الخرافة الضرورة لمشروع الحرس الوطني.. أبناء المحافظة يحافظون عليها

أغرب الغرائب

 

أغرب ما في مشروع قانون "الحرس الوطني" ، وفيه غرائب كثيرة، أن من يتبناه ويروج له، هو ذات الشخص الذي ينزع عنه هذا القانون صلاحياته التي يحتاج إليها لتنفيذ واجباته وتأدية دوره بشكل صحيح في فترة حكمه، وهو رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة الجديد، حيدر العبادي! وهذا بالذات دليل كاف على أولاً، أن العبادي لا يتصرف بحريته، وأنه مكلف بمهمات لا يتجاوزها، وثانياً أنه لا ينوي أن يقوم بواجبه بشكل صحيح كرئيس حكومة للعراق، ولا يهتم به! ولقد رأينا على سبيل المثال، نوري المالكي الذي لديه عليه ألف اعتراض، وهو يدافع بشراسة عن صلاحياته بوجه القوانين المقترحة (دائماً من قبل كردستان ومجموعة العملاء من قادة السنة، نيابة عن الولايات المتحدة)، بينما نرى العبادي يهرول سباقاً للترويج لما يسلبه "حقه" الدستوري في الحكم، إن كان يرى له حقاً دستورياً فعلاً. ولكون المشروع وفق ما جاء في القانون المقترح، فضيحة يصعب على أي عاقل مجرد التفكير بها، فقد لجأ الفريق الأمريكي الإسرائيلي الذي صممه لتقسيم العراق، إلى تصميم ملحق من مجموعة من الحيل الإعلامية والإلتفافات والإبتزازات التي تذكرنا تماماً بعملية فرض توقيع المعاهدة الأمريكية العراقية سيئة الصيت والتي مددت بقاء القوات الأمريكية وولدت هذه الولادات النغلة. لقد شرحنا موقفنا من المشروع وبينا أخطاره في المقالة الأولى "  HYPERLINK "http://saieb.blogspot.nl/2014/10/1.html" مشروع الحرس الوطني –1- نحو عراق دويلات المدن" (1) وتركنا الأساليب الملتوية لتتمريره لما بعدها، ولكثرتها نخصص هذا الجزء الثاني من مقالة "مشروع الحرس الوطني" للحيل الإعلامية ونترك الجزء الثالث والأخير لطرق ابتزاز المعترضين على القرار. 

 

بداية الخدعة

 

لقد بدأ المشروع في حقيقة الأمر قبل سنين عديدة، حين جعلوا الجيش العراقي يعتدي على الأهالي في المحافظات السنية وبشكل خاص في الموصل والأنبار، حتى ضاق الناس به وكانت أشد المحافظات تمسكاً بالعراق، والقمت الكلاب التي نادت بالإقليم والإنفصال من أمثال أثيل النجيفي وعلي حاتم الحجارة. وقد كتبنا وحذرنا وطلبنا وطالبنا بالتحقيق بما يقوم به الجيش، وقلنا أنه جزء من المخطط لتقسيم العراق، لكن "مختار عصر الإنبطاح" كان مستعداً لتركهم يحرقون العراق ولا يزعج ضابطاً ، بل جندياً واحداً منهم، من أجل ولايته الثالثة.

 

واستمر الطبخ والنفخ في النار والمالكي يغمض عينيه ويلتفت بعيداً متظاهراً بأنه لا يعرف ما يجري، وكان في الحقيقة يهيء الميدان لظروف إزاحته هو. وما أن شعروا أن الشعب قد "استوى"، وصارت هذه المدن تطلب بنفسها ما "يمزقها" عن الوطن جاء دور تقديم الجيش البديل (الحرس الوطني) المعد خصيصاً لهذا الغرض في هذا الفصل من المسرحية. وبفضل هذا الطبخ الذي استمر سنيناً على المدن السنية بالذات، يجد هذا المشروع وكل المشاريع الإنفصالية، روحاً أخرى لا تتبنى الإعتراض الشعبي الشديد الذي واجهته قبل الطبخ. ولم يكن ينقص النجاح للمشروع إلا أن يزاح أولاً ذلك المنبطح لكل شيء إلا تجريد صلاحياته، ويؤتى بمن هو مستعد لينبطح لكل شيء بلا استثناء من أجل المنصب، فكان العبادي!

