أيها السنة استأصلوا سرطانكم بأيديكم
أن نجاح مشروع الأنوية الطائفية وتغلغله في نفوس العراقيين بوعي وبلا وعي قد أدى بهم الوصول الى قعر الهاوية , حيث أوغلت الطائفية تماماً بدماء العراقيين ونجحت في تحريكهم تلقائياً لتنفيذ اجندات دولية مسمومة دفعتهم نحو الأقتتال الأثني وترسيخ العداوات القبلية والمناطقية بدوافع الثأر والأنتقام والتي لا يمكن لها أن تنتهي بفضل طبيعة المجتمع العراقي الذي تسود فيه النزعات العشائرية , وخصوصاً بعد أن بدأ هذا المشروع الطائفي بجني ثماره بعد أكثر من عشر سنين من العوامل التي ساهمت في تهيئة البيئة الخصبة له من جهل عام يسود المجتمع و ترسبات طائفية سيطرت على شخصية المواطن العراقي كفرد , وكما يبدو واقعاً بأن الحديث عن أعادة الروح الوطنية وبثها لدى المواطن العراقي هو أمر لا يمكن تحقيقه بل هو هواء في شبك وسط هذه الفوضى العارمة لذا فأن الحديث بواقعية يتمثل في مخاطبة العراقيين بمسمياتهم التي أختارها لهم أصحاب المشروع الطائفي قد تكون اكثر نفعاً وجدوى من مخاطبتهم كعراقيين وطنيين , حيث أننا وسط هذه الفوضى لابد لنا من مخاطبة السنة والشيعة في أن يفكروا ولو لمرة واحد ليس في مصلحة الوطن الذي يسكنون فيه ويكونون جزءاً من مجتمعه بل بالتفكير بحقن الدماء وأيقاف نزيف الدم لأهلهم وذويهم الذين يسقطون يومياً بالمئات , وقد يبدو أن حبل النجاة مازال يبحث عمن يتمسك به وأن القليل من الذكاء والأنانية اللاأرادية لحب الحياة قد يدفع بنا الى التفكير في اختيار المشروع الأفضل للمواطن السني والشيعي والذي يضمن له عدم سفك المزيد من الدماء في مرحلة تضارب المشروعين الأيراني والامريكي في العراق , حيث من الاجدر بالمواطن السني أن يتمسك بالمشروع الامريكي الذي جاء بالعبادي وأقصى المشروع الايراني الذي يمثله تيار المالكي الذي مازال يرواغ وينازع من اجل العودة ويحاول اللعب على مشاعر المساكين من المواطنين الشيعة , وأن يحاول المواطن السني التخلص من سيطرة الأحزاب والحركات التي تحاول توجيهه من حيث لا يدري نحو تحقيق مصالحها وتأسيس أمبراطوريات لتلك الاحزاب في المحافظات التي سقطت بيد داعش نتيجة سوء التخطيط الذي أرادته تلك الأحزاب من أجل توجيه ضربة حظ كادت أن تؤدي الى نجاح مشاريع الأقاليم التي كانت تلك الأحزاب تحلم بها لولا استخدامها السلاح الخاطئ ( داعش ) في تنفيذ تلك المؤامرة , وسيطرته بطريقة عجيبة على اغلب المحافظات السنية التي نزح أكثر من ثلثي سكانها وذاقوا الويلات والثبور , وخسروا مناطقهم وبيوتهم و مصادر رزقهم , و لكن مازالت تلك الأحزاب والحركات تلعب دوراً قذراً في تحرير تلك المناطق وعودتها الى السلطة من خلال تأزيم الامور والتنافس الحزبي والمصالحي الى مرحلة ما بعد تحرير هذه المناطق و التفكير في السيطرة عليها تماماً والتنافس على ملايين الدولارات التي ستصرف لتحرير هذه المناطق و أعادة أعمارها , لذا فأن استئصال سرطان الأحزاب المعروفة من خلال وعي جماهيري وشعبي في المجتمع السني سيسهم تماماً في تحرير مناطقهم وعودتهم الى منازلهم وخصوصاً بأن الطرف الحكومي الذي يمثله العبادي قد بدأ فترة حكمه بطريقة مغايرة تماماً لما كان عليه سلفه المالكي , وأنه قد بدأ بأتخاذ أكثر من قرار مهم وصائب في تصحيح المسيرة الحكومية و بأنه قد فتح المجال أمام الفعاليات الشعبية والجماهيرية لأخذ دور مهم وفعال في مشاركة الحكم وبضمانات أمريكية ودولية تلقاها نتيجة للسياسات الخاطئة التي اقصت كل المعارضين في الفترة السابقة , أيها السنة ان اقتناص مثل هذه الفرصة واستئصال سرطانكم بايديكم سيسهم تماماً في الخروج من أغلب الأزمات أو حتى التقدم خطوة واحدة نحو الامام فلا تفوتوا حبل النجاة بتغليب الذكاء وأبعاد العواطف التي أدت بكم الى ما انتم عليه.