أنا.. وعرعور.. والملثمون!!

عشقتُ الإمام علي بن أبي طالب لأنه فارس شجاع وليس فقط لأنني شيعي، وهو (أبو الشيعة) كما يظن البعض من الناس. فشجاعته وبطولته الفذة، وما يتمتع به من مواصفات عظيمة أخرى، هي هبة من هبات الله سبحانه وتعالى يمنحها لمن يحبه ويميزه عن غيره من البشر.. وأنا متأكد بأني سأحبُ أبا الحسنين بنفس الدرجة من الحُب، حتى لو لم أكن شيعياً، بل حتى لو كنت يهودياً أيضاً. لأن الفتى الذي فدى نفسه - دون غيره - لأخيه وإبن عمه محمد صلى الله عليه وسلم، وبات في فراشه منتظراً سيوف المشركين، هو قطعاً فتى يمتلك من الشجاعة ما لايمتلكها غيره من سائر البشر.
وعلى هدى ومحبة علي والحسين عليه الصلاة والسلام، عشقتُ الشجاعة والحرية والفروسية والصدق، وكرهتُ مواقف الجُبن والغدر والخسة والخيانة والضعف، والضرب تحت الحزام. ولعل الأمر الذي أفتخر به دائماً، هو إني ولدت في بيت شجاع، وترعرعت في كنف عائلة أبية، ليس في أفرادها شخص جبان قط. إذ يكفيني ويكفي عائلتي فخراً أن شقيقي الشهيد البطل ( أبو سلام ) صعد الى المشنقة وهو يهتف بسقوط الطاغية صدام. فهذا الموروث العائلي النبيل أمتزج بدمي، وعاش في شراييني، بحيث لم أستطع الإنسلاخ منه، أو من قيمه الشريفة. كذلك الحال مع محيطي الإجتماعي، إذ أن الله سبحانه وتعالى أنعم عليَّ بنخبة من الأصدقاء الرائعين، وكلهم من الفرسان الشجعان الذين يستنكفون أداء الأفعال التي لاتليق بشخصياتهم.. لقد قالوا ان الطيور على أشكالها تقع. 
لذا فإني أستطيع القول أن الشجاعة تمنح الإنسان قدراً كبيراً من الثقة بالنفس والعزة، والكرامة، والوفاء للقيم والمبادئ النبيلة، كما تحصِّن المرء من مغبة الإنزلاق نحو حضيض المواصفات المُهينة والمُعيبة والمُخجلة. فلا يمكن للشجاع قط أن يكون كاذباً أو بخيلاً او غادراً أو رخيصاً أو مُقنعاً أو مُلثماً. فالرجل الشجاع الذي يواجه الدنيا بصراحة، وينازل خصومه بسيفه الصارم، إن كان محارباً، وبقلمه الباسل إن كان كاتباً، وبلسانه الصريح إن كان خطيباً، لايمكن أن يكون مقنعاً او ملثماً في مواجهة الآخرين.. فاللثام هوية اللصوص، وقطاعي الطرق، كما أن القناع هو ليس أكثر من وجه بائس للذين لا وجه لهم.. هاكم رجالنا الأبطال من العصائب وبدر وسرايا السلام وكتائب حزب الله، وغيرهم وهم يواجهون أعداءهم بوجوههم الفليحة، فهل رأيتم أحداً منهم واجه خصومه الوهابيين بلثام؟
وأنا الذي أخترت الكتابة بإسمي الصريح، وأخترت المواجهة بقلمي الباشط.. وأخترت المنازلة مع أعداء العراق بوجهي المكشوف، بل وبكل ما أملك من وسيلة وطاقة وسلاح وبسالة منذ اليوم الاول لقراري بالمواجهة مع أعداء العراق. لم أضعف أمام أحد قط. فمن كان الحسين قدوته ومثاله، لايمكن أن يخشى (شعيط ومعيط وجرار الخيط).. ومن كان قد عارض سلطة القتل الصدامي بكل دمويتها وفاشيتها لايمكن أن يخاف بعدها من فلان وعلان.. هكذا كنت، ولم أزل، أواجه خصومي بإسمي الصريح، وبصورتي الواضحة، وبعنواني الكامل، وأنازل أعدائي بسيفي وليس بسيف غيري.. ويشرفني أن أكون واضحاً تحت الشمس، وليس متخفياً وراء حلكة الليل.. نعم أنا فالح حسون الدراجي الذي لم يتقنع يوماً بقناع.. ولم يتلثم قلمه خوفاً من أحد مهما كان هذا (الأحد). فبقيت محلقاً كالنسر فوق الغربان.. تاركاً لأعدائي (شرف) القناع.. ولخصومي (عظمة) اللثام، ليشتمونني سِّراً (براحتهم)، ويتعرضون لي بأسماء مستعارة، ويتصدون لقلمي الشجاع بأقلام بائسة، خائفة راجفة ملثمة مقنعة. وإلاَّ كيف يكون الجبن والخوف والعار، إن لم يكن قد لبس هؤلاء من هاماتهم حتى أخماص أقدامهم؟
وللدلالة على وضوحي وصراحتي، فإني تلقيت قبل فترة إتصالاً تلفونياً مطوَّلاً من النائب السابق حيدر الملا.. وقد أخبرت الملا في الختام بصراحة، بأن هذا الإتصال الودي لايمنعني من الكتابة ضده غداً، لأني أختلف كثيراً مع طروحاته السياسية.. وكم كان الأمر مفرحاً لي حين وجدت أن حيدر الملا متفهم لهذا الموقف..!!. 
أما التعليقات، والكتابات الرخيصة التي تخرج ضدي من هذا الموقع البعثي، او من ذاك الموقع الوهابي بأسماء مستعارة، وأقنعة بائسة، فهي لا تؤثر بي مطلقا، ليس لأنها تافهة وضعيفة ونتنة ومضحكة فحسب، بل لأنها أضعف من أن تحرِّك شعرة واحدة في (خ.. ص.. يا... ن ولدي عليوي) وهذه التفاهات إن كبرت أو صغرت، فهي لن تكون أشد من الحملات البعثية والوهابية التي تتواصل ضدي منذ سنوات بعيدة، دون أن أكترث لها. فانا معي الله والحق، ومعي شريحة كبيرة من الجمهور الوطني الشريف، فهم سندي وضمانتي، وهم قاعدتي التي أنطلق منها في كل هجوم من هجومات الحق ضد الباطل.
فوالله لن أتراجع عن موقفي هذا، ولن أنسحب من المعركة حتى الموت..
ختاماً أود القول بأني لم أكتب هذا المقال رداً على (الهجوم الطائفي الوهابي)، الذي قامت به قناة عرعور الخرنگعية أمس الأول، إنما هو إسناد لأصدقائي وأحبائي الذين يشرفونني بمحبتهم، ويدافعون عني في كل موقع، وكل مكان..