الطفل ( الرضيع ) لا تسكته القبلات !

ولا أدري لمَ هذا الشغف في السيطرة على مقاعد السلطة والتشبث بها ولماذا التلذذ بعذاب العراقيين وانتهاك حرماتهم ... وأبقى محتاراً بين ما يُفترض أن يؤديه سياسيو ( المرحلة الحالية ) من واجبٍ مقدس أنيط بهم وإبداء المشورة والنصيحة وإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر والسعي إلى استئصال كل جذور وبذور ودواعي الفتنة وقبرها أينما حلت وبلادي ( بلاد ) الرافدين اليوم قطَّعتها الفتنة إرباً وفتحت أذرع القيل والقال أبوابها مشرعةً أمام الأعداء حتى وصل الأمر إلى وضع القيمة الوطنية جانباً والإصغاء إلى الشائعات والأكاذيب ... والضحك على الذقون وهكذا بقي عراقنا ( القديم - الجديد ) فريسة الجهل والفتنة والعبث وقساوسة وخسة الأعداء فزاد عدد المهجرين وتعددت سقوف الهزيمة وأغلقت أبواب الفرج !

يسعى دائما ( البعض ) من قادة الحكم الحالي في العراق إلى بعثرة أية جهود أو محاولات لملمة شمل العراقيين ... وهي تمر بأصعب وأدق ظرف مصيري يحيط به الغموض من كل جانب فبينما يحتار هؤلاء الحكام في كيفية استبدال درجات الطاعة والانصياع للقوى الكبرى التابعة إلى الدول الكبرى والدول الإقليمية ... إلى وضع آلية غير ثابتة لاكتشاف وسائل وأساليب جديدة للمهادنة وتثبيت الحكام التابعين لهم بمناصبهم بعد إن شهد عراقنا الجريح أوسع عمليات فساد في العالم التي طالما يثار حولها الكثير من التساؤلات وترفع عليها اللافتات وتقص عليها حكايات المواطن العراقي المسكين ... في الوقت الذي ترتفع أصواتٌ من جميع ( العراقيين ) لتوحيد الصفوف ورأب الصدع وترقيع الشقوق لان ما يحيط

( بالأمة العراقية ) ومستقبلها يكاد أن يكون كابوساً حل عليها من كل جانب وهي التي لا يحبذها كل المواطنين في هذا البلد ... عاش المواطن العراقي أربعة عقود ينتظر بزوغ فجر عراق ديمقراطي آمن يعيش فيه مواطنيه دون تميز بغض النظر عن الاختلاف في القومية والدين والطائفة والمنطقة , حيث لم يجد العراقي الأصيل موقعا له لأنها بنيت على أساس ديني طائفي أولئك الذين لا يستطيعون تقديم نفسهم ( للناخب العراقي ) لعدم كفاءتهم أو ماضيهم الغير سليم وبعضهم من الذين فشلوا في الانتخابات رغم استنادهم إلى قوى طائفية أو خارجية لان الناخب العراقي يعرفهم ويعرف أهدافهم وماضيهم ... إن خسارة القوى الوطنية العراقية في الانتخابات ليس لعدم وجود قاعدة واسعة خلفها ، وإنما في نص قانون الانتخابات الذي فصل من اجل مصلحة أحزاب

( الإسلام السياسي ) وكذلك لعدم وجود دعم مالي خارجي لها كما حصلت للقوائم الفائزة في الدورة المذكورة وما نظرته للعراق هل وطن بحد ذاته وكيان له استقلاليته عن المحيط الإقليمي أو ينظر أليه خارجية ... وهل يؤمن بالعراقيين كشعب لهم خصوصيتهم الوطنية أو جزء من شعوب وأمم خارجية , كالعابثين بأمن البلاد الذين يقسمون العراق والعراقيين ... بجعلهم ( جزء ) تابع للآخرين , وهكذا حال شعب ( العراق اليوم ) يعيش في وطن بلا قلب , لان الطفل الرضيع لا تسكته القبلات ..