الشعب ما بين الفقهاء والأمراء.. والزوج ما بين العمة والـچـنة.. معاناة متشابهة

إن البعض ربما استغرب من عنوان المقال إلا أن الاستغراب سينجلي بعد القراءة لأني أجد ترابطا وثيقا ما بين فقراته من جهة معينة وفي ظرف محدد ... فلنستفيد من هذا الترابط لمعرفة حقيقة الفقهاء والأمراء المتسيدون على هرمي هاتين المؤسستين الخطيرتين التي بصلاحهما يتحقق صلاح الأمة وبفسادهما تفسد الأمة والفساد يكون على كافة الأصعدة سواء على الصعيد الديني والأخلاقي والسياسي والاقتصادي والأخلاقي والعلمي ... الخ !


قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أُمتي وإذا فسدا فسدت أمتي قيل: يا رسول الله ومن هما ؟ قال: الفقهاء والأمراء. الخصال ج1 ص36

 


حينما يكون الفقهاء والأمراء غير واعين وفاسدين وليس لديهم هم إلا تلبية شهوات أنفسهم وإن كانت على حساب شعب يقدر تعداده بعشرات أو مئات الملايين وإن كان على حساب الشيوخ والشباب والأطفال والرجال والنساء وحتى على جميع المخلوقات التي في هذا البلد الذي يتسيد عليه هؤلاء الفقهاء والأمراء فعندما يكون هذان الصنفان بهذا الشكل من عدم الوعي والفساد سيكون حال الشعب والرعية والأمة في حال مزري وكلما ازداد هذان الصنفان سوء ازداد حال الأمة سوء والعلاقة والنسبة فيما بينهما طردية !

 


وكذلك يكون الزوج بين العمة والچـنة إذا ما كان همهن الوحيد وشغلهن الشاغل كيف الواحدة تنتقص وتغلب الأخرى أي بمعنى إشباع مشتهياتهن النفسية بأن كل منهما تريد أن تغلب الأخرى وتذلها وتكون هي الأفضل وهي الأوحد وهي الحاكمة وهي المتسيدة وإن كان ذلك على حساب سعادة الإبن والزوج فهن لا ينظرن إلى سعادته وأن سعادته تكون متحققة في صفائهن وحسن التعامل فيما بينهن أو أن يكون تعاملهن منطقه الحكمة وموافق لما يراه العقلاء حسنا ويصب في مصلحة الأسرة التي هي نواة المجتمع وفي كثير من الحالات يعرفن ما يحقق سعادة الإبن والزوج لكنهن لا يقبلن بهذه النتيجة فكل منهما تريد إزاحة الأخرى والتفرد به بسبب انصياعهن لأنفسهم وتحقيق ما تملي عليهن وتكون نهاية طاعة هوى النفس في الغالب تفكك الأسرة وضياعها ....

 


فالشعب إذا كان بين الجاهلين والفاسدين من العلماء والأمراء الذين همهم الوحيد إتباع ما يمليه عليهما هوى النفس حاله سيكون سيئا ويشبه بدرجة من الدرجات حال الزوج إذا كان بين عمة وچـنة جاهلتين وغير واعيتين وهمهن أيضا تلبية نداء هوى أنفسهن ...!


كلاهما لا يرى طعم الراحة ..!