بعد تسنمه منصب رئيس الوزراء يراوح السيد العبادي بتؤودة في محاولة لرسم سياسة جديدة تميزه عن سلفه المالكي ، وبالرغم من انه قام ببعض الخطوات الجريئة الا انها تميزت باستحياء وتردد وبطء لا مبرر له ، فالعراق اليوم يغلي على سطح صفيح ساخن ، و القوى الارهابية المدعومة من اكثر من دولة جارة تطوق المدن والبلدات العراقية وتنكل بقوات الجيش والشرطة والمواطنين الابرياء . في الوقت الذي شكل فيه التحالف الدولي ضد الارهاب مضلة جوية تلقي بحممها على الارهابيين لا نسمع للدولة العراقية سوى تصريحات برفض التدخل الاجنبي ورفض القوات العسكرية البرية . اعتقد ان من الواجب على رئيس الوزراء بيان خططه التي يواجه بها هذا الوضع الخطير على جبهات القتال وفي المدن المحتلة والمدن المطوقة بقوات ارهابية لا ترحم قد تقتحمها في أية لحظة ، ومن بين المدن المهددة باحتلال داعش مدينة الرمادي التي استغاثت طالبة مساعدة قوات امريكية بعد ان ادركت الخطر المحدق بها . كما ارى ان من اولى واجبات مجلس النواب العراقي عقد جلسة طارئة يبحث فيها افضل الطرق للتعاون مع بعض الدول القادرة على مواجهة الارهاب والطلب اليها تزويد العراق بقوات ميدان وفرق خاصة مدربة تدريبا عاليا مقابل صفقات نفط طويلة الامد كي تمد القوات العراقية المحاصرة في المناطق الساخنة بجهود اضافية تستطيع دعمها ومساعدتها في القضاء على الارهاب ، ولا بأس من التشاور مع الولايات المتحدة الامريكية للاتفاق معها على الدول التي تقترحها، على ان لا تكون من الدول التي تـشترك مع العراق بحدود برية . ان طلب المساعدة من الولايات المتحدة الامريكية وغيرها من البلدان ليس غريبا مادامت هي التي شكلت تحالفا لمحاربة الارهاب واتفقت مع اكثر من اربعين دولة للعمل والتنسيق الحربي الجوي في هذا الصدد ، وما دامت هذه الدول المتحالفة ارسلت مدربين ومستشارين الى العراق فلا ضير من الاستعانة بقوات برية مساندة لها من الخبرة القتالية ما يساعد القوات المسلحة على تحرير المناطق المنكوبة بعصابات الجريمة الهمجية .
|