تسجيل أول حالة شفاء لطفل ولد مصاباً بالإيدز

نجح أطباء في الولايات المتحدة بشفاء طفل كان مصاباً بفيروس الإيدز منذ ولادته، ويعود فضل الشفاء على ما يبدو إلى اعتماد علاج أقوى ثلاث مرات من العلاج التقليدي، ومباشرة خلال الأيام الأولى التي تلت ولادة الطفل.

أما القصة فبدأت عندما نجح أطباء أمريكيون، عن طريق الصدفة، بشفاء طفل مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب التقطه من والدته أثناء المخاض. 

الطفل الذي بقيت هويته مجهولة يبلغ من العمر سنتين ونصف السنة، ولم يعد بحاجة إلى علاج لإبقاء دمه خالياً من الفيروس. كما يعتقد الأطباء أنه لن ينقل حتى الفيروس إلى آخرين في المستقبل. 

وتعتبر هذه أول حالة شفاء من فيروس (HIV) في العالم تحصل عبر التجاوب مع العلاج التقليدي الذي يُمنح لجميع الرضع الذين يصابون من أمهاتهم.

غير أن المفارقة في هذه الحالة هي أن الرضيع حصل على علاج مكثّف جداً، وهو خليط من ثلاثة أدوية مضادة للفيروسات القهقرية على شكل سائل كان يُحقن مباشرة في دمه حتى قبل التأكد من إصابته. والسبب أن الأطباء اكتشفوا إصابة الوالدة في الساعات الأخيرة من المخاض، ما يعني أنها لم تحصل على علاج يحمي ولدها أثناء الحمل، لهذا قرروا بدء الحرب على الفيروس منذ اليوم الثاني من حياة الطفل. عادة لا يُعطى للرضع المصابين سوى دواء واحد فقط. في غضون شهر على بداية هذا العلاج المكثف، انخفض مستوى (HIV) في دم الطفل لدرجة لم تتمكن من كشفه الفحوص المخبرية الروتينية. 

ويبدو أن علاجاً مماثلاً بإمكانه وقف قدرة الفيروس على التكاثر في الخلايا المناعية الناشطة ذات الحياة القصيرة، ولكن الأهم هو أن العلاج منع الفيروس من إصابة خلايا الدم البيضاء التي تعيش طويلاً وتُدعى (CD4) والتي تأوي فيروس (HIV) لسنوات طويلة، وهي تحل محل فيروس نقص المناعة المكتسب عند اختفائه من الدم.

لهذا السبب، علاج مماثل لن يشفي الأطفال بأعمار أكبر ولا البالغين الذين تكون عندهم خلايا (CD4) قد أصيبت بالفعل.