 

رغم كل شيء: معارضة قوية!

 

ورغم ذلك، وجد المحتل المستمر وثعالبه، معارضة قوية للمشروع  HYPERLINK "http://www.iraqicp.com/index.php/sections/news/20313-2014 -10-04-07-09-55" ونصه المفضوح في طموحه المباشر لتمزيق العراق وإعادة البعث (وبشكل خاص أشد حثالاته انحطاطاً) بكل صراحة،(2) كما بينا ذلك في الحلقة السابقة. 

وكان لا بد والحال هذه من استخدام الخداع الإعلامي من جهة، والإبتزاز وردع المعترضين من الجهة الأخرى. وتتكلم هذه المقالة عن الخداع الإعلامي، بينما تركز المقالة القادمة على أساليب الضغط والإبتزاز على المعترضين. 

 

تصميم خرافة لكل هدف مشبوه

 

لإقناع الناس بأي انفصال حتى لو كان ضاراً بهم، عليك أن تخيفهم من ناحية، وأن توجههم إلى من "سيحميهم" من الناحية الثانية، وطبعاً بما يحقق ما تريد من انقسام. وقد لجأت الدكتاتوريات مثلاً إلى التوكيد على أن أبناء البلد أو القومية هم من يحميه، وهو حق كان يراد به باطل. 

وعندما أراد الإسرائيليون فصل الشعوب العربية عن بعضها البعض، نزلت شعارات "مصر أولاً" و "العراق أولاً" ألخ، وكلها تقول في الحقيقة: "إسرائيل أولاً"! وحين أرادوا عزل مشاعر الكرد عن بقية العراق جرى التأكيد على القومية، وأنها من تحمي ثرواتهم من الآخرين، فاقتنع الناس بسرعة وكرهوا الشهرستاني، رغم أن الرجل كان يعترض على لصهم القومي أشتي هورامي الذي كان يهدي ثروات بلادهم للشركات، ولحد الآن وبدلاً من الإمتنان للشهرستاني فأن حتى أكثر الكرد وعياً يرى فيه عدواً! 

 

وعندما أراد هؤلاء تقسيم العراق طائفياً أشاعوا الخوف من الطائفة الأخرى واكدو لكل مواطن أن من يحميه هو "أبناء طائفته"، وأن وجود "نسبة" من هؤلاء في المؤسسة كفيل بحماية حقوقه، وهكذا قسمت المؤسسات والدولة في محاصصة طائفية شديدة القبح. والحقيقة أن الخندق الأمريكي الإسرائيلي لم يكتف بالإعلام، بل حرك عملائه وإرهابييه في الجانبين ليصبح الشق حقيقياً قدر الإمكان، ويتثبت بالأعمال وليس بالأقوال فقط.

ولأنهم يريدون اليوم تقسيم العراق إلى محافظاته، في اشرس مشروع تقسيم مر في تاريخ البلاد، فقد طبل الإعلام العراقي الذي استولت عليه أميركا وإسرائيل بالكامل،  بأن أبناء المحافظة، وأبناء المحافظة وحدهم هم من سيحافظ عليها، وغيرهم لن يفعل ذلك. ولذلك فعليكم أيها السنة والشيعة أن تقبلوا بالتقسيم إلى جيوش محافظات، وأن يقسم كل "جويش" بين سنة وشيعة لأن هذا التقسيم هو الذي سيحميكم لأن "أبناء محافظاتكم" وطائفتكم يحبونكم ويحمونكم، بينما "أبناء المحافظات الأخرى" والطائفة الأخرى، يريدون قتلكم! ولم يكن صعباً تثبيت هذه الخرافة ببضعة جرائم وحشية وإعلام علمي دقيق ولا أخلاقي. 

