القرضاوي يعترف

القرضاوي يعترف بأن البغدادى تربى فى حضن جماعة الأخوان الأرهابية ألا أن ميول البغدادي للقيادة والزعامة دفعته لترك الإخوان وأغراه (داعش) بالقيادة بعد خروجه من السجن.                                                      

ويرى خبراء فى شئون جماعات الأسلام السياسى  أن رموز القاعدة مروا بالجماعة وتربوا على فكر سيد قطب أدلى يوسف القرضاوى (الأب الروحى للأخوان الأرهابية ) وواجهة إخوانية بأعترافات جاء فيها أن أبا بكر البغدادي خليفة “ الدولة الإسلامية ” كان شابا من شباب جماعة الإخوان المسلمين ، مما يزيد من تأكيد قناعة لدى خبراء ومتخصصين في شئون جماعات الإسلام السياسي مفادها أن جماعة الإخوان المسلمين مثلت الحاضنة التي تربت فيها مختلف المجموعات المتشددة في المنطقة.

ولئن بدا القرضاوي رافضا لأسلوب التنظيم المتشدد في ممارسة العنف، ألا أنه تسبب في توريط التنظيم في تأكيد ما ذهب إليه كثير من الخبراء والسياسيين من أن «الإخوان» هي منبع التطرف والإرهاب في المنطقة إلا أنه بحث للمنتمين إليه عن أعذار، معتبرا أنهم يلتحقون به هروبا مما أسماه جور الحكام وفساد الأوضاع.

وكشف القرضاوي في شريط فيديو نشر مؤخرا على شبكة الانترنت  عن وجود شبان من قطر ضمن تنظيم داعش، ذاكرا أن البغدادي كان ميالا للقيادة الأمر الذي جعله يترك الإخوان ويلتحق بالتنظيم المتشدد.

ولم يكن البغدادي القيادي بالقاعدة قبل أن ينشق عنها ويؤسس “داعش” تنظيم “الدولة الإسلامية”، هو الوحيد الذي خرج من رحم الإخوان المسلمين، فقد سبق إليها أسامة بن لادن وعبدالله عزام وغيرهما.

وكان الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة المصري أيمن الظواهري اعترف في شريط فيديو أن سلفه بن لادن “كان عضوا في فرع سعودي لحركة الإخوان المسلمين في شبابه”، وأنه “تعرّض للطرد من الفرع لإلحاحه على الجهاد ضد السوفييت في الثمانينات”.

ويشير المراقبون في حديثهم إلى أن اعتراف القرضاوي ليس فيه جديد في حد ذاته، إذ إن فحواه يتفق تماما مع ما يؤكده كل الباحثين في شؤون الإرهاب والحركات الأصولية؛ إلا أن أهميته، وما فجر المفاجأة، تنبع من كونه أبرز اعتراف من أحد رؤوس الجماعة بأنهم منبع الإرهاب»، متابعين أن «فكر الجماعة هو البوابة الرئيسة التي ولجها كل من خاض في التطرف لاحقا، وقلما وجدنا أحد قادة الإرهاب ليس من خريجي عباءة (الإخوان) .

وفى هذا السياق ، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف في بيان رسمي إن «اعتراف القرضاوي بأن أبو بكر البغدادي، زعيم ما يسمى (داعش)، كان من المنتمين لجماعة الإخوان، يؤكد ما ذكرناه مرارا من أن جماعة الإخوان هي الأب الروحي لكل تلك الجماعات المتطرفة، والمنبع الرئيس الذي خرجت منه تلك الجماعات الإرهابية».
وتأتي تلك التطورات في وقت شهدت فيه القاهرة أمس إقامة دعوى قضائية أمام محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، تقضي باعتبار اتحاد علماء المسلمين، الذي يترأسه القرضاوي، تنظيما إرهابيا. وصرح الكاتب الصحافي محمود نفادي، مقيم الدعوى وكيل مؤسسي حزب «إحنا الشعب»، بأن عريضة الدعوى استندت إلى أن اتحاد القرضاوي أحد أفرع جماعة الإخوان الإرهابية، والتشكيل الأخير له ضم الإرهابيين صفوت حجازي وصلاح سلطان، مما يؤكد أن هذا الاتحاد تنظيم إرهابي وأضاف  نفادي، في تصريحاته الأعلامية، إنه علاوة على ذلك، فإن بيانات هذا الاتحاد تحرض على الإرهاب وقتل رجال الجيش والشرطة، ورئيس الاتحاد القرضاوي نفسه متهم في عدة قضايا إرهابية وهارب خارج مصر واسمه موضوع على قوائم الترقب والوصول

وقال خبراء في الحركات الإسلامية إن جماعة الإخوان، ومنذ تأسيسها، كانت تجمع الشباب المتحمس وتشحنه بمقولات الجهاد والدعوات إلى القتل المصحوبة بتكفير الآخر وأن الجماعة وحدها هي الفرقة الناجية.

ولفت الخبراء إلى أن فكر سيد قطب، وخاصة ما جاء في كتابه “معالم في الطريق” من حديث عن الحاكمية لله، وجاهلية المجتمع هو الأرضية التي انطلقت منها المجموعات الجهادية لممارسة العنف.

وقال بعض ، المتخصصين في الحركات الإخوانية، إن من يقرأ كتاب سيّد قطب “معالم في الطريق” سيسهل عليه التعرّف على الأصوليّة الإخوانيّة. وسيهوله ما حفل به الكتاب من تحفيز على الجهاد المسلّح ومن ترغيب فيه ودفع إليه.

وأضاف البعض أن سيد قطب يبني تنظيراته الجهاديّة على قاعدة أن “الإسلام لا يعرف إلاّ نوعين من المجتمعات؛ مجتمع إسلاميّ ومجتمع جاهليّ”.

ويقول سيد قطب “ليس المجتمع الإسلاميّ هو الذي يضمّ أناسا ممّن يسمّون أنفسهم مسلمين، بينما شريعة الإسلام ليست هي قانون هذا المجتمع وإن صلّى وصام وحجّ البيت الحرام! وليس المجتمع الإسلاميّ هو الذي يبتدع لنفسه إسلاما من عند نفسه غير ما قرّره الله سبحانه وفصّله رسوله”.

من جهة ثانية، أشار الخبراء إلى أن المقاتلين الذين التحقوا بداعش وجاؤوا من دول عربية وإسلامية مختلفة أغلبهم تربى في تنظيمات إخوانية وأن خروجهم يعود في جانب منه إلى غموض فكر الإخوان وتناقضه، فالجماعة تارة مع الجهاد وتارة أخرى تقف ضده، فضلا عن ترديدها شعار “الإسلام هو الحل” فيما سلوكها في واد آخر.

وأضاف الخبراء أن التنظيمات الإخوانية ترفض أن تحدد لنفسها مدونة فكرية مكتوبة لأن ذلك سيمنعها من تبني الرأي ونقيضه، أي استقطاب الشباب المؤمن بالجهاد وفي نفس الوقت تسويق نفسها كحركة مدنية.