مستوى التعليم والصحة ودخل الأسرة؛ لتحديد نسبة المواطنين الذين يقبعون تحت خط الفقر، بمراجعة بسيطة على تلك المؤشرات التي تعتمدها تلك المؤسسات؛ نرى بأن التعليم في العراق إنحدر مستواه على جميع الأصعدة؛ وهو يشمل الكادر التدريسي في المراحل الأولى من الدراسة صعودا الى الكليات والمعاهد، وكذلك رتابة المناهج الدراسية، وعدم تطورها مع مرور الزمن، وقِدَم بنايات المدارس وتهالكها؛ حتى أن كثير من المدارس في المحافظات لا تزال مبنية بالطين.
قطاع الصحة هو الأخر يعاني من تشوهات في عمله، فقلة الكادر الطبي ومساعديه، وكذلك قلة المستشفيات والمراكز الصحية، بالنسبة لعدد سكان كل منطقة، أدى الى نشوء المستشفيات الخاصة؛ والتي لا يستطيع الفقير أن يذهب إليها، وبالتالي سيظل جالسا في بيته؛ ينتظر الموت ليريح ويرتاح، بالإضافة الى ذلك التشوهات التي ظهرت نتيجة الأعمال الحربية، والتي نتج عنها أمراض سوء التغذية للأطفال والتقزم، وهذه تؤثر على القدرات الذهنية للطفل؛ وبالتالي سيضعف نمو الدماغ لديه.