 

هذا رغم أن كل تاريخ العراق يشهد أن كون الشخص "إبن المحافظة" أو لا، لا يعني شيئاً، وكثرما كان أبناء المحافظات أقسى عليها من الآخرين، والخيرون خيرون أينما كانوا والسفلة سفلة أينما وضعوا وهؤلاء لا يعرفون حتى أبيهم وأمهم، دع عنك إبن محافظته أو طائفته. الخيرون والفاسدون متوفرون والحمد لله في كل الأطراف. فقد كان الأمن الصدامي خليطاً تاماً من سفلة السنة والشيعة ومن جميع المحافظات على السواء وأن بعض أقسى السفلة على الضحايا من كان من ذات المذهب أوالقومية، مثل ناظم كزار أو "الجحش" مسعود البرزاني الذي بقي يتآمر مع صدام على الكرد حتى بعد ضرب الأخير لحلبجة بالكيمياوي!

 

لكن الناس نسيت كل ذلك أو تم فرض هذا النسيان عليها، وصارت تؤمن بما تقوله المؤامرة، وتطبل لـ "أبناء المحافظة" بقيادة أمثال القميء أثيل النجيفي الذي لا يحميه من الطرد سوى دعم مسعود له. ... وهكذا ترقص الناس على إيقاعات الطبول الإسرائيلية دون أن تعلم. وهكذا كان، وحتى أكثر الناس وعياً ووطنية تقوقع يائساً ومؤمناً بأن لا شيء يمكن عمله ابداً.

 

لاحل.. إلا هذا!

 

بقي في ذاكرتي كاريكاتير يعبر عن حالة إجبار المسيحيين على الهجرة، حيث تقفل في وجوههم كل الأبواب ويترك باب الهجرة وحده لهم مفتوحاً. وهكذا تساس الشعوب نحو كما تساس القطعان نحو مسلخهما. 

كتب لي أحد الأصدقاء معلقاً على المقالة السابقة: للأسف هذا هو الحل في الوقت الحاضر. اعطيني حل قابل للتنفيذ في الوقت الحاضر ...(لقد).. وصلت الطائفيه إلى درجه لا ينفع أي حل وطني . ماذا تقول لإبن الأنبار الذي تهجر من بيته في بغداد , مامسموحله يروح لبغداد حتى يستلم راتب التقاعد, ولا للعلاج (مستشفيات الانبار لا تصلح حتى للحيوانات) و الدوله لا تقدر على حمايته ؟
دخول بغداد بالنسبه لأهل الأنبار صارت مثل دخول كردستان بالنسبه للعراقيين العرب. ...امريكا (و دول الخليج , إسرائيل ), .. استغلت الوضع الحقير الذي ولدته الطائفيه لإنجاب داعش وهو نفس الوضع الذي سوف ينجب جيش االمحافظات، وهو نفس الوضع الذي لم يسمح بإنجاب جيش وطني. الطائفيه اصبحت حبوب منع حمل ضد الوطنية في العراق .
جيش االمحافظات سوف يكون مسكن الام الا ان يتم الموت بالتقسيم . في الطب هناك ألم يسمى بالم الموت 

(: trigeminal neuralgia pain.)

 بعض الناس تنتحر بسبب هذا الالم , هذا مايشعر به بعض العراقيين الان .

 

دويلات صغيرة سعيدة..لم لا؟

 

صديق آخر قال لي: ولماذا التهويل؟...لماذا العراق؟ وماذا إذا تجزأ، إن كان ابناءه سيعيشون بخير؟ أليست هناك دويلات صغيرة سعيدة ومرفهة؟ 

لا نعرف من أين انطلق هذا السؤال أصلاً لكنه وصل إلى أذهان وقلوب الأبرياء التي لم تعد تجد مفراً مما يفرض عليها، فتتبناه، خاصة وهي تفقد الأمل تلو الأمل في وطنها....فتمسك بأي وهم مقترح! 

