لاتستعجلوا على حكومة العبادي |
ظهر علينا قبل ايام احد سياسي المستوى الرابع عبر شاشة قناة التغيير الفضائية ينتقد فيها حكومة العبادي الفتية ويصفها بالعاجزة وغير القادرة على حل الازمات وانها لاتمثل طموح الشارع على الرغم من عدم مرور وقتاً كافيا على تشكيلها ، ويبدوا ان امثال هذا السياسي لايفهم لغة الزمن ولم يدرك جيدا حجم التركة التي ورثتها الحكومة الحالية. رئيس الوزراء لايملك العصا السحرية لمعالجة اخطاء الماضي بشهر او شهرين بل انه يحتاج الى وقت طويل يتخلله دعما صادقا من الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية للمضي قدما في تحقيق النجاحات التي ينتظرها الشعب العراقي على احر من الجمر ، واولها توفير مبلغ مليار دولار سنويا جاءت عن طريق الغاء مكتب القائد العام للقوات المسلحة الحلقة الزائدة كما يصفها العبادي نفسه ، ويرد الى اسماعنا عن قرب اتخاذ اجراءات اخرى جرئية يمكن ان توفر لخزينة الدولة العراقية الخاوية مزيدا من الاموال. هيئات مستقلة ومؤسسات لاطائل منها غير الفساد وتحقيق منافع مالية ومعنوية للمتنفذين فيها وتشكيلات لاتغني عن شيء سوى انها ووسيلة للارتزاق على حساب المال العام فضلا عن تحقيق مكاسب شخصية للمشرفين عليها . ويبدو جليا ان بعض السياسيين لايمكن لهم الاستمرار في نشاطاتهم السياسية من دون خلق ازمات لان بعضهم يعتاش عليها ويجد نفسه عبر تأجيجها ويناغم جمهوره بالدق على اوتارها ، لذا لانستغرب ان نرى امثال هولاء يستعجلون لاضعاف الحكومة ومن ثم اسقاطها واعادة عقارب الساعة الى الوراء نحو التسلط والتفرد في القرار واقصاء الاخرين فضلا عن انها لا تمثل طموحهم في ابرام الصفقات المشبوهة الفاسدة . وندعو هنا الدكتور العبادي لاعادة النظر في العديد من القرارات التي اصدرتها الحكومة السابقة ويشوبها فساد واضح مثل توزيع قطع اراضي في مساحات خضراء في شارع فلسطين على بعض القادة الفاسدين في الجيش وتمليك دور الاصلاح في المحافظات بطرق باطلة وعلى اساسها مُلِكَت هذه الدور لاصحاب النفوذ بأثمان بخسة على الرغم من موقعها المتميز ومساحتها الكبيرة التي لايقل بعضها عن الف متر في المنطقة الخضراء في بغداد ومراكز المحافظات الاخرى وبطرق احتيال واضحة منها عدم نشر اعلان بيعها عبر صحيفتين يوميتين مشهورتين كما ينص القانون والاكتفاء بنشرها في صحف مغمورة لاتصل الى القراء . بعض هولاء السياسيين الناقمين على حكومة العبادي يلهث وراء مكاسب كبرى عبر استفادته من هذه القرارات من دون وجه حق وبطرق غير قانونية لذا فأنه يجد محاولة عرقلة نجاحها يقع ضمن الهائها والسعي لابعادها عن اتخاذ اجراءات تصحيحية لهذه القرارات الفاسدة. ان قطار الحكومة يسير نحو شاطئ الامان ولن توقفه اصوات الحاقدين والفاسدين والطائفيين والطامحين نحو مسك الامور من جديد وان اصوات النشاز التي نسمعها هنا وهناك ستُلجم بحجارة من سجيل عاجلاً ام اجلاً .
|