الخليفة والديناصور |
منذ أشهر عدة منحت قلمي أجازة طويلة المدى لا لشيء ألا لأن الوضع العراقي مثير للأشمئزاز ومدعاة للتقيؤ ، لم ينفع معه أقلام وأصوات الشرفاء الذين بدأوا يبحثون في الملفات والوثائق عن مقدار الفساد المستشري في كل قطاعات الدولة العراقية وكأنه السرطان الذي نخر كل مفاصل الحياة تديره مافيات منظمة من داخل المؤسسات الحكومية نفسها ، ومحميا من الكتل والاحزاب السياسية كافة والتي أقسم بأنها جاءت الى العراق لتدميره وفق مخطط مرسوم لها في البيت الأبيض والبنتاغون الأمريكي .
وأخطر أنواع الفساد كان في المؤسسة الأمنية العراقية لتعلق الأمر بأرواح الأبرياء والمدنيين العزل أضافة الى تأثيرها السلبي على معنويات الأجهزة الأمنية في الجيش والشرطة . فكانت صفقات اجهزة كشف المتفجرات الفاشلة ، والأسلحة القديمة والأعتدة الفاسدة والمعدات المنتهية الصلاحية في بلدان المنشأ ، والطائرات التي نفدت صلاحيتها للطيران والتي تؤدي حتما الى حدوث خلل فني أو تعرضها للسقوط أثناء الطيران مما يجعلنا نخسر نسرا من نسور الجو .
ولم يكن هذا خافيا على أحد ، بل كان البعض يستقرأ ما ستؤول اليه أمور هذا الجيش ولم يتفاجىء بسقوط الموصل وتكريت بيد الثلة المنحرفة عن الأسلام .
أن الأعتماد على قيادات أثبتت فشلها الذريع في حفظ الأمن في البلاد من ناحية ، وأنغماسها في الفساد والسرقة من ناحية أخرى ، لهو الأستهتار الفعلي في مقدرات الجيش والشعب ولا بد للحكومة الجديدة وقائدها العام الجديد أن يحيل كل تلك القيادات الى المحاكم العسكرية الخاصة والتحقيق معهم وحجز كافة أموالهم المنقولة وغير المنقولة التي جمعوها من السحت الحرام بأشكاله وطرقه المختلفة ، والأنتصار لأرواح الشهداء العسكريين والمدنيين الذين سقطوا بسبب خيانتهم للشرف العسكري بدلا من أحالتهم على التقاعد وتمتعهم بكل الأمتيازات الخاصة بالمتقاعدين ، وعلى رأس هؤلاء القائد العام السابق للقوات المسلحة ، وهي خطوة لو أقدم عليها السيد القائد العام الجديد فأنها اللبنة الأولى لتشكيل جيش عراقي قوي شريف ونظيف مؤهل للدفاع ليس عن العراق فحسب بل الأمة العربية أجمعها .
ثمان سنوات عجاف حكمنا فيها السيد المالكي ، سلمناه خمسة عشر محافظة عام 2006 أعاد الينا أثنا عشر محافظة عام 2014 ، ثمان سنوات أعادنا من عصر الفضاء المفتوح والتكنولوجيا الى زمن ( الخليفة ) ، ماذا لو حكمنا أربع أخر ؟
هل سنشاهد الديناصور مثلا يتجول في شارع الكرادة داخل ؟
الله وحده أعلم والموقعون على ميثاق تدمير العراق وأهانته وأذلاله وطمس وجوده وحضارته .
أودعناكم أغاتي ...
|