نعم هناك دويلات صغيرة سعيدة ومرفهة... ولكن من يسعى اليوم إلى هذا التقسيم للعراق لم يفعل ذلك من أجل يقدم للعراقيين "دويلات سعيدة ومرفهة" بل لكي يستولي على ثروتهم الهائلة، وليس هناك سبيل إلى ذلك سوى بإبقائه ضعيفاً جاهلاً مسحوقاً وحائراً بلقمة عيشه ومرعوباً بالإرهاب وضائعاً بين الحقيقة والكذب. إن من يضع خطة التقسيم، وعلى العكس منا تماماً، يدرك تماماً وليس لديه أية لحظة شك، بأنه حين اختار هذا الطريق، أصبحت القضية بين مكاسبه وبين الشعب العراقي لعبة حياة أو موت لا مفاوضات فيها. إنه يلعب وفق المبدأ المعروف في بلاده: (WINNER TAKES IT ALL!) (الرابح يأخذ كل شيء!) ويبقى على الشعب أن يدرك ذلك ايضاً لكي يكون نداً في اللعبة، وهو ما لن يسمح به الطرف المقابل ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فتلك من قواعد اللعبة. 

ولأجل ذلك فسوف يغرق البلاد ببحر الإعلام الذي يسيطر عليه تماماً، بسيول من الأوهام من عبارات "الصداقة" و "التعاون" و "المصالح المشتركة" و "الحضارة" و "ترك العنف".. 

 

لكن الكلمات الفارغة ترن عالياً: لا توجد أية علامات "صداقة" بل استغلال، ولا نرى اثراً للتعاون بل العداء والقسر واستبدال الحكام بالقوة. ولا نستطيع أن نحدد "مصلحة مشتركة واحدة" لا تشوبها ألف شائبة وشك بيننا. كتابه وفلاسفته الذين يقدسهم، يكتبون عن "صراع الحضارات" وليس عن تعاونها. وحين يصرون على سلخ كل وسائل العنف من ايدينا باعتبارنا "خطرين"، فإننا نراهم يتسلحون ويسلحون أصدقائهم من الذين يقتلوننا ويستولون على أراضينا، بأشدها فتكاً ، وهم المسلحين حتى أسنانهم.... علينا أن نقف عند هذا..ونفكر..

 

ولكي ندرك خطر هذه العبارات "اللطيفة"، تخيلوا أنها تنتشر بين أفراد جيش أثناء خوضه معركة شرسة معركة حياة أو موت! والآن... أليس الشعب العراقي في هذه الحال بالذات؟ ألسنا نخوض معركة شرسة جداً تقرر مصيرنا ووجودنا؟ هل نحتاج إلى المزيد من الأدلة عليها؟ هل نحتاج إلى المزيد من الأدلة على ما يريده أعداءنا لنا؟ إن الشعب الذي لم يستطع أن يحمي ثروته، او حتى جزء منها، عندما كان واحداً، سيعجز تماماً عن أن يوقف الإنهيار أو يطالب بأي شيء بعد أن يمزق بمشاريع "الحرس الوطني"، وسيترك لأعدائه تحديد حدود البؤس الذي سيعيش فيه، ليقررها برحمته، وهو الذي لا يعرف الرحمة، وليس هناك ما يبشر بسبب خارجي قد يرحم الضحايا ويوقف انحدارهم إلى هاوية الفناء التي لا قعر لها. 

 

إن من يرغب في تجاوز هذه الأسئلة، ويمضي مصدقاً كل ما يقال له من اكاذيب، كائن ساذج يستحق كل ما سيجر على نفسه من ويلات، وإن كثر وسيطر أمثال هؤلاء على شعب فهو محكوم بالفناء لأنه "لا يستحق البقاء" حسب قوانين الصراع الشرس في الحياة.

......

رغم كل ذلك، وما يشعر به العراقيون من يأس، لكن الإستنتاج بأن الوضع قد انتهى، ربما كان متعجلاً.. فما زال أمامنا "نفس".. 

 

فمن الناحية الأخرى، وعلى العكس ما يروج الإعلام، لو دققنا لراينا أن الصفة الغالبة والأعمق بين الشيعة والسنة في العراق هي الأخوة والإحساس بالخطر المشترك والمصير المشترك. وربما بدوت خيالياً لكن إن لاحظنا، فإن هذه الصفاة هي التي تبرز في اية لحظة راحة يتيحها لها توقف وجيز للإرهاب والإعلام الإرهابي في العراق، ورغم كل الضخ المستمر لعملاء جبهة الإحتلال الإسرائيلية الأمريكية، للمخاوف الطائفية والكراهيات الطائفية. فالسبيل لتلك الجبهة لإدامة الطائفية ومنع الناس من العودة إلى طبيعتهم الطيبة الجامعة، هو أن يستمر ضخ الخوف، ولإسرائيل مضختين تسيطران عليهما تماماً في العراق: الإرهاب والإعلام! 

ولا نحتاج أن نعود كثيراً إلى الوراء أو البحث طويلا في الأخبار لنرى تجليات تلك الصفة الحقيقية في العراق، ففي كل يوم هناك ما يؤكد ذلك، وأليكم هذا المثال من هذه الأيام. 

 

في خبر بعنوان "  HYPERLINK "http://www.iraqicp.com/index.php/sections/news/20316-2014-10-04-07-21-59 " في تحالف نادر.. الشيعة ينضمون للسنة دفاعا عن مدن عراقية" نقرأ: "عندما حاول مقاتلو الدولة الإسلامية اقتحام مدينة الضلوعية التي تقع على نهر دجلة هذا الأسبوع تصدى لهم تحالف نادر من مقاتلي العشائر السنية في المدينة والشيعة من مدينة بلد على الضفة الأخرى من النهر." (3)

ولكن لاحظوا الخباثة في الإعلامية في العنوان حيث يؤكد أنه "ندرة" مثل هذا التحالف! وكذلك يتضمن الخبر عبارات مدسوسة توحي لقارئه بعكس ما تقوله حقيقة الخبر من مشاعر إيجابية. 

  

ربما تجد عزيزي القارئ صعوبة في "هضم" هذه الفكرة وترى أنها "افكار أماني"، ولكن لو تتبعت الأخبار، حاسباً تأثير الإعلام المعادي عليها، لوجدت دائماً المزيد من الأدلة على صحتها! السبب إذن ليس خطأ الفكرة، وهي تستند فعلاً إلى حقائق، لكن الإعلام العراقي قد بنى في ذهن المواطن العراقي سدوداً رادعة لمثل هذه الحقائق، وتركه المالكي يفعل ما يحلو له من تدمير وتخريب، إلا حينما يهدد ولايته الثالثة!... وهكذا وصلنا هنا، وصار مثل هذا المشروع المرعب لا يثير الخوف، بل ربما مقبولاً ومنقذاً لدى البعض، دون أن يدرك من يقبله أية أفاع تنتظر العراق وتنتظره منه.

 

بدلاً من اليأس، يجب منع هذا القانون ويجب أن يعلم الداعمين له أن عقاب الشعب سيكون عسيراً لكل من خدعه ووقف في خندق أعدائه لأي سبب كان، فدعونا نحاول ما نستطيع من أجل ذلك. إن الشعوب تتمسك في مثل هذه الظروف الصعبة حتى بقشة الوهم، فلماذا نرفض أن نمسك حتى بالحقائق المناسبة التي تضع نفسها أمامنا؟ مهما كانت هذه الحقائق قليلة وضعيفة فهي الأمل، وليس لنا إلا أن نفرضها على الواقع فرضاً، او نفنى كشعب، وندخل مجهولاً أشد هولاً من كل ما رأينا. لنرفض أن نكون مرعوبين مخدوعين تضربنا رياح الإعلام الإسرائيلي في بيتنا حيث تشاء، كل مرة بخرافة "ضرورة" لا مفر منها “لحمايتنا" فنرقص على طبولها، او تهمس لنا أن لا أمل فيصيبنا الشلل قبل الأوان فنجلس في انتظار القادم. نعم إن الوضع صعب، لكن النبتة الطيبة تجد طريقها حتى بين الصخور، وأملنا في نبتتنا مازال حياً وحقيقياً. لنفعل شيئاً من أجلها. أمامنا هدف محدد اليوم: أن يسقط هذا القانون وأن يفضح أصحابه، ويعاملوا باحتقار وازدراء لا لبس فيه، بل وان لا نتركهم يشعرون بالأمان في مناصبهم حين يتآمرون على حياتنا ذاتها! لنبدأ بأن نخبر الجميع بأننا ضد المشروع، وننشر كلمتنا في كل مكان، فالتصويت بعد أيام ويجب أن يسمع مجلس النواب صوتنا ويعرفون موقفنا.