كل واحد سرجينه اله

كل واحد سرجينة اله) مثلا كان متداولا في جنوب العراق وضواحي بغداد وكلمة سرجين هي كلمة سومرية قديمة تعني الروث (فضلات الابقار) ومنها اشتقت كلمة استولstoolوهي تعني فضلات الانسان وان الروث كماهو معروف هو سماد طبيعي عضوي غني بالنايتروجين وان افضل الروث او الفضلات الحيوانية هو فضلات الطيور وكان البرتغاليون والهولنديين سابقا يستأجرون جزر عمان والخليج بالاف الليرات الذهبية لغرض استثمار هذا السماد في القرن السابع عشر والثامن عشر الماضيين وكما ان هذا السماد يستخدم في صناعة الاقراص النارية بعد عجنه بالتبن وكان يطلق عليه (المطال) وهي كلمة سومرية قديمة ومنها ايضا استمدت كلمة mutiliوتعني اقراص الحديد وفي زمن الثمانينات حدثت ضجة كبيرة في دائرة المخابرات العراقية عندما كانت تراقب كل رسائل المصريين والعمالة الاجنبية العاملين في العراق عندما اعترضت رسالة لعامل مصري وهو يخبر اهله انه يعمل في معمل الاقراص النارية في الفضيلية مما ادخل دائرة المخابرات العراقية والاجهزة الامنية والحزبية في حالة انذار عن وجود معمل للاقراص النارية في بغداد وفي الفضيلية خصوصا وبعد البحث والتقصي واعتقال العامل تبين انه يعمل في صناعة المطال من السرجيين وكم من عركة او معركة عشائرية او نسائية حدثت بسبب السرجين المتناثر من الابقار السارحة في المزارع والاراضي لانه كان يعد في وقتها ثروة حرارية لانه الوقود الحيوي قبل اكتشاف النفط وهكذا كتب علماء الدين مسائل متعددة عن السرجين في مشاكل الطهارة والنجاسة واعتبروه طاهرا ويجوز اكل المشوي عليه لان الابقار طاهرة وقابلة للاكل, ولو تفكرنا اكثر لعرفنا نظرية الاقتصاد الالهي لتعليم الانسان نظرية تدوير النفايات مبكرا واهميتها وهكذا يشكل الروث تحديا صحيا كبيرا للاطباء لانه اغلبه ملوث بالبكتريا كولسترويديم وليشاي المسببة لمرض الكزاز التيتنس tetinusالذي كان يسب العديد من الوفيات للنساء الحوامل نتيجة لتلوث المناجل او الالات الحادة التي يستعملنها في قطع الحبل السري للوليد اثناء الولادة في الحقل او المزرعة او الحضيرة وكما كان اغلب الفلاحين يستخدمون الرماد المتبقي من حرق المطال كباودر لتعقيم الجروح في وقت غياب الطب والجهل وكثرة الدجالين .ورغم هذا لم تمر كل هذه الافكار هراء امام الشركات المصنعة للحفاظ على هذه الثروة وذلك من خلال تصنيع حفاظات نعم حفاظات للابقار والجواميس تلبس اثناء الرعي للحفاظ على نظافة المكان اولا وثانيا للاستفادة من هذه الفضلات للشركات المصنعة للسماد العضوي ,ان التطور الانساني للتمنية المستدامة هو التفكير الحقيقي لتلبية حاجات المجتمع من خلال ابتكار الصناعات االلازمة لتلبية هذه الاحتياجات هذا هو التفكير الحقيقي للبناء وليتحقق المثل الريفي كلمن سرجينه اله.