ماذا يعني هذا ؟!!

في العام 2002 ، انتجت شركة Electronic Arts والمعروفة بـ EA GAMES الامريكية لعبتها الشهيرة Generals ، اللعبة الستراتيجية الاولى في عالم الالكترونيات ، و لكوني مولع بهكذا نوع من الالعاب ، فقد اندمجت طيلة سنوات و انا اجرب التكتيكات الخطيرة التي تبديها الجيوش الموجوده في اللعبة .

جائت جنرالز لتكمل ما بداته شركة ويست وود بلعبتها Red Alert التي كانت تضم الجيش العراقي كجيش فعال في اللعبة ، الا ان جنرالز الجديدة الغت وجود الجيش العراقي ، و اقتصرت اللعبة على ثلاثة جيوش هي الامريكي ، و الصيني ، و الجيش المثير للجدل : جيش التحرير العالمي او GLA اختصارا لـ( Global Liberation Army ).

تذكيرا بان اللعبة انتجت عام 2002 ، فان جيش التحرير هذا هو جيش غير منظم و يمتلك اسلحه مستولى عليها و متخلفه احيانا ، الا انه و بكل تفاصيله ، يحمل تكتيكات و اسلحة مسلحي " الدولة الاسلامية " الحاليه او ما يعرف بـ " داعش " ، حيث ان ملابس و تكتيكات هؤلاء هي تماما ما تستخدمه داعش اليوم في حربها بين العراق و سوريا ، فازياء داعش و اسلحتها المتنوعه المطوره و تكتيكاتها بين التخفي و الهجوم المباغت و الاعتماد على خاصية ( اعلان الجهاد ) عند بدئها هجوما واسعا ، هي تجسيد حقيقي جدا لما تقوم به داعش اليوم ، فمن بين خصائص هذا الجيش انه يستخدم التمويه الشديد و السيارات المفخخه و الانتحاريين و الهجمات الكيمياويه و العبوات الناسفه و القنص ، بل حتى الانفاق السريه التي تفاجئ الخصم بظهور مفاجي لعناصره ، مسلحين برشاشات الكلاشنكوف و قاذفات الار بي جي و السيارات الرباعية الدفع المثبته عليها احاديات و رباعيات ، بل انه في بعض الاحيان يستخدم النساء و المدنيين كمجهاجمين خط اول مسلحين بالمولوتوف و البنادق و المسدسات كمن يرسلهم الى الموت المحتم لتنفيذ الصفحات الثانيه من الهجمات التي ينفذها مقاتلو " جيش التحرير العالمي " الاكثر انضباطا من اولئك المدنيين .

المفاجاه الاكبر ، ان اللعبه في اهم مراحلها وضعت بغداد كساحة للصراع بين الجيش الامريكي و جيش التحرير العالمي ، و فيما يبدو في الصوره المرفقة قوس النصر العراقي في ساحة الاحتفالات ، فان GLA تقوم في هذه المرحلة بقصف المدينة بصواريخ سكود المحمله بغازات كيمياويه ، مستهدفة المدنيين و جنودها انفسهم على حد سواء لمنع اقتراب الدبابات الامريكيه .

في مراحل اخرى ، تستخدم GLA الطائرات المفخخه على غرار الكاميكازي اليابانيه ، لتهوي بها على اعدائها ، كما و في ذروة ازدهار هذه القوة الغريبة اثناء المعارك ، تقوم قوات GLA باستخدام صواريخ السكود الروسيه لضرب التجمعات المعادية .

السؤال : هل تنبئت EA Games بالهجمات الدامية لداعش على العراق و سوريا قبل نحو 12 سنه من الان ؟ بل كيف تمكنت من معرفة تكتيكات داعش و اسلحتها و ازيائها بدقة متناهيه يوم لم يكن هناك شئ اسمه داعش ؟ و لماذا جعلت بغداد ساحة للصراع بشكل واضح جدا ؟ هل سياتي يوم تستخدم فيه داعش صواريخ سكود او اسلحة كيمياويه ضد خصومها و المدنيين ؟؟