المنظر القبيح الذي ظهر به السيد حسين الشهرستاني على الشاشات وهو يوزع نسخ من القران الكريم على السجناء الذين اطلق سراحهم تلبية لمطالب متمردي وعصابات الانبار اساء الى مرجعية السيد السيستاني التي يمثلها الشهرستاني واساء الى حكومة السيد نوري المالكي حيث هو نائبه واساء الى الديمقراطية بكل معانيها واخيرا اساء الى شخصه هو نفسه كونه من المفترض انه يعرف اين يضع نفسه ويختار المواقف بشكل لا تجعله اضحوكة او سببا في الاساءة الى المذهب الشيعي الذي يحسب الشهرستاني عليه ورحم الله من عرف قدر نفسه . لست معنيا بشخصية الشهرستاني و الفشل الذي واججه في كل المناصب التي تولاها منذ سقوط صنم الغربية ولو بقي كما كان بعد خروجه من سجن الطاغية مهتما بتوفير الدواء و الاموال لعوائل المسجونين و المعتقلين و المفقودين لكان قد حافظ على صورته التي كانت في اذهان من يعرفونه من انه العالم النووي التقي النقي الوطني الذي رفض ان يسخر علمه ومعرفته لتحقيق طموحات صدام حسين فسجن ظلما وعدوانا حتى تحرر بعد الانتفاضة الشعبانية ومارس ذلك العمل الشريف في مساعدة عوائل المعتقلين و الشهداء و المرضى حتى دخل معركة المناصب مع اخوته وتولى مناصب لم يكن اهلا لها على الاطلاق وبالتالي لم يشذ عن القاعدة التي نراها في ان كل المتصدين هم جهال في مواقعهم وبالتالي هو جزء من كل وان كان المفترض بالعالم ان يعرف ان يضع قدمه. عودة لظهوره وهو يوزع نسخ القران الكريم على السجناء المطلق سراحهم تلبية لمطالب البعث ومؤيديه في الانبار ، اولا ان هذا الكتاب الذي وزعه يسمى ( القران الكريم ) ويحمل بين دفتيه تعاليم البارئ عز وجل وبكل تاكيد وانا على يقين بان السيد الشهرستاني قد قرأه عشرات المرات ان لم يكن يحفظ نصفه على اقل التقادير وبالتالي فان الشهرستاني يعرف جيدا كيف يحرم القران ظلم العباد وكيف يرفض ان نز وازرة وزر اخرى كما يعلم بانه جده رفض ان يسلب جلب شعير من نملة ولو اعطي ما في العالم فياترى لماذا يوزع كتاب الله على هؤلاء وهم واحد من اثنان فهؤلاء السجناء الذين اطلق سراحهم اما ابرياء حقا فكيف اذن يسمح ابن بنت رسول الله السيد حسين الشهرستاني لان يخدم في حكومة تسجن الابرياء وتعتقل الناس على الشبهة ؟ فهل هذا الكتاب الذي يوزعه عليهم يسمح بان يعتقل الشخص ويسجن وبعد فترة يقولون له اسفين تفضل ولكن قبل ان تخرج لك هدية وهي كتاب الله اخذه واقراه ، واذا كان هؤلاء قد قضوا مدة سجنهم او ان القضاء برئهم فباي حق لا زالوا في السجن ولم يطلق سراحهم ؟ وهل ان اطلاق سراح المذنب بعد انقضاء محكوميته او البرئ الذي لم تثبت عليه التهمة يحتاج الى عرس واحتفال وفضائيات ليتكرم عليهم نائب رئيس الوزراء بمصافحتهم وتوزيع القران الكريم عليهم ؟ و ياترى من هو الاولى بقراءة القران والتعلم منه والاقتداء باياته ؟ هذا السجين البريء ام الذي سجنه او الذي يمثل الذي سجنه ؟ واما ان يكون هؤلاء المطلق سراحهم هم مجرمون ومذنبون حقا فباي حق يطلق سراحهم ؟ ومن ياخذ حق المظلوم الذي ارتكب هؤلاء بحقه الجرائم ؟ هل يسمح هذا القران الذي يوزعه ممثل المرجعية و الحكومة حسين الشهرستاني بان يعفى عن المجرم ويطلق سراحه لان مجموعة من المجرمين و القتلة و الارهابيين و الطائفيين هددوا بالزحف على بغداد فخاف الشهرستاني ومن يمثل فقرروا اطلاق سراحهم تلبية لتلك المطاليب الظالمة ؟ وماذا عن حق الضحايا واولياء الدم ؟ هل حصل منهم الشهرستاني على توكيل بالتنازل وهل حصل نوري المالكي على توكيل لكي يقرروا اطلاق سراح هؤلاء وبالتالي صار لزاما توزيع القران عليهم ليهتدوا ؟ لا يمكن لعاقل ان يصدق بان القضاء قد نظر في قضايا هؤلاء واصدر احكامه واذا كان بالفعل وهو محال فما الحاجة لهذه المسرحية الهزيلة الممجوجة فمن قضى محكوميته يخرج من السجن ومن كان بريئا فعليهم تعويضه ماديا وبكل تاكيد ان البرئ لديه قران في البيت وبالتالي ليس بحاجة الى قران الحاكم فاي الامرين صحيح؟ كان الاولى بالسيد حسين الشهرستاني بان يحمل هذه النسخ ويعود بها الى حكومته ليوزعها عليهم فردا فردا بدءا من رئيس الوزراء واعضاء وزارته ومرورا برئيس القضاء المشمول بالاجتثاث وانتهاءا بارهابيي الانبارومتمرديه لعلهم يقرؤونه ويعلموا بان الظلم حرام و المجرم عليه عقاب وان الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب فيعودوا ويصبحوا مواطنين صالحين يحبون وطنهم ووطنهم ويخدموا شعبهم بحق حتى لا يقولوا يوما ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و كبيرة الا احصاها؟ ترى من احق واولى بالقران الشهرستاني ام السجناء ؟
|