داعش تفقـأ عـيـن العـرب!!

عـيـن العـرب أو كوباني باللغة الكردية مدينة سورية تتبع محافظة حلب ويسكنها أكثر من 44 ألف مواطن كردي تواجه هجمة من وحوش " داعش" التكفيريين الذين روّعـوا شعوب سوريا والعراق ولبنان دون أن يضع العالم حداً لجرائم هذا التنظيم الإرهابي المعادي للشعوب العربية وأقول هذا لأنه لم يتورع عن قتل وتشريد ونهب ممتلكات الأقليات العراقية في هجومه على محافظة الموصل ومدن الأنبار وديالى و صلاح الدين وكركوك و ما زال يشن الهجوم تلو الهجوم بينما تقف قواتنا المسلحة عاجزة عن مجاراته يقف الشعب الكردي في " عين العرب" وقفة بطولية لصد الهجمات التكفيرية الإرهابية رغم قلة التسليح وحتى بنات كوباني يقاتلن قتال باسل الى درجة التضحية بالروح وهذا ما قامت به الشابة بيرفان ساسون والتي فجّرت نفسها بعصابات داعش المجرمة لتقتل عددا منهم دفاعاً عن مدينتها حتى لا تسقط بيد " داعش" فتبدأ ذ بـحاً بأبنائها وتشريداً لأطفالها وإغتصاباً لبناتها و ما يثير الإستغراب هو وقوف تركيا متفرجة وكإنها تريد سقوط " عين العرب" كوباني بيد داعش بل تمنع بالقوة " أكراد تركيا" من القتال بجانب أبناء كوباني وحمايتها من السقوط وقد قتلت حوالي 31 كردياً وجرحت المئات الذين خرجوا إحتجاجاً على موقف حكومة طيب رجب أردوغان المثير للريبة وكإنها تريد فرض إرادتها بإيجاد منطقة عازلة على الحدود السورية وتضغط بهذا الطلب لكي تشارك في "محاربة" داعش , الأمـرالآخر الذي يدفع للتساؤل هو قول وزير الدفاع الأمريكي " تشاك هاغل" بأن الدفاع عن عين العرب مسألة صعبة للغاية ؟! وكيف تكون الصعوبة على دولة كأمريكا تملك أحدث الأسلحة من طائرات وصواريخ وحاملات طائرات وقواعد منتشرة وخاصة في بلدان الخليج وتركيا " قاعدة إنجرليك " ؟ هل تريد تركيا أن تُرَكّع الكرد سواء في تركيا أو سوريا لئلا يطالبون بالإستقلال مثلما يفعل كرد العراق وخاصة " مسعود البرزاني" وهذا التوجه مرفوض أمريكياً حسب تصريح الناطقة بإسم وزارة الخارجية الأمريكة بالحفاظ على العراق موحداً , والشئ المثير للإستغراب أيضاً رفض حكومة إقليم كردستان العراق مساعدة أبناء كوباني بقوات من البيش مركه قبل سقوطها ضحية أخرى لداعش الإرهابية , ما زالت داعش تشن الهجوم تلو الهجوم وتسيطر على 40 بالمائة من مساحة كوباني , أهلها يهربون مع عوائلهم الى الحدود التركية وينظرون بعين الحسرة والحزن الى حالة مدينتهم ولسان حالهم يقول هل من نصير ينصرنا على الإرهاب وينقذنا من حـز الرقاب ؟! ويتمنون على أمريكا أن تقضي على " داعش" لكي يعودوا الى مدينتهم . قبل كوباني سقطت الموصل بسهولة بيد تنظيم داعش الإرهابي و كذلك تكريت وبعض مدن الأنبار وديالى مما يعني بأن داعش ليست تنظيم غريب عن أرض العراق وليس مجرد عصابات هائجة منطلقة من عقالها وإنما حتماً تقف وراءها دول تدعمها مالياً وتسليحياً وإستخباراتياً ولكن كلهم ضده إعلامياً بينما هم رعاته ومموليه وأداتهم لتشتيت وتقزيم الدول العربية والذهاب بعيداً عن التفكير بقضية فلسطين وإعتبارها القضية المركزية والأولى والآن أصبحت نسياً منسيا والدليل إمتناع " داعش" عن مس شعـرة من " الكيان الصهيوني " أنا متيقن أن داعش أغلبهم كانوا من " جيش صدّام " من حرس جمهوري والأمن العام والخاص والإستخبارات وكلهم كانوا حواضن للإرهاب وهم الذين يشكلون القوة الضاربة للتنظيم الإرهابي ويعرفون كل أنواع السلاح المستخدم وطرق القتال في أرض خبروها جيداً عندما كانوا يُكَوّنون الدرع الواقي للنظام البعثي الدكتاتوري والمتنعمين بجنته و فقدوا كل مميزاتهم وعاشوا طيلة 10 سنوات منبوذين , مغضوب عليهم , والآن جاء من يعيد لهم " المجد" في الوقت الذي ولوا فيه الأدبار في أول هجمة أمريكية لإحتلال العراق وإسقاط النظام البعثي !



على التحالف الدولي إذا كان صادقاً في محاربة داعش أن يتصدى لهم في كل بؤرة وفي كل زاوية من أرض سوريا والعراق ويقطع عنهم الأوكسجين أينما وُجدوا , فالإرهاب واحد وينتقل من سوريا الى العراق ولبنان وبالعكس , فلا تترددوا في محاربته في سوريا بحجة مقاتلة " نظام بشّار الأسد" و هو يمتد طولاً وعرضاً و لا يهمه هذا النظام أو ذاك , فهو يقطع الرؤوس ويقيم الحدود مثلما كانت القاعدة الإرهابية , لذا حربكم على الإرهاب يجب أن يتواصل سواء ضد القاعدة أو داعش أو أي مسمى للإرهاب لا يحترم حقوق الإنسان أو القوانين الدولية , على مجلس الأمن الدولي أن يكون أكثر حزماً في شن حرب قانونية من أجل حماية البشر وحقوقهم في العيش بحرية و دون خوف أو فزع أو تشريد بناء على دين أو قومية أو أثنية . على الحكومة العراقية الإسـراع في تعيين وزراء أمنيين ذوي خبرة وكفاءة ووطنية وحب للشعب وليس بناء على قربهم من هذه الكتلة أو ذاك الحزب , يجب أن يكونوا في خدمة كل العراقيين أينما سكنوا أو رحلوا , يجب وضع حد للإرهاب الذي يقتل دون هوادة في شوارع بغداد أو المحافظات مثلما حدث يوم أمس واليوم و ذهب ضحية التفجيرات الإرهابية المجرمة عشرات القتلى ومئات الجرحى , يجب تقوية المنظومة الأمنية بالإستعانة بالخبرات الدولية من حيث التسليح والتدريب , فالقضاء على داعش في العراق حتماً سيضعفه في سوريا وبالعكس , يجب أن تتعاون الحكومتان العراقية والسورية في تضييق الخناق على هذا التنظيم ووضعه بين فكي كَمّاشة للقضاء عليه قضاء مبرماً وبمساعدة إيران وأمريكا ودول يهمها القضاء على الإرهاب وتخليص العالم من شروره .