إلى المظلوم الأول في العالم(10).. يعيش السلطان..الموت للسلطان!

الخواص هم الثابتون على ما يختارون، من نهج فكري عن دراية، وفهم عميق وتحليل، أنهم يفهمون ويقدرون ويقررون ما يعملون، يقفون المواقف مع الحق .

يقف إمامهم في الجانب الأخر، المقابل لهم هم العوام، الذين يُسار بهم، ليس لهم قدرة على تحليل المواقف التي يريدون .

إن شاهدوا الناس يهتفون،(يعيش السلطان)، هتفوا وان شاهدوا الناس هتفوا،(الموت للسلطان)، هتفوا معهم حيثما تكون الأمور، في وضع معين يهرعون نحوها .

دخل مسلم بن عقيل"عليه السلام" الكوفة، فقال الناس، قدم ابن عم الإمام الحسين(عليه السلام)، جاء سفيراً من ابن بنت خاتم الرسل، عازماً على الثورة ضد الأمويين، والنهوض بالكوفة . فلتف حوله أهل الكوفة وبايعه منهم؛ ثمانية عشرة إلفا، فدخل رؤساء القبائل إلى الكوفة ليقولوا للناس، لماذا اتخذتم هذا الموقف؟ لماذا بايعتم مسلم؟ فيجبنوهم . فنسحب زعماء القبائل كل إلى داره، وبعدهم أنفض الناس، عن مسلم ليُترك وحده، في مسجد الكوفة، بلا ناصراً ولا معين .

يلجئ مسلم إلى دار طوعه، امرأة من أهل الكوفة، يحُاصر جنود ابن زياد، الدار للقبض على مسلم، ينبري أولئك الناس، لمحاربة مسلم؛ هم العوام أنفسهم .

كان موقف طوعه، تلك المرأة العظيمة، أفضل من مواقف الرجال .

لم تنطلق مواقفهم من تفكير، لا ينهجون في تفكيرهم التحليل، وتشخيص الموقف الصائب الصحيح، بل ينطلقوا من مواقف، تُحرك وفقاً لما يتحرك، فيه الجو العام،(ليهتفوا للسلطان) .

في كل مكان وزمان، هناك خواص وعوام .

الخواص نوعان، خواص أهل المواقف الصحيحة، والدراية والفكر، والمعرفة العميقة، يعملون لصالح الحق، لأنهم يعرفوا الحق، إن الجانب الذي هم فيه هو جانب الحق . يملكون القدرة على التشخيص، والتحليل فهم فريق الخواص، أهل الحق .

إما خواص أهل الباطل، يقفون الى الجانب الأخر، المقابل بالضد من الحق، يمكرون ويغدرون، ويفجرون يتبعون السلطان، حيث ما دارت بهم المنافع، والأهواء والمأرب .

أن الخواص من أصحاب، أمير المؤمنين والإمام الحسين، (عليهما السلام)، هم خواص .

الفريق الآخر أصحاب، معاوية وابنه يزيد، عليهم العنة هم أصحاب الباطل، كان لهم من الخواص كثير .

التحرك بمنهجية نحو أهداف، المشروع الإلهي العادل؛ يحتاج الخواص من الناس، بمواقفهم الثابتة الواضحة غير، المتقلبة ولا المتلكئة . مشروع الدولة العادلة، يحتاج رجال من طراز خاص، لا تأخذهم الأهواء، وتقلبات الجو العام .

هل نكون مع الجو العام؟ الذي يُجيب الأمام القائم، بعد الظهور الشريف(إرجع يابن فاطمة)، هم العوام لن يتحملوا عدل الأمام، وقيام دولة فيرجعوا قهقرا .

يبنون مواقفهم على رؤية غير واضحة، لا تخضع للتحليل والتبصر .

علينا أن نكون من خواص، دولة العدل الإلهي، بالمواقف الصحيحة، والرؤية التي تخضع للتحليل والتبصر، وإدراك أهداف دولة العدل . لكي لا نفر كما فر الناس، من نصرة مسلم، أم سننصر الإمام مثل أصحاب الإمام الحسين علية السلام حيث نصروه يوم الطف .

الرجال تعرف بالحق، لا يعرف الحق بالرجال، كل ما كان الرجال على معرفة عالية؛ بأهداف دولة العدل، الذي يحققه الإمام القائم . كان موقفهم موقف الخواص، لا موقف العوام، الذين يكونوا بعدين كل البعد، من فهم أهداف دولة العدل .