أنا نازح .. إذن أنا عراقي
هجيج فضاءات أغتالها موج تفكير، جهدت لأجد مصالحة مع عزلتي الحالكة، غربة لا أعرف الى أي وجود أنتمي، أو أمكنة أو أزمنة، لا أجرؤ على البوح، بموت مبكر؛ فرتابة الحياة أهلكتني، وغربة ليست خارج البلد قتلتني، أنما هو التهجير القسري، الذي أعتاشة الآن، فكلما طال سباتي دنى موتي! نازحو الوطن، بين ترهيب وتغييب، الترهيب: ذلك القتل المباح أمام الأعين، والخراب والدمار، الذي أجتاحه أيدي التكفير المجرمة، وما النزوح الا ناتج طبيعي؛ لعدم السيطرة على الإرهابيين وتمدد تلك العصابات، بدون ملاحقة آنية جدية، في مرحلة عصيبة مرت على البلد من الإخفاقات في الحلول السياسية، التي ساعدت احتواءه الحواضن، فكانت هذه النتيجة، ثلث العراق بيد عصابات إجرامية، وملايين النازحين، يبحثون عن مأوى من مكون واحد، ولكن الحقيقة لم يدركوها بعد، أو قد أدركوها لكن بوقت متأخر، ليست زرع طائفية فقط أنما الهدف أبعد! تغييب لم نقصد، توفير غذاء، او ماء للعوائل النازحة، أنما اعتبار الكارثة الوطنية للنازحين جريمة كبرى، ضد الأنسانية، فهي أكبر قضية مأساوية لها أبعاد إنسانية، أن يكون الأنسان نازحا في وطنه ، مهجرا في أرضه وغريبا بين أهله، ألم يحين الوقت للالتفاتة، الى أبناء الوطن وحقوقهم واحتضانهم، وتهيئة لهم أرضية قوية، وحلول جدية ومنجعة، لرجوعهم الى أرضهم ومدنهم وقراهم، بأسرع وقت ممكن ؟ نقطة رأس سطر .. الى كل من يهمه، مصلحة العراق أولا: أن لا يساعد الإرهاب، لتحقيق غايته، أو هدفه الذي رسمه، من أفراغ المناطق، التي تم استهدافها، من مكوناتها وتنوعها السكاني، والمذهبي والديني والقومي، فلها أبعاد تتجه، الى تقسيمات أداريه جديدة، فهذا الأقتلاع سيتحول مستقبليا، الى سبب أساس للكثير، من العوائق والمشاكل والصراعات، في أغلب المناطق. حقي أن ألعن الخراب، ومن حقي أن أتعلم وأكمل مسيرتي، ومن حقي أن أبدل أوراقي الصفراء ببيضاء، ومن حقي أيضا أن أصنع الجمال، ومن حقي أيضا ان تقابل النصف من ذاكرتي التي فيها أشياء كريهة رغبتي. فهل من حقي أن أعود، حيث ولادتي؛ لينتهي عمري في أرضي